إسبانيا ترحّب بعودة اليهود، وماذا عن المسلمين؟

إسبانيا ترحّب بعودة اليهود، وماذا عن المسلمين؟

25 فبراير 2014
إسبانيا ترحب بعودةاليهود ... وماذا عن المسلمين
+ الخط -
هي أصغر مدينة في منطقة توليدو الاسبانية، ترسو على جبل صخري يطل على منعطف في نهر التاجه. شوارعها المرصوصة، ومبانيها الجميلة التي لا تشبه  المباني الاوروبية، أعطت إسبانيا جمالاً من نوع خاص ومختلف عن باقي العالم الاوروبي. كانت بعض تلك المباني، يوماً ما، مساجد ومعابد، لكنها تحوّلت إلى بيوت وكنائس، ربما لطمس تاريخ مَن بنوها قبل مئات السنين وتحولوا الى "موريسكيين" أو "سفارديم".

شأن هذه المدينة الجميلة، ذات الطابع العربي الاسلامي، شأن العديد من المدن الاسبانية التي كانت يوماً ملحمة  ومزاراً للمثقفين والمبدعين والفنانين وطالبي العلم والثراء والحب والجمال من كل بقاع المعمورة.  

على بعد 50 كلم من هذه المدينة الجبلية، يقع القصر الرئاسي الإسباني، الذي أصدر قبل أيام قانوناً يقول فيه إنه يريد تصحيح التاريخ، وإعادة الحق إلى مواطنيها.

جاء ذلك، كما تقول صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي نشرت أخيراً تقريراً تناولت فيه إعلان اسبانيا، من أجل السماح لأحفاد اليهود "السفارديم"، ذوي الأصول الاسبانية، من الذين أُرغموا على الخروج من البلاد في نهاية القرن الرابع عشر، بالعودة إليها. وأدى هذا الإعلان إلى إثارة اهتمامِ كثيرين من هؤلاء اليهود الذين اتضح أن عددهم في أنحاء العالم يبلغ ثلاثة ملايين ونصف مليون، بحسب الرابطة اليهودية العالمية، وهم متفرقون في أنحاء العالم.

وتساءل كاتب التقرير، باستغراب، كيف تسمح إسبانيا بعودة اليهود وتتجاهل المسلمين من ذوي الاصول الاسبانية أيضاً الذين طردوا منها في بداية القرن السابع عشر؟

كما يسرد الكاتب بعضاً من تاريخ المسلمين في إسبانيا أن الملك فرنانديس والملكة إيزابيلا، قررا إجبار المسلمين المقيمين في البلاد آنذاك على اعتناق المسيحية أو الرحيل، فتنصَّر منهم مَن تنصَّر وطُرد مَن رفض تغيير دينه، تاركاً خلفه كل ممتلكاته المتمثلة في الأراضي الشاسعة والقصور والأملاك والعقارات، وحتى الملابس الفاخرة والحليّ، فمعظم هؤلاء كانوا من النبلاء ووجهاء القوم في الأندلس، وبلغ عددهم 270 ألفاً، استوطن معظمهم المغرب وتفرّق الباقون بين الجزائر وتونس.

ويقول التقرير إن أحفاد الموريسكيين أرسلوا رسالة إلى ملك إسبانيا، خوان كارلوس، مطالبين الحكومة الإسبانية بالقيام تجاههم باللفتة ذاتها التي قامت بها تجاه اليهود، متسائلين متى يأتي دورهم في العودة الى إسبانيا التي تحتفظ بتراثهم في الموسيقى والمعمار؟

وانتقد رئيس ''رابطة ذكرى الأندلس"، نجيب لوبيريس، الذي تحدث من المغرب، الحكومة الإسبانية بشدة بسبب تطبيقها ''معايير مزدوجة''، قائلاً إن "على الحكومة الإسبانية أن تتيح المجال لجميع مَن أجبروا على الرحيل، وإلا سيكون قرارها انتقائياً، بل عنصرياً".

وفي إسبانيا هناك عائلات من أصول إسلامية، رحل أقرباؤها، وهي تقيم صلات مع إرثها الثقافي. وقال محمد أوسكوديرو أوريبي، رئيس الرابطة، إنهم يستطيعون أن يثبتوا أن أقرباءهم أجبروا على الرحيل من البلاد قبل مئات السنين.

المساهمون