هل تعرف قصة فردوس الليبية التي تصلح سيارتها بنفسها؟
هل تعرف قصة فردوس الليبية التي تصلح سيارتها بنفسها؟
إسلام الأطرش
الغوص في التفاصيل الميكانيكية المعقدة ومراقبة القطع الصغيرة داخل السيارة لمعالجة الأعطال كانا هدفاً استطاعت فردوس البصكاك تحقيقه، بعد أن تجاهلت بشكل كبير عادات وتقاليد المجتمع الليبي، التي عادة ما تقف سداً منيعاً أمام تحقيق الفرد لطموحه. قامت الفتاة العشرينية بهذا العمل كي تغيّر الأفكار السائدة عن الفتيات الليبيات، ولتؤكّد أنّ عمل الفتيات ليس عيباً أو حراماً في هذا الزمن.
تعمل فردوس البصكاك على تصليح سيارتها بنفسها للتأكيد على أنّ الفتاة بإمكانها القيام بهذا العمل أيضاً، كما أنّ فردوس هي موظفة تمارس مهنتها بكل حرية.
واستطاعت البصكاك المحافظة على أناقتها ونعومتها مع عملها على إصلاح سيارتها التي يهرب من إصلاحها الكثيرون نظراً إلى صعوبة العمل عليها. ومع كلّ صباح، تتّجه فردوس إلى مكان عملها في مكتب "بوسط المدينة في مصراته"، مثل أيّ رجل بل وأكثر نشاطاً وحيوية، ليظلّ الفاصل الوحيد هو فارق الجنس فقط.
وتقول: "في بداية الأمر ظنّ أصدقائي أنني أُرسل سيارتي للميكانيكي لإصلاحها، لكنهم اعتادوا على فكرة إصلاحي لها بنفسي، وكما كلّ شيء، هناك من يحبّ الفكرة وهناك من يعارضها. هناك من يشجعني وهناك من يقول لي هذا العمل لا يليق بكِ، أنتِ ناعمة ومكانكِ ليس هنا"، قاصدين بذلك عدم توافق العمل الميكانيكي مع السيدات. لكن البصكاك تؤكّد أنّ جمال المرأة ونعومتها لا يقفان حائلاً أمام تحقيقها أحلامها، فضلاً عن تشجيع والدها لها وتأكيدها أنّ المجتمع سيرضخ للفكرة مع التعود عليها.
وتضيف البصكاك لـ"عربي الجديد" "في البداية أحسست بصعوبة في الموضوع، لكنني أحب هذا العمل وأتحمّل صعوباته الكثيرة في بعض الأوقات. وحين لا أستطيع أن أفكّ قطعة معينة أستعين بشخص آخر، وفي أغلب الأحيان، أستعمل قوة جسدي كي لا أستعين بأحد".
وتابعت قائلةً إنها كانت تحلم منذ طفولتها بأن تصبح ميكانيكية، لكنها انخرطت في مهنة أخرى، ما جعلها تتعلم العمل على سيارتها بنفسها. وسنوات التجربة التي حصّلتها فردوس جعلتها ناجحةً ومتألقةً، في الوقت الذي يستغرب فيه الناس فكرة إصلاحها لسيارتها، وذلك بسبب اعتقادهم الدائم أنّ الفتاة غير قادرة على النجاح في هذا المجتمع.
