منظمة بيئية ترمي كتلاً حجرية ببحر المانش لحماية قاعه من شباك الصيد

منظمة بيئية ترمي كتلاً حجرية ببحر المانش لحماية قاعه من شباك الصيد

04 سبتمبر 2022
تسعى المنظمة من وراء رمي الصخور لمنع الصيد بشباك الجر القاعية (كوينتين تيبرجين/ فرانس برس)
+ الخط -

على عكس السفن التي تبحر عادة قبالة الطرف الجنوبي الغربي لإنكلترا، لا يرمي أفراد منظمة "السلام الأخضر/غرينبيس" الشباك في البحر بل كتلاً حجرية ضخمة تهدف إلى منع ممارسات الصيد الصناعي "المدمرة".

فمن على متن سفينة "أركتيك سنرايز" الأوقيانوغرافية التابعة للمنظمة البيئية، ألقى نشطاء، الخميس الماضي، 18 كتلة من الحجر الجيري تزن كل منها ما بين 500 و1400 كيلوغرام في قلب منطقة بحرية محمية رسمياً.

وتهدف المنظمة من هذه الخطوة إلى جعل الصيد بشباك الجر القاعية مستحيلاً، إذ يؤدي استخدام سفن الصيد العملاقة هذه الشباك الضخمة إلى إلحاق ضرر بقاع البحر ويتسبب بقتل أنواع بحرية غير مستهدفة.

وقالت الناشطة آنا ديسكي، لوكالة فرانس برس، "نضع صخوراً كبيرة من الحجر الجيري في قاع البحر لإنشاء حاجز وقائي يبقي المنطقة بعيدة عن متناول الصيد المدمر"، وأوضحت أن هذه الطريقة "تمنع" سفن الصيد "من جر شباكها على امتداد قاع البحر".

وشرح المسؤول عن "غرينبيس" في بريطانيا ويل ماكالوم أنّ هذه الخطوة هي بمثابة "الحل الأخير لحماية المحيطات"، وأضاف "كنا نفضل أن نرى الحكومة تقوم بعملها"، علماً أنّ استخدام شباك الجر على قاع البحار مسموح به في معظم المناطق البحرية المحمية في البلاد. ورأى أنّ السماح بهذه الممارسة في هذه المناطق "فضيحة".

تعديل التراخيص  

وكتب النشطاء عبارات وأسماء مشاهير يؤيدون تحركات المنظمة على كتل الحجر الجيري، منها مثلاً "من أجل مستقبلنا" أو "سايمون بيغ" أو "ستيفن فراي". ونُحتت إحدى الكتل التي ألقيت في البحر على شكل أمونيت، وهي أحفورة توجد غالباً في صخور بورتلاند، وهي شبه جزيرة على ساحل "جوراسيك كوست" الإنكليزي أُخذت منها الكتل الحجرية.

ويأتي تحرك "غرينبيس" في وقت فشلت المحادثات في الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، في التوصل إلى معاهدة دولية للمحيطات.

وأشارت "غرينبيس" إلى أنّ منطقة "ساوث ويست ديبس" التي حصل فيها هذا التحرك هي "من بين (المناطق البحرية المحمية) التي تشهد أكبر قدر من الصيد في بريطانيا". ودعت الحكومة ورئيس الوزراء المستقبلي، الذي سيُعين الأسبوع المقبل، إلى "حظر الصيد الصناعي في كل المحميات البحرية البريطانية من خلال تعديل تراخيص الصيد".

وأوردت المنظمة إحصاءات من مرصد "غلوبل فيشينغ ووتش" الذي أكد أنّ 110 سفن، أكثر من نصفها من فرنسا، اصطادت نحو 19 ألف ساعة في المنطقة خلال 18 شهراً. ومن بين هذه السفن، قضت سفن الجر القاعية 3376 ساعة في المنطقة المحمية.

ولاحظت الناشطة آنا ديسكي أن "لدى بريطانيا مناطق بحرية محمية بالاسم فقط. وفي الغالبية العظمى من الحالات، من القانوني تماماً أن تصطاد فيها سفن الصيد الصناعي، وأن تحصد منها كميات كبيرة من الأحياء البحرية، وتدمر الموائل، والمخزون السمكي، وسبل عيش الصيادين المحليين".

ونقلت "غرينبيس" عن نيل ويتني، وهو صياد من جنوب إنكلترا، قوله إنّ "الصيد الصناعي (...) يدمّر البيئة البحرية" ، وإنّ "الصيادين البريطانيين الصغار هم الخاسرون الكبار". ورأى أنه من "السخف" السماح بالصيد بشباك الجر على قاع البحر في منطقة بحرية محمية، إذ يُفترض بهذه المناطق "أن تمكّن الأنواع من التكاثر مجدداً".

وأعلنت هيئة "مارين مانجمنت أورغانيزيشن" الحكومية التابعة لوزارة البيئة والمسؤولة عن تنظيم النشاط البحري أنها بدأت تحقيقاً في تحرّك "غرينبيس"، معتبرة أنه "غير مبرر" و"غير قانوني" على الأرجح.

وأوضحت أنّ قوارب الصيد الموجودة في هذه المياه "فرنسية وإسبانية بشكل أساسي"، معتبرة أن تأثير إسقاط الكتل الحجرية سيكون "ضئيلاً" ، نظراً إلى تقنيات الصيد المتبعة في المنطقة.

(فرانس برس)

المساهمون