محاكمة باحث جزائري بتهمة التطاول على الدين تثير جدلاً

محاكمة باحث جزائري بتهمة التطاول على الدين تثير جدلاً

08 فبراير 2021
محاكمة الباحث الجزائري سعيد جاب الخير (فيسبوك)
+ الخط -

أودع سبعة من المحامين في الجزائر، شكوى لدى محكمة ابتدائية ضد الباحث في علم التصوف، سعيد جاب الخير، قبل أشهر، وقرر القضاء أن يمثل الباحث أمام محكمة الجنح في وسط العاصمة الجزائرية، في 25 فبراير/ شباط الجاري، للرد على التهم المنسوبة إليه، التي تتعلق بالتطاول على الدين الإسلامي.
وتتضمن الدعوى القضائية عدة تهم، من بينها الاستهزاء بالمعلوم من الدين بالضرورة، وبشعائر الإسلام، والتهكم على آيات من القرآن الكريم، وعلى أحاديث صحيحة من السنة النبوية، وعلى ركن الحج، وشعيرة الأضحية، وذلك بعد أن أثار جاب الخير جدلاً بسلسلة كتابات وتصريحات، كان أبرزها دعوته إلى تنظيم فعاليات موسيقية في المساجد، واعتبار الحج وذبح الأضحية طقوساً وثنية، كذلك نشر تغريدات عن النبي محمد، كتب في إحداها "إذا كان النقد الديني خطيئة، فلماذا كان الرسول ينتقد دين قريش". 
 وينصّ قانون العقوبات الجزائري على معاقبة ضد كل من يستهزئ بالدين أو الرسل بالسجن لمدة من ثلاث إلى خمس سنوات، وبغرامة مالية، أو بإحدى العقوبتين، لكن جرّ الباحث جاب الخير إلى المحاكمة أثار جدلاً بين النخب التي تتبنى الحداثة، والتي عبّرت عن رفضها لمحاكمته.

وكتبت الناشطة إيمان عزيز: "عندما خرجت إلى الحراك الشعبي، كانت من بين أحلامي دولة الحريات. دولة لا يعاقب ولا يسجن فيها أحد بسبب كلمة أو فكرة مهما اختلفت معه فيها، ومواطنون يجمعهم الوطن، ويعيشون معاً بسلام من دون تعصب، ويحترمون اختلافات بعضهم. الناشطون و الصحافيون المعتقلون مثال على واقع الحريات الذي لم يتغير كثيراً. ولهذا لن يتغير موقفي، وأجدد دعمي وتضامني مع جميع معتقلي الرأي، وكل أصحاب الفكر الحر".

عندما خرجت للحراك كانت من بين الاحلام التي رسمتها و اردتها ان تتحقق في بلدي الجزائر هي دولة الحريات.. دولة لا يعاقب و لا...

Posted by ‎ايمان عزيز‎ on Monday, 8 February 2021

ولا تلقى المحاكمة إجماعاً حتى داخل التيار المحافظ أيضاً، وقال الكاتب بوزيان مهماه، عبر "فيسبوك": "جرّ سعيد جاب الخير أمام القضاء بتهمة الاستهزاء بشعائر الإسلام معركة خاسرة لنا كمجموعة وطنية، لأن مآلات المسعى ستكون نقيض الرغبة والنشوة التي تعتري كلّ منتشٍ حالياً بقبول الدعوى رغبة في ممارسة الوصاية على فكر الآخرين. بدلاً من القيام بواجب تبليغ مضامين الوصايا الربانية للإنسانية، سنمكّن سعيد جاب الخير من تحقيق رغبته الدفينة كي يصير ميشال فوكو الجزائر دون زاد معرفي رصين".

وتباينت المواقف بين رفض المحاكمة والدعوة إلى مناظرة الفكر بالفكر، واتهام بعض النخب باستخدام أساليب استفزاز المجتمع، واستنكر الكاتب عبد الرزاق بوكبة، محاكمة جاب الخير بدلاً من مناظرته فكرياً، واعتبر أن"السّكوت عن تجاوز مقام المناظرة إلى مقام المحاكمة سيؤسّس لشارعٍ جزائريٍّ منفلت"، مضيفاً أن "بعض التّنويريّين مطالبون بأن يدرسوا المزاج العام حتّى يستطيعوا تجنّب الفخاخ الجاهزة، ومنها التكفير. الشّجاعة الفكريّة لا تعني التّهوّر".

#فنجان_ساخن أعرف سعيد جاب الخير؛ منذ كان رئيسا للقسم الثقافي لجريدة "الفجر"؛ وكنت منشطا للمقهى الأدبي والمقهى الفلسفي...

Posted by ‎عبد الرزاق بوكبة‎ on Sunday, 7 February 2021

المساهمون