هذه حال الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون بعد "طوفان الأقصى"

هذه حال الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون بعد "طوفان الأقصى"

08 فبراير 2024
في داخل أسوار سجن الدامون تقبع أسيرات فلسطينيات وسط ظروف صعبة وقاسية (فيسبوك)
+ الخط -

تعيش الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون وسط ظروف قاسية ومشدّدة، منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وما تبعها من حرب ما زالت متواصلة على قطاع غزة.

ووسط ذلك، تقرّر أمس الأربعاء إطلاق سراح 19 فلسطينية من قطاع غزة، اعتُقلنَ وأُودِعنَ في سجن الدامون. وهنّ اليوم في طريقهنّ إلى القطاع.

وقد شدّدت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، منذ ذلك الحين، سياسة التضييق التي تنتهجها في الأساس بحقّ الأسرى الفلسطينيين عموماً، ونالت الأسيرات من بينهم حصّتهنّ من ذلك التشديد، ولا سيّما في سجن الدامون الواقع في جبل الكرمل بقضاء حيفا.

وتعاني أسيرات سجن الدامون من قلّة الطعام ومن مياه ملوّثة بالصدأ ومن البرد، في حين أنّ الزنازين مكتظة. وتضمّ كلّ زنزانة عشر أسيرات، أربع منهنّ يضطررنَ إلى افتراش الأرض عند النوم.

ووسط العزل الذي تعيشه الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون، تبقى زيارة المحامين متنفّساً وفرصة وحيدة للتواصل مع العالم الخارجي وبعث رسائل إلى الأهل وتلقّي أخرى منهم.

لكنّ إدارة السجون الإسرائيلية منعت، منذ السابع من أكتوبر الماضي، المحامين من زيارة أكثر من أسيرة في اليوم الواحد، كما كانت الحال قبل ذلك التاريخ. كذلك حُرمت الأسيرات في سجن الدامون من زيارات الأهل ومن الاتصالات الهاتفية معهنّ، إلى جانب منع إدخال الملابس لهنّ وحرمانهنّ من "الكانتينا".

قضايا وناس
التحديثات الحية

في هذا الإطار، زار المحامي حسن عبادي، من حيفا، خمس أسيرات في سجن الدامون في خلال أسبوع. فقد زار خالدة جرار اليوم الخميس، وإخلاص صوالحة أمس الأربعاء، ونفيسة زوربة أوّل من أمس الثلاثاء، وفاطمة صقر يوم الاثنين الماضي، وملاك النتشة يوم الأحد الماضي.

يؤكد عبادي لـ"العربي الجديد" أنّ "الأسيرات الفلسطينيات يعشنَ في ظروف صعبة وقاسية جداً، وقد نُقلنَ إلى قسم رقم 4 في سجن الدامون الذي كان مخصصاً للأشبال (الأسرى القصّر). فهؤلاء نُقلوا إلى سجن مجيدو". يضيف أنّ في القسم الذي أُودعت الأسيرات فيه، "المطر يتسرّب من السقف فتتبلّل الفرش، فيما أُغلقت الكوّة ببلاستيك عازل"، وكذلك "ينتشر البقّ في فرشهنّ".

وإذ يتحدّث عبادي عن "الاكتظاظ الكبير في الغرف" وعن أنّ "الأسيرات مجبرات على ملازمة غرفهنّ 23 ساعة من أصل 24 يومياً"، يشير إلى أنّه "يُمنَع على أيّ أسيرة من غرفة معيّنة التحدّث إلى أخرى من غرفة أخرى، في خلال الفورة".

ويتابع عبادي أنّ "الطعام الذي يقدَّم لهنّ قليل جداً، وهو بالتالي غير كافٍ. وقد عمدت الأسيرات الفلسطينيات إلى إعادة وجبة العشاء قبل يومَين، في خطوة احتجاجية، فتعرّضنَ لاعتداء على أيدي السجّانين وعُزلت أسيرتان منهنّ".

وعن وضع الأسيرات الصحي في سجن الدامون، يقول عبادي إنّهنّ "يعانينَ جميعاً من إمساك ونفخة في البطن، بسبب رداءة الطعام المقدّم لهنّ وقلّته، بالإضافة إلى أنّهنّ لم يتناولنَ أيّ فاكهة منذ السابع من أكتوبر الماضي".

ونقل عبادي عن الأسيرة خالدة جرار، التي زارها اليوم الخميس، أنّ الاعتقال هذه المرّة هو الأصعب. وتحدّثت جرار عن "عزل جماعي عن العالم بالكامل وبرد شديد وبقّ"، مشدّدة: "ننتظر أن ينتهي الكابوس". يُذكر أنّ جرار كانت قد اعتُقلت خمس مرّات قبل ذلك، وقد أشارت إلى أنّ حقيبتها جاهزة لكي تخرج من السجن وتعود إلى بيتها.

المساهمون