منظمة ألمانية تتّهم خفر السواحل الليبي بمنع إنقاذ مهاجرين

منظمة ألمانية تتّهم خفر السواحل الليبي بمنع إنقاذ مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط

03 مارس 2024
من عملية الإنقاذ الأخيرة التي نفّذتها "إس أو إس هيومانيتي" في البحر الأبيض المتوسط (إكس)
+ الخط -

اتّهمت منظمة "إس أوس إس هيومانيتي" الألمانية للبحث والإنقاذ البحري خفر السواحل في ليبيا بتهديد أفراد طاقمها، عند محاولتهم إنقاذ مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، فلقي مهاجر واحد على الأقل حتفه.

وأكدت المنظمة التي تدير سفينة الإنقاذ "هيومانيتي 1" أنّ عناصر خفر السواحل الليبي استخدموا العنف، وقد أطلقوا الرصاص الحيّ على طاقم السفينة في خلال عملية إنقاذ مهاجرين في المياه، يوم أمس السبت.

أضافت "إس أوس إس هيومانيتي" أنّ عدداً من المهاجرين الذين كانوا على متن ثلاثة قوارب هجرة غير نظامية غير صالحة للإبحار وفي طريقها إلى أوروبا، اضطرّ إلى القفز في المياه.

وتمكّنت سفينة "هيومانيتي 1" من إنقاذ 77 مهاجراً، غير أنّ آخرين أُجبروا على الصعود على متن قارب تابع لخفر السواحل الليبي، الأمر الذي أدّى إلى "فصل ستة أفراد عائلات على الأقلّ بعضهم عن بعض"، بحسب ما أوضحت المنظمة التي تُعنى بالبحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط.

في سياق متصل، لم يردّ المتحدّث باسم خفر السواحل الليبي على اتصالات وكالة أسوشييتد برس لطلب التعليق.

ويموّل الاتحاد الأوروبي خفر السواحل الليبي منذ عام 2015، في إطار الجهود المبذولة لوقف تدفّق المهاجرين غير النظاميين الفارين من الدولة الواقعة في شمال أفريقيا نحو الشواطئ الإيطالية.

وفي إطار هذا الاتفاق، اعترض خفر السواحل أشخاصاً يخوضون رحلات هجرة غير نظامية في المياه الليبية والدولية، وأعادوهم إلى ليبيا.

وبرزت ليبيا مقصداً ونقطة عبور رئيسية للمهاجرين الفارين من الحرب والفقر في أفريقيا والشرق الأوسط، في السنوات الماضية، على الرغم من غرقها في الفوضى بدورها، في أعقاب الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأدّت إلى إطاحة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وقتله في عام 2011.

وشدّدت منظمة "إس أو إس هيومانيتي" على أنّ "تهديد أفراد طاقم سفينتنا للبحث والإنقاذ والمخاطرة بحياة الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية يُعَدّان انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".

وكان خفر السواحل الليبي قد عمد قبل عام واحد، في مارس/ آذار 2023، إلى إطلاق الرصاص في الهواء في أثناء محاولته إنقاذ مهاجرين من قارب مكتظ بالمهاجرين، بحسب ما أفادت منظمة "إس إو إس ميديتيرانيه" الأوروبية المعنية كذلك بالبحث والإنقاذ البحري في البحر الأبيض المتوسط.

من جهتها، كشفت منظمة "سي ووتش" الألمانية، في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2022، أنّ خفر السواحل الليبي هدّد بإسقاط طائرتها المستخدمة لمراقبة البحر، في إطار مهامها للبحث عن مهرّبين وقوارب مهاجرين.

واستفاد مهرّبو البشر من الفوضى في ليبيا، فراحوا ينظمون رحلات تهريب مهاجرين عبر حدود البلاد المترامية التي تتقاسمها مع ستّ دول.

وفي هذا السياق، يتكدّس مهاجرون في قوارب متهالكة وغير مجهّزة، بعضها مطاطية، وينطلقون في رحلات هجرة غير نظامية بحرية طويلة محفوفة بالمخاطر.

وذكر مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة أنّ ما لا يقلّ عن 962 مهاجراً لقوا حتفهم، وفُقد 1563 آخرون قبالة ليبيا في عام 2023. أضاف أنّ نحو 17.200 مهاجر اعتُرضوا في البحر، وأُعيدوا إلى ليبيا في العام الماضي.

ويُعتقل هؤلاء المهاجرون غير النظاميين في مراكز احتجاز تديرها الحكومة الليبية، علماً أنّها تشهد انتهاكات تتضمّن العمل القسري والضرب والاغتصاب والتعذيب. وترقى هذه الممارسات إلى مستوى الجرائم ضدّ الإنسانية، بحسب محقّقين مفوّضين من الأمم المتحدة.

وفي أحيان كثيرة، تترافق هذه الانتهاكات مع محاولات ابتزاز أموال من عائلات المهاجرين المحتجزين، قبل السماح لهم بمغادرة ليبيا على متن قوارب إلى أوروبا.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون