محافظة عراقية تُطلق برنامجاً لدحض أفكار وطروحات تنظيم "داعش"

محافظة عراقية تُطلق برنامجاً لمكافحة التطرف ودحض أفكار "داعش"

10 فبراير 2022
جهود مشتركة للتصدي للأفكار المتطرفة (Getty)
+ الخط -

أطلقت حكومة محافظة كركوك العراقية (250 كيلو متراً) شماليّ بغداد، برنامجاً واسعاً هو الأول من نوعه في البلاد، بمشاركة رجال دين ومفكرين ومثقفين وأكاديميين، لدحض أفكار وطروحات تنظيم "داعش"، التي روّج لها أو أشاعها خلال فترة احتلاله المدن والبلدات العراقية الشمالية والغربية بين عامي 2014 و2017.

ووفقاً لإعلان رسمي صدر عن ديوان المحافظة، اليوم الخميس، فإنّ عدة لجان تضمّ شخصيات فاعلة في المحافظة، بدأت عقد أولى اجتماعاتها لتنظيم وإطلاق "استراتيجية لمكافحة التطرف والفكر الداعشي"، بحسب ما أوردته صحيفة "الصباح" الرسمية العراقية الصادرة اليوم الخميس، نقلاً عن مسؤول الاتصال الحكومي في المحافظة مروان العاني. مضيفاً أن "البرنامج جاء ضمن توجيهات لمستشار الأمن القومي في التصدي للأفكار المتطرفة ومحاربة الفكر الذي يتبناه التنظيم الظلامي"، ومؤكداً أن "الاجتماعات الحالية ستختتم بإطلاق حملات وندوات وورش عمل واسعة بالمؤسسات التعليمية والأوساط المجتمعية".

وتحدث عن بدء كلية الآداب في جامعة كركوك بعقد ندوة حول الحملة، تضمنت إلقاء محاضرات تمحورت حول مكافحة التطرف، وتابع أن "البرنامج يهدف إلى مكافحة التطرف والإرهاب ومسح أي نزعات أو فكر متطرف لدى أفراد المجتمع من خلال التوعية والتثقيف بمخاطر التطرف الديني والابتعاد عن التشدد، مع ضرورة الانفتاح على جميع الأديان والطوائف".

وأوضح أنّ "أهم مرتكز لاستراتيجية مكافحة التطرف، تفكيك إيديولوجية "داعش"، التي تتسم بأعلى صور التطرف والتحريض على الإرهاب والعنف والقتل"، معوّلاً على الحملة في "المساهمة في تحقيق العدالة المجتمعية ومحاربة ظواهر العنف الأسري والمخدرات وأي ظواهر سلبية قد يكون لها أثر سلبي في بنية المجتمع، بما فيها الأسرة".

وحول تفاصيل البرنامج، قال الشيخ أحمد الجاف من ديوان الوقف السني في محافظة كركوك، لـ"العربي الجديد"، إنّ علماء الدين عليهم مهمة كبيرة في إبعاد وكشف الشبه والعوالق الفكرية المتطرفة والتفسيرات الخاطئة والمغلوطة للدين، التي على أساسها روّج "داعش" أفكاره واستباح دماء الناس ودمّر مناطقهم.

ويضيف الجاف أنّ "الحملة مباركة بالنسبة إلى الوقف السُّني، رغم أن علماء الدين منذ زمن ليس بقليل وهم على المنابر يوضحون ويدحضون أفكار "داعش" ويبرئون الإسلام منها، واستُشهد عدد من علماء الدين بسبب ذلك على يد إرهابيي التنظيم".

الأرشيف
التحديثات الحية

في المقابل، أوضح مسؤول أمني رفيع في كركوك، باتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أنّ هناك تطوعاً من قبل مثقفين وأساتذة جامعات وأكاديميين وعلماء دين للمشاركة في الحملة".

وأضاف، طالباً عدم ذكر اسمه: "لن تكون حملة نمطية، سيتم دحض وتبيان فساد فتاوى استباحة دماء الناس واستحلال قتل المخالفين، وبيان فساد فتاوى كثيرة بنى التنظيم عليها كيانه"، مؤكداً أن كتباً متطرفة عديدة روّج لها "داعش"، للتأثير بجيل الشباب والمراهقين، لذا ستبدأ الحملة من هذا الجيل لتوضيح مرض التنظيم الفكري وفساد عقيدته".

 

المساهمون