بعد جولة قام بها فريق تابع لمنظمة الصحة العالمية في شمال قطاع غزة المحاصر والمستهدف، وزار خلالها مستشفى العودة في جباليا ومستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، أشار المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى مستويات عالية جداً من سوء التغذية وإلى أطفال يموتون من الجوع ونقص حاد وخطر في الوقود والغذاء والإمدادات الطبية.
ويأتي تقرير غيبريسوس المقتضب في اليوم الـ150 من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، علماً أنّ نحو 500 ألف فلسطيني ما زالوا في شمال القطاع المنكوب من أصل 2.3 مليون يتكدّسون بمعظمهم في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر.
Grim findings during @WHO visits to Al-Awda and Kamal Adwan hospitals in northern #Gaza: severe levels of malnutrition, children dying of starvation, serious shortages of fuel, food and medical supplies, hospital buildings destroyed.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) March 4, 2024
The visits over the weekend were the first… pic.twitter.com/CxaCuau7iR
الوضع في مستشفيات غزة مروّع
وقد أكد غيبريسوس أنّ زيارة منظمة الصحة العالمية التي أتت في نهاية الأسبوع المنصرم هي "الأولى منذ أوائل شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على الرغم من كلّ الجهود التي بذلناها لنحظى بقدرة على وصول أكثر انتظاماً إلى شمالي غزة"، واصفاً ما تكشّف عن الجولة بأنّه "مروّع".
تجدر الإشارة إلى أنّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية كان قد أفاد، قبل نحو شهرَين، بأنّ الوضع الإنساني في قطاع غزة "لا يوصَف"، مؤكداً أنّ "إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع ما زال ينطوي على تحديات يصعب تبديدها، فالقيود المشدّدة على التحرّك بسبب القصف ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات تمنع المنظمة وشركاءها من الوصول إلى محتاجي تلك المساعدات".
ومنظمة الصحة العالمية ليست الوكالة الوحيدة التابعة للأمم المتحدة التي تُمنَع من الوصول إلى شمالي قطاع غزة المعزول عن بقيّة المناطق، فهذا أمر ينسحب على الوكالات الأممية الأخرى.
على سبيل المثال، كان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد أفاد، في يناير/ كانون الثاني الماضي، بأنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنعه بصورة ممنهجة من الوصول إلى شمالي قطاع غزة لتوصيل المساعدات، مضيفاً أنّ ذلك يعرقل بصورة كبيرة العملية الإنسانية هناك.
وعن الوضع في مستشفى العودة في جباليا، أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بأنّه "مريع خصوصاً"، ولا سيّما أنّ أحد مباني المستشفى قد دُمّر.
وقف إطلاق النار هو العلاج اللازم في غزة
أضاف غيبريسوس أنّ "مستشفى كمال عدوان يُعَدّ مستشفى الأطفال الوحيد في شمال غزة، وهو مكتظّ بالمرضى"، مشيراً إلى أنّ "نقص الطعام أدّى إلى وفاة 10 أطفال فيه".
يُذكر أنّ منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كانت قد أشارت، أمس الأحد، إلى أنّ 10 أطفال على أقلّ تقدير توفّوا في الأيام الأخيرة بسبب سوء التغذية والتجفاف في مستشفى كمال عدوان، في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة استشهاد 15 طفلاً في هذا السياق.
وحذّر غيبريسوس من أنّ "النقص في التيار الكهربائي (في مستشفى كمال عدوان) يمثّل تهديداً خطراً في ما يخصّ العناية بالمرضى، خصوصاً في الأقسام الحيوية مثل وحدة العناية المركّزة ووحدة الأطفال حديثي الولادة".
في سياق متّصل، أوضح المسؤول الأممي أنّ فريق منظمته تمكّن من "توصيل 9,500 ليتر من الوقود إلى كلّ واحد من هذَين المستشفيَين، بالإضافة إلى مستلزمات طبية أساسية". لكنّه لفت إلى أنّ ذلك ليس إلا "جزءاً ضئيلاً من الاحتياجات العاجلة المنقذة للحياة".
ومرّة أخرى، توجّه غيبريسوس إلى سلطات الاحتلال التي تعرقل الوصول إلى شمالي قطاع غزة بعد عزله، وقال: "نناشد إسرائيل ضمان إمكانية توصيل المساعدات الإنسانية بطريقة آمنة وكذلك بانتظام". وشدّد على أنّ "المدنيين، خصوصاً الأطفال والأطقم الصحية، يحتاجون فوراً إلى مساعدة واسعة النطاق".
وإذ أشار غيبريسوس إلى أنّ "الدواء الأساسي الذي يحتاجه كلّ هؤلاء المرضى هو السلام"، طالب بـ"وقف إطلاق النار".