مقتل وإصابة 5 أطفال عراقيين بانفجار مخلّفات حربية لـ"داعش" في تكريت

مقتل وإصابة 5 أطفال عراقيين بانفجار مخلّفات حربية لـ"داعش" في تكريت

16 مايو 2021
قدّر عدد المقذوفات الحربية الموجودة في العراق بـ 50 مليون مقذوف (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

قتل وأصيب 5 أطفال عراقيين، اليوم الأحد، بانفجار مقذوفات حربية، يُعتقد أنّها من مخلفات تنظيم "داعش" الإرهابي، شمال شرقي مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، والتي تعد من المحافظات المحرّرة، التي سيطر عليها التنظيم لعدّة سنوات بعد صيف العام 2014.

ووفقاً لمصادر أمنية تحدّثت لوكالات أنباء عراقية محلية، فإنّ "ثلاثة أطفال لقوا مصرعهم اليوم الأحد، وأصيب اثنان آخران، بجروح خطيرة، إثر انفجار مقذوفات حربية في قرية المالحة (شمال شرقي تكريت)، يُعتقد أنّ تنظيم داعش تركها (المقذوفات)، إبان سيطرته على القرية".

وأوضحت المصادر أنّ "الأطفال كانوا يلعبون بتلك المقذوفات التي انفجرت فيهم"، وأشارت إلى أنّ "القرية تضم مخلفات وألغام كثيرة لم تتم معالجتها بشكل كامل حتى اليوم".

وكان تقرير سابق للأمم المتحدة، صدر في فبراير/ شباط الماضي، قدّر عدد المقذوفات الحربية الموجودة في العراق بـ 50 مليون مقذوف، ما أثار مخاوف العراقيين من استمرار تأثيرها على حياة المواطنين، وطالبوا الحكومة بتحمل مسؤوليتها إزاء الموضوع.

من جهته، حمّل مسؤول في المجلس المحلي للمحافظة، وزارة الداخلية، مسؤولية عدم معالجة المخلفات الحربية الموجودة بكميات كبيرة بالمحافظة وتهديدها أرواح المواطنين.

وقال علي الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قسم معالجة القنابل في وزارة الداخلية، أهمل بشكل كبير ملف المخلفات الحربية في المحافظة، وتجاهل الكثير من المناشدات والدعوات والكتب الرسمية الموجهة إليه"، وأضاف أنّ "القسم أرسل فرقاً عالجت بعض المخلفات في المناطق القريبة من مراكز المدن فقط، إلا أنها أهملت القرى والأطراف".

وشدّد على أنّ "كميات المقذوفات كبيرة جداً، وأنها تهدد أرواح الأطفال وحتى الكبار".

وأشار إلى أنّ "أعداد المعاقين في المحافظة بالعشرات، بسبب تلك المقذوفات، والتي انفجرت فيهم خلال السنوات السابقة".

قضايا وناس
التحديثات الحية

مسؤول في دائرة شؤون الألغام في وزارة الصحة والبيئة، أكّد "عدم وجود تعاون من قبل وزارتي الدفاع والداخلية بملف المخلفات الحربية"، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أنّ "الوزارة أعدّت خطة تمتد من 2018 إلى 2028 وفق اتفاقية حظر الألغام ضد الأفراد، لكنها لا تلمس أي جدية وتعاون لتنفيذها".

وأشار إلى أنّ "الحكومة أيضاً لم تعمل على توفير أجهزة حديثة لرفع المخلفات الحربية، ما يعقّد من عملية إنهائها والسيطرة عليها". وأكّد أنّ "الملف مهمل وأنّ تلك المقذوفات ستبقى تسجل حوادث لسنوات أخرى، إن لم يكن هناك تحركاً حكومياً عاجلاً للتعامل معها".

وتسبّبت الألغام والمقذوفات الحربية، خلال العامين الماضيين، بمقتل وجرح عشرات العراقيين بمدن مختلفة من البلاد، تصدّرت مدن شمال وغرب العراق قائمة الضحايا، فضلاً عن محافظات حدودية مع إيران في جنوب العراق وإقليم كردستان، تعاني من الألغام المزروعة منذ حرب الثمانينيات بين البلدين. وأعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية أخيراً، عن وجود نحو 4 ملايين معاق في عموم البلاد بحسب الإحصائية الأخيرة، قسم غير قليل منهم تضرّر بفعل مخلفات الحروب.

وتقدّر مساحة 1200 كيلومتر من الحدود العراقية الإيرانية ملوّثة بالألغام والقنابل، فضلاً عن وجود 90 منطقة ملوثة إشعاعياً في جنوب البلاد بسبب اليورانيوم المنضّب الذي استخدمته قوات التحالف الدولي إبان حربها ضد العراق عام 2003، إلى جانب مخلفات تنظيم "داعش" في المحافظات التي سيطر عليها منتصف العام 2014.

المساهمون