يوم الطبيب المصري... تضحيات كبيرة وحقوق مهدرة

يوم الطبيب المصري... تضحيات كبيرة وحقوق مهدرة

18 مارس 2022
كان لأزمة كورونا أثرها الكبير على أطباء مصر (أحمد حسن/ فرانس برس)
+ الخط -

 

قدّمت 18 مؤسسة حكومية وتعليمية التحية للأطباء المصريين، اليوم الجمعة 18 مارس/ آذار، بمناسبة يوم الطبيب المصري، الذي يتزامن مع ذكرى تأسيس المدرسة الأولى للطبّ في مصر والشرق الأوسط في مثل هذا اليوم من عام 1827.

وفي خلال احتفالية النقابة العامة لأطباء مصر بيوم الطبيب للعام الرابع والأربعين، قال نقيب أطباء مصر حسين خيري: "أهنّئكم أطباء مصر، وبالأخص من ضحّوا في معركة كورونا بأنفسهم لعلاج المرضى". وأوضح خيري أنّ ضحايا فيروس كورونا الجديد ومتحوّراته من بين الأطباء تجاوز 700 طبيب، لافتاً من جهة أخرى إلى أزمة هجرة الأطباء، ومشدّداً على الحاجة إلى وضع رؤية عاجلة لتعليم وتدريب وتقدير الطبيب، وهو ما تسعى إليه النقابة بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان.

وبالفعل يعاني الأطباء في مصر من أوضاع متدهورة، خصوصاً في المستشفيات الحكومية والجامعية في ظلّ منظومة صحية متهالكة، فضلًا عن النقص الكبير في عدد الأطباء، ما دفع عشرات الآلاف من الأطباء إلى الهجرة إلى دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية في العقود الماضية بحثاً عن ظروف عمل وفرص أفضل.

وقد تزايدت وتيرة هجرة الأطباء في خلال أزمة كورونا. وقبل نحو عام، رصد المركز المصري للدراسات الاقتصادية هجرة واسعة بين هؤلاء منذ انتشار فيروس كورونا الجديد في البلاد، وأكّد بالأرقام أنّ مصر تواجه موجة ثانية شديدة وحادة والعدوى فيها أوسع انتشاراً من الموجة الأولى، نتيجة غياب الإجراءات الاحترازية الكافية وهجرة الأطباء إلى الخارج والتي تزايدت عقب الموجة الأولى، وقدّر عددهم بنحو سبعة آلاف طبيب، إلى جانب وفاة عدد كبير منهم نتيجة الإصابة بكوفيد-19.

ويُقدَّر عدد الأطباء المصريين المهاجرين نهائياً إلى الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأستراليا بما بين 15 ألف طبيب و20 ألفاً، بحسب تصريحات الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء سابقاً رشوان شعبان، الذي أشار إلى أنّ أقلّ أجر يحصل عليه الطبيب في الساعة هناك هو 40 دولاراً أميركياً، علماً أنّه يصل إلى 80 دولاراً في أيام الأعياد والعطل. وبينما يُقدَّر راتب الطبيب المصري في بداية تعيينه بنحو 2500 جنيه مصري (نحو 155 دولاراً أميركياً)، يرتفع عند الحصول على درجة الماجستير إلى أربعة آلاف جنيه (نحو 250 دولاراً)، ليصير بعد حصوله على شهادة الدكتوراه نحو خمسة آلاف جنيه (نحو 315 دولاراً).

وفي تصريحات إعلامية لوزيرة الصحة المصرية السابقة، هالة زايد، أفادت بأنّ مصر تعاني من نقص كبير في عدد الأطباء، على الرغم من أنّ عدد خرّيجي كليات الطب فيها يبلغ تسعة آلاف طبيب سنوياً. وأوضحت زايد أنّ 65 في المائة من الأطباء المصريين يعملون خارج البلاد، وأنّ مشكلة الأطباء في مصر أكبر من كونها مادية، إذ تتعلق بنظام العمل وفرص الترقّي والتعليم وبيئة المجتمع وعناصر أخرى، من قبيل احترام المجتمع للأطباء وتدريبهم على التكنولوجيا الحديثة.

وبحسب دراسة أعدّتها أمانات المستشفيات الجامعية والمكتب الفني لوزارة الصحة المصرية ومجموعة من الخبراء والمختصين حول أوضاع مهنة الطبّ البشري واحتياجات سوق العمل من الأطباء في مصر، فإنّ 62 في المائة من الأطباء إمّا يعملون خارج مصر أو استقالوا من العمل الحكومي أو حصلوا على إجازة. أضافت الدراسة نفسها أنّ طبيباً واحداً يُخصّص لـ1162 فرداً في حين أنّ المعدّل العالمي هو طبيب واحد لكلّ 434 فرداً، أو 8.6 أطباء لكلّ 10 آلاف فرد، في حين أنّ المعدّل العالمي هو 23 طبيباً لكل 10 آلاف فرد.

تجدر الإشارة إلى أنّ الاحتفال بيوم الطبيب المصري يحلّ في ذكرى 18 مارس 1827 تاريخ تأسس محمد علي باشا مدرسة الطب، وكان مقرّها في أبو زعبل حيث المستشفى العسكري. وقد أُنشئ المستشفى لتوفير التعليم الطبي والتمرين، والغرض منه تخريج أطباء مصريين للجيش، قبل أن يصير الغرض عاماً بعدما أصبح الأطباء يقدّمون خدماتهم الصحية لعامة الناس.

وقد اختير للمدرسة 200 دارس من طلاب الأزهر وتولّى إدارتها وإدارة المستشفى الدكتور كلوت بك، وضمّ إليها نخبة من الأساتذة الأوروبيين، وكانوا بمعظمهم من الفرنسيين الذين يدرّسون علوم التشريح والجراحة والأمراض الباطنية وعلم الصحة وعلم الصيدلة والطب الشرعي والطبيعة والكيمياء.

المساهمون