معاناة أم فلسطينية لأبناء معاقين مع الإبادة والنزوح والتجويع في غزة

معاناة أم فلسطينية لـ4 أبناء معاقين مع حرب الإبادة والنزوح والتجويع في غزة

20 مارس 2024
سكان غزة على شفا مجاعة بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- سميرة الدلو، أم لأربعة أبناء معاقين، اضطرت للفرار من شمال غزة إلى الجنوب بحثًا عن الغذاء وسط الحرب والحصار الإسرائيلي، مواجهة نقص حاد في الغذاء والدواء.
- خلال رحلتها، حاولت سميرة حماية أبنائها بلافتة بالعبرية تنبه إلى إعاقتهم، لكنهم تعرضوا لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي دون إصابات، ناشدة المساعدة من الدول العربية والإسلامية.
- الوضع في غزة يتدهور مع استمرار الحصار والحرب، مما أدى إلى نزوح مليوني فلسطيني ووفاة 27 بسبب سوء التغذية والجفاف، مع تأكيد الأمم المتحدة على ضرورة وصول المساعدات ووقف إطلاق النار.

لم تجد الفلسطينية سميرة الدلو (47 عاما)، سبيلا لإطعام أبنائها المعاقين الأربعة سوى الفرار من المجاعة في شمال غزة والتوجّه نحو المناطق الجنوبية للقطاع، بحثا عما يمكن أن يسدّ رمق أيتامها في ظلّ شحّ الموارد الغذائية بسبب الحصار والحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على غزّة.

عبر طريق شارع الرشيد، توجّهت الفلسطينية من شمال غزة إلى جنوبها، قائلة: "لم أستطع تلبية احتياجات أبنائي في المناطق الشمالية لقطاع غزة في ظل شح الغذاء والدواء، الوضع مأساوي هناك، حيث يموت السكان بسبب نقص الطعام والمياه"، مضيفة: "أجبرتني المجاعة على النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، خوفًا على حياة أبنائي المعاقين، فهم أمانة يجب أن أحافظ عليها".

الفرار من الجوع في غزة

مشيًا على الأقدام، قطعت أم سمير مسافات طويلة لتنقل أبناءها حيث كان اثنان منهم على كرسيين متحركين والآخران يسيران ببطء شديد بسبب إعاقتهما.

مرت سميرة خلال رحلة نزوحها وأبناءها المعاقين بحواجز إسرائيلية حاملةً في يدها لافتة كتبت عليها باللغة العبرية أنها ترافق 4 معاقين خشية استهدافهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

مع ذلك، لم تؤدِ هذه اللافتة إلى نتيجة، فبينما كانوا يمرّون عبر حاجز إسرائيلي على شارع الرشيد، غرب قطاع غزة، فتحت قوات الجيش الإسرائيلي النار عليهم من جميع الجهات، دون وقوع إصابات.

تؤكد سميرة أنها خلال مرورها من شمال القطاع إلى جنوبه، تعرضت لإطلاق نار من جميع الجهات، لكنها لم تصب هي وأبناؤها "بفضل الله"، كما تقول، على الرغم من أنها أوضحت على اللافتة التي تحملها أن برفقتها 4 أبناء معاقين غير قادرين على المشي.

وناشدت الأم الفلسطينية الدول العربية والإسلامية أن تتدخل لمساعدة أهالي قطاع غزة الذين يواجهون نقصًا في الطعام والمياه خاصة في الشمال.

ووفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن عدد الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف وصل إلى 27 فلسطينيًا، بمن فيهم رضع.

وفي 10 مارس/ آذار الجاري، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بأن "الجوع في كل مكان بقطاع غزة".

وشددت الوكالة الأممية، في منشور على حسابها عبر منصة إكس، على أن "الوضع في شمالي غزة مأساوي، حيث تُمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة".

وقالت الأونروا إنه "مع اقتراب رمضان، فإن وصول المساعدات الإنسانية عبر قطاع غزة، والوقف الفوري لإطلاق النار ضروريان لإنقاذ الأرواح".

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما سكان محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

ويحل شهر رمضان هذا العام، بينما تواصل إسرائيل حربها المدمرة ضد قطاع غزة رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في حق الفلسطينيين.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب الإسرائيلية بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، وبنزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالي 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون