مصريون يشيعون أهلهم ضحايا دانيال

مصريون يشيعون أهلهم ضحايا دانيال

13 سبتمبر 2023
قُتل مصريون من جراء العاصفة (عبدالله محمد بونجا/ الأناضول)
+ الخط -

شيع أهالي قرية الشريف التابعة لمدينة ببا التابعة لمحافظة بني سويف في مصر جثامين 74 شخصاً من أبناء القرية قضوا نحبهم من جراء الفيضانات. واستقبل الأهالي جثامين ذويهم وسط بكاء شديد قبل تشييعهم إلى مثواهم الأخير في موكب جنائزي مهيب. وشاركت عربات الإسعاف في نقل الجثامين فور وصولها من ليبيا إلى مقابر القرية. 
كما شيع أهالي قرى قمبش الحمراء وبني عتمان وفزارة وسدس بمحافظة بني سويف عشرات الضحايا. وساد الحزن على وجوه الأسر والأقارب المتواجدين خلال تشييع الجثامين.                                                            ورفعت السلطات المصرية حالة الاستعداد داخل الحجر الصحي بمعبر السلوم البري (المعبر الحدودي البري المصري الذي يقطع الحدود المصرية الليبية)، ومستشفى السلوم المركزي، لاستقبال جثامين المصريين ضحايا العاصفة دانيال التي ضربت ليبيا فجر الأحد الماضي، قبل تسليمهم إلى ذويهم. وتشير مصادر إلى التنسيق بين الجهات المعنية لتوفير الدعم الكامل لأسر الضحايا وتجهيز سيارات إسعاف على طول الطريق الدولي شرق مدينة السلوم وداخل المدينة لنقل الجثامين حال وصولها.
وبدأت العائلات في المحافظات المصرية تشييع جثامين الضحايا بمجرد وصولها، وخصوصاً بعد إعلان إدارة أمن سواحل طبرق وصول 145 جثماناً مصرياً من ضحايا فيضانات مدينة درنة الليبية إلى مشرحة طبرق لتغسيلها وتكفينها لإرسالها إلى مصر عبر منفذ السلوم البري.


وانتشرت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أخبار عن الضحايا وصورهم، وهو ما أثار تعاطفاً واسعاً. يقول أحد أقارب المتوفين، إن "مواقع التواصل الاجتماعي في مرسى مطروح (المتاخمة للحدود الليبية) تتابع عن كثب أخبار الأقارب في الجانب الآخر من الحدود في شرق ليبيا. البعض سعيد بنجاة أقاربه بعدما جرفتهم السيول، فيما يشعر آخرون بالقلق على المصير المجهول لأقاربهم. أضاف أن الصديق خليل يعقوب الشاعري فقد أكثر من 50 شخصاً من أقاربه".

وبحسب أهالي قرية الشريف في مركز ببا في بني سويف، يعيش حوالي 3500 رجل من أبناء القرية المصرية في ليبيا، ويعملون في مهن مختلفة منذ سنوات طويلة، وتجمع بين غالبيتهم القرابة وصلة الدم. وأطلق أهالي مدينة مرسى مطروح، غرب مصر والمتاخمة للحدود الليبية، مبادرة جمعوا فيها مئات الأكفان لإرسالها إلى ليبيا من أجل تكفين جثامين المصريين. 
وتداول أهالي المتوفين قصص الناجين واللحظات المرعبة التي عاشوها والتحديات الضخمة التي واجهوها. ونعى أهالي قرية عرب التتالية التابعة لمركز القوصية في محافظة أسيوط، عبر صفحاتهم الشخصية على موقع فيسبوك، 6 من أبناء القرية، واصفين المتوفين أنهم خيرة أبناء القرية وخيرة رجالها.

وتناقل أهالي قربة ببا في بني سويف (جنوب) ما رواه الطفل أمجد عبد الرحمن (11 عاماً) الذي فقد والدته. وقال الصغير: "هبت رياح عاتية لم نشهد مثلها من قبل، فأسرعت والدتي تحاول نقلنا إلى مكان آمن، ولم تكن تدرك ما هو الذي يحدث على وجه التحديد".
كما نقل الأهالي عن سمية الجابري (26 عاماً)، وهي إحدى المصريات في مدينة سوسة الليبية، قصة زوجها الذي فقد حياته من جراء العاصفة. وتقول: "كان زوجي يحمل ابننا الصغير ويحاول حمايته من العواصف العاتية، لكن الرياح الشديدة فصلت بيننا. كنت أسمعه يتكلم من دون أن أفهم كلماته". أما فاطمة (30 عاماً)، فتشارك قصة شقيقها الذي فقد حياته في العاصفة. وتقول: "كان شقيقي الصغير يبلغ من العمر 22 عاماً. سافر مع العديد من أهالي القرية للبحث عن لقمة العيش والرزق الحلال. أحد الأشخاص رآه بين الأشجار المتهاوية والأنقاض قبل أن تعصف بي الرياح وتحجب عني رؤيته".
وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت الحداد ثلاثة أيام في مصر، تضامناً مع المغرب وليبيا، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المملكة المغربية، والفيضانات العارمة التي نتجت عن العاصفة في ليبيا. وقال البيان إن "الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بإعلان الحداد ثلاثة أيام في جمهورية مصر العربية تضامناً مع الأشقاء في المغرب وليبيا".

ووصل وفد عسكري مصري برئاسة الفريق أسامة عسكر رئيس أركان القوات المسلحة، إلى ليبيا عصر أول من أمس الثلاثاء، تنفيذاً لتوجيهات السيسي، لدعم الشعب الليبي في المحن والأزمات، والتنسيق على سبل تقديم أوجه الدعم اللوجستي والإغاثة الإنسانية العاجلة بالتعاون مع الأجهزة والمؤسسات الليبية المختصة، وفقاً لاحتياجاتها لمواجهة التداعيات المترتبة على العاصفة.

وفتحت مصر جسراً جوياً لنقل الدعم اللوجستي يبدأ بإيفاد 3 طائرات عسكرية تحمل على متنها مواد طبية وغذائية و25 طاقم إنقاذ مزودة بكافة المعدات الفنية اللازمة، بالإضافة إلى طائرة أخرى، لتنفيذ أعمال الإخلاء الطبي للمصابين.
وفتحت وزارة الخارجية المصرية خطاً ساخناً للتواصل مع القنصلية المصرية في بني غازي، بهدف التنسيق مع الجانب الليبي للوقوف على آخر تطورات أوضاع المواطنين المصريين في المناطق المنكوبة وجهود البحث والإنقاذ، والحصول على البيانات الخاصة بالضحايا وسبل حصر أعدادهم.

المساهمون