ممرضة تركية تكشف تفاصيل مغامرتها لإنقاذ أطفال لحظة وقوع الزلزال

شيماء آلاكوش.. ممرضة تركية غامرت بنفسها لإنقاذ أطفال من مستشفى لحظة الزلزال

13 فبراير 2023
صورة من الفيديو المتداول للممرضة التركية وهي تنقذ الأطفال (الأناضول)
+ الخط -

قالت الممرضة التركية شيماء آلاكوش التي انتشرت مشاهد لها يوم الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا الأسبوع الماضي، وهي تهرع لإنقاذ المرضى داخل المستشفى التي تعمل به، إنها فعلت ذلك بقناعة تامة لأنها "لو تركتهم وخرجت لكانت ستعيش طوال عمرها بعذاب الضمير".

وبحسب المشاهد التي رصدتها كاميرات المراقبة،  فقد هرعت الممرضة إلى قسم الأطفال ودخلت الغرفة أولاً وأخذت طفلا بين ذراعيها، وانتقلت إلى الغرفة المجاورة، ووجهت الأشخاص إلى المخرج ومن ثم غادرت المستشفى مع الطفل.

شيماء آلاكوش ممرضة تبلغ من العمر 25 عاما، وتعمل في مستشفى عنايت توبشو أوغلو في ولاية غازي عنتاب في قسم العناية بالأطفال، روت لوسائل الإعلام التركية ما جرى معها خلال تلك اللحظة، إذ قالت لقناة "A خبر": "في تلك الليلة وبينما أنا مناوبة كان هناك أطفال مرضى في قسم الأطفال، وعندما شعرت بالاهتزاز في تلك اللحظة تحديدا أحسست أن من واجبي الذهاب إلى الأطفال الذين هم تحت مسؤوليتي".

وأضافت: "فكرت في كيفية توفير الحماية والأمان للمرضى فركضت مسرعة نحو الغرف، لأنه كان سباقا مع الزمن، فكرت فقط بهم في تلك اللحظة، لقد كانوا في 3 غرف، سمعوا صوتي وأنا أصرخ بأن يخرجوا ويكونوا بأمان، وحتى إن لم نستطع الخروج يجب أن نكون بأمان وهو الهدف الأساسي لي، ومع تراجع الاهتزاز غادرنا المستشفى".

وأوضحت أنه "في الغرفة 111 خرج طفل مع أمه، وفي الغرفة 110 كان هناك مريضان احتضنت منهما طفلا، والثاني مع أمه لأن الأطفال كانوا خائفين وبلا حيلة، في تلك اللحظة لم أفكر بنفسي، كل ما يفكر به المرء هو الناس الذين يحتاجون له، صحيح كان يمكن أن ينهار المبنى وأن نبقى محاصرين ما لم نخرج فورا، لكن لو خرجت مباشرة من باب قسم الطوارئ وبقوا في الداخل لم أكن لأعيش طول عمري دون عذاب الضمير".

وتابعت: "دخلت وقلت فليكن ما يكون، يجب علي إنقاذ المرضى، والقيام بواجبي داخل مستشفى حكومي مكتظ، بعد الزلزال عملت ليومين وأخذت إجازة لتأمين خروج عائلتي من المدينة المنكوبة، وبعدما ذهبوا بدأت العمل من جديد، ما قمت به هو قليل مقارنة بما تقوم به فرق الإنقاذ".

كما صرحت الممرضة لقناة TRT الحكومية: "لو انهار مبنى المستشفى ولم نستطع الخروج كنت سأبقى مع المرضى، كنت أعرف الأطفال، وهم أمانة لنا بعد الله، ويجب أن نكون بجانبهم".

وأردفت: "لم أتمكن قبل من الرد على مكالمات عائلتي في غازي عنتاب، بسبب العمل، وبعدها تواصلت معهم وعلمت أنهم بخير وأسعدني ذلك، هناك أقارب من الدرجة الثانية فقدتهم، آلامنا جميعا كبيرة، ومنزلنا تضرر وعائلتي المكونة من 7 أفراد انتقلت إلى ولاية بورصة، وأنا أقيم لدى أحد أقاربي في المدينة".

وأمس نشر وزير الصحة التركي فخر الدين قوجا، عبر حسابه على "تويتر" قصة آلاكوش ومشاهد فيديو يظهر كيف أنها لحظة وقوع الزلزال تحركت بردة فعل سريعة باتجاه المرضى من الأطفال وحاولت إخراجهم دون أن تفكر بنفسها وحدها وتخرج تاركة المرضى في الداخل.

وأرفق وزير الصحة منشوره بالقول: "زملاؤنا في مستشفى عنايت توبشو في ولاية غازي عنتاب أنقذوا الأطفال لحظة وقوع الزلزال مخاطرين بحياتهم، وفي مستشفيات أخرى هناك حالات مشابهة، كما بقية المواطنين الذين هرعوا من كافة الولايات".

المساهمون