موجة جديدة من الجرحى تتدفق على مستشفيات غزة المنهكة
بعد استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، اليوم الجمعة، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأنّ الطواقم الطبية في مستشفيات غزة المنهكة تتعامل مع عدد كبير من الجرحى، عقب انتهاء الهدنة وتجدّد الحرب على القطاع.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، في بيان، إنّ مع انتهاء الهدنة وتجدّد قصف المدنيين صباح اليوم، راح الجرحى يفترشون الأرض في أقسام الطوارئ وأمام غرف العمليات نتيجة عدد الإصابات الهائل.
يأتي ذلك في حين تحذّر منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وجهات أخرى من أنّ المستشفيات في قطاع غزة لم تعد قادرة على تلبية الحاجة وسط الارتفاع الكبير في أعداد المصابين من جرّاء العدوان الإسرائيلي على أهل القطاع.
وصباح اليوم الجمعة، أنهت القوات الإسرائيلية الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة المحاصر، والتي كانت قد أُنجزت بوساطة قطرية مصرية أميركية واستمرّت سبعة أيام، سُجّل في خلالها وقف مؤقت لإطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وقد استهدفت قوات الاحتلال، منذ الصباح، مناطق متفرّقة في شمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه، الأمر الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بحسب وزارة الصحة في غزة.
في مجمّع ناصر الطبي في خانيونس، جنوبي قطاع غزة، راح رجل يستغيث وهو يحمل فتى ينزف، مصاباً في رأسه. من جهتها، كانت فتاة تبكي فيما يفحص أحد الممرضين عينَيها، بعد وصولها إلى المستشفى في سيارة إسعاف مع رجل قائد وعيه، خسر الجزء العلوي من رجله اليسرى. كذلك، بدا فتى في حالة ذهول، وقد غطّى الدم وجهه.
وشهد مجمّع ناصر الطبي، ثاني أكبر مستشفيات قطاع غزة، تدفّقاً متواصلاً للجرحى، من الأطفال والبالغين، في حين كان فلسطينيون من أهل القطاع يقفون في خارجه ينتحبون إلى جانب جثث أقارب لهم استشهدوا في الغارات الإسرائيلية الأخيرة.
وتفيد منظمات إغاثة ووكالات الأمم المتحدة بأنّ عدداً قليلاً جداً من المنشآت الصحية ما زال في الخدمة بقطاع غزة، وبالتالي فإنّها ليست في وضع يسمح لها بالتعامل مع موجات جديدة من الجرحى.
في سياق متصل، أشار ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اليوم الجمعة، إلى أنّ الحرب القائمة "أصابت النظام الصحي في غزة بالشلل". أضاف في حديث إلى الصحافيين، في اتصال مصوّر عن بُعد، أنّ قطاع غزة "لا يتحمل فقدان مستشفيات أو أسرّة مستشفيات أخرى". وتابع بيبركورن: "نحن قلقون بشدّة من استئناف العنف".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد صرّح، أمس الخميس، بأنّ "المستشفيات في كلّ أنحاء غزة تفتقر إلى الإمدادات الأساسية والأطقم الطبية والوقود لتقديم الرعاية الصحية الأولية على النطاق المطلوب، ناهيك عن معالجة الحالات المستعجلة".
(الأناضول، رويترز، العربي الجديد)
