نازحون يمنيون من كريتر لـ"العربي الجديد": كان أملنا البقاء أحياء

نازحون يمنيون من كريتر لـ"العربي الجديد": كان أملنا البقاء أحياء

03 أكتوبر 2021
شهدت مدينة كريتر اليمنية حرب شوارع (تويتر)
+ الخط -

تشهد مدينة كريتر في محافظة عدن اليمنية حالة من الهدوء الحذر مع استمرار نزوح المدنيين على خلفية الاشتباكات التي تشهدها المدينة منذ فجر أمس السبت، بين مليشيات متناحرة، في حين تظهر شهادات النازحين معاناتهم خلال حرب الشوارع بين قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" وقوات متمردة عليها يقودها القيادي إمام النوبي، في ظل دعوات شعبية لحصر الأضرار، وتعويض المدنيين.

وقالت مصادر أمنية وحقوقية لـ"العربي الجديد" إن المواجهات تعد من بين الأشد عنفاً في عدن خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً أن المليشيات المتناحرة استخدمت أسلحة ثقيلة داخل أحياء سكنية مكتظة، ما دفع المدنيين إلى النزوح بعد أن تضررت منازلهم وممتلكاتهم، في ظل مخاوف من عودة المواجهات مع استمرار إغلاق المدينة أمام الوافدين.

وقالت فاطمة إبراهيم، وهي نازحة من كريتر مع عائلتها، لـ"العربي الجديد"، إنهم تعرضوا للحصار داخل منزلهم في حي الطويلة، على مدار يوم كامل من دون طعام، إذ لم يسمح المتقاتلون للناس بالخروج لشراء الطعام، مشيرة إلى أن جزءاً من نوافد منزلها تساقطت فوقهم بسبب إطلاق الرصاص، وكان إخوتها الصغار يصرخون بسبب صوت الانفجارات، وأعمدة الدخان التي تصاعدت في المدينة، وعند مغادرتهم اكتشفوا احتراق سيارة والدها من جراء الاشتباكات.

نزحت عائلة سعيد سالم من كريتر بعد تعرض منزلها للاستهداف خلال المواجهات من دون أن يكون لديهم مأوى آخر. تبدو خسائر العائلة كبيرة، خصوصاً بعد احترق حافلة يملكونها، وكانت المصدر الأساسي لتغطية نفقاتهم، وأكد أفراد العائلة الستة عندما التقاهم "العربي الجديد" عقب خروجهم من كريتر أنهم أحسوا بصدمة كبيرة عندما شاهدوا الحافلة تحترق أمام المنزل، وأنه تم منعهم من محاولة إطفائها، إلى جانب 7 سيارات لمدنيين في نفس الحي احترقت جميعها، مشيرين إلى أن أقساط الحافلة لم يتم دفعها بعد، ولا يعرفون كيف سيتم دفع الأقساط بعد احتراقها.

ويقول النازح عبد الرحمن عبده لـ"العربي الجديد": "أمضيت أنا وعائلتي 15 ساعة من الرعب في شقتنا، وكانت بطوننا خاوية من الطعام، واستمر الأطفال والكبار من دون نوم لمدة تتجاوز 24 ساعة. المواجهات دفعت أفراد الأسرة إلى البكاء، وأصوات الصراخ لم تكن فقط في منزلي، بل في أغلب المنازل. كنا نسمع صراخ النساء والأطفال كلما اشتدت الانفجارات أو علت أصوات إطلاق الرصاص، خصوصاً أن عدداً من أبناء الحي قتلوا، وأصيب آخرون، ولم يتمكن أحد من إسعافهم. لم نكن نهتم بسلامة سياراتنا ومنازلنا، فقد كنا نعيش حرباً لم نشهد مثلها من قبل، وكنا نأمل فقط في أن نبقى أحياء، وألا نفقد أي أحد من العائلة".

وتؤكد هدي سعيد، لـ"العربي الجديد"، أنها عاشت أيام اجتياح الحوثيين لمدينة عدن في 2015، ثم معركة تحرير المدينة، لكن حجم الحرائق والانفجارات التي حدثت أخيراً كان الأسوأ. "عشت أسوأ أيام حياتي مع عائلتي وجيراني الذين تعرض منزلهم للحريق، وكاد الدخان يخنقهم وهم داخل المنازل. أخي أصيب، وأغلب أهل الحي تعرضوا لتضرر ممتلكاتهم ومنازلهم".

وقال أخوها مراد إن الطرفين المتصارعين استخدموا جميع أنواع الأسلحة، ورغم نداءات الاستغاثة، وطلب السماح بخروج المدنيين، ووقف استهداف المنازل، إلا أن أحداً لم يسمع لنا، وهناك إصابات كثيرة بين المدنيين، وهناك مواطنون قتلوا، وتم دفنهم في أماكن مختلفة بسبب عدم القدرة على الذهاب إلى المقبرة الرئيسية في كريتر.

المساهمون