مبادرات خيرية في الرقة السورية خلال رمضان

مبادرات خيرية في الرقة السورية خلال رمضان

22 مارس 2023
تكثر المبادرات التي تهدف إلى التضامن والتكافل الاجتماعي في شهر الصوم (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت مبادرات خيرية عديدة في مدينة الرقة شمال سورية، استعداداً لشهر رمضان، الذي تتسع فيه دائرة الخير والتضامن الاجتماعي، لتخفيف عبء المحتاجين والفقراء ومساعدتهم ولو بالقليل، خاصة في ظل موجة غلاء الأسعار، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.

وتتضمن هذه المبادرات التي تعتمد كلياً على متبرعين مغتربين من أبناء المدينة، فضلا عن سوريين في الداخل يحركهم فعل الخير والإحسان، توزيع وجبات غذائية وسلال إغاثية، إضافة إلى خطّة لتوزيع الملابس خلال الأيام الأخيرة من الشهر.

مبادرة "صنائع المعروف" واحدة من المبادرات التي تنشط في المدينة خلال شهر رمضان، كما أوضح الناشط في المجال الإغاثي والطبي يوسف السطم لـ"العربي الجديد"، قائلا: "لدينا أكثر من نشاط خيري، مثل توزيع 240 سلة رمضانية على المحتاجين، بالإضافة إلى مطبخ باب بغداد الخيري الذي يستهدف 300 أسرة، وسيبدأ بتجهيز وجبات توزع طيلة 15 يوما الأولى من رمضان".

وأضاف: "العام الماضي استمر العمل بالوجبات طيلة شهر رمضان، حاليا لا نعرف كيف ستسير الأمور، وذلك حسب التبرعات. أما النشاط الآخر الذي نحضّر له فيتعلق بتوزيع الملابس في آخر 10 أيام من رمضان، ومن المحتمل أن نوزع سلالا غذائية في 15 يوما الأخيرة أيضا من الشهر".

أم عزيز وعائلتها، واحدة من العوائل المستفيدة من مبادرة مطبخ باب بغداد الخيري الذي يوزع الوجبات بشكل يومي في رمضان، وقالت لـ"العربي الجديد": "لا نأكل اللحم إلا من المطبخ الخيري، تكلفة الوجبة مرتفعة جدا، أشكرهم كثيرا على المبادرة"، مضيفة أن الوجبات تشمل الفروج المطبوخ والأرز، وأول أمس وزعوا علينا وجبة الشاكرية (وجبة شامية تتكون من اللحم المطبوخ باللبن، تقدم عادة مع الأرز) وربطة خبز".

ريم علي مشرفة مطبخ باب بغداد الخيري قالت لـ"العربي الجديد": إنّ "المطبخ أنشئ منذ سنة، إذ تبرع أحدهم بمكان المطبخ وتطورت الفكرة تدريجيا، كانت الوجبات تتم بتقسيم 3 ذبائح مع بطاطس أو لبن وأحيانا نوزع اللحم والخضار، وقبل رمضان تبرع شخص بتحضيرات شهر رمضان بشكل كامل، الآن عدد المستفيدين 300 عائلة، من ذوي الدخل المحدود والمعوقين والأرامل والمطلقات".

الشيخ إسماعيل اللجي من مبادرة "صنائع المعروف" قال لـ"العربي الجديد": "نحن نعمل على مدار العام لمساعدة الأسر الفقيرة، رغم أن المبادرات الخيرية تزداد في شهر الصيام والغفران، حيث يتم التركيز على الأرامل والأيتام، إلا أن هناك عوائل أشد فقرا لا أحد يتنبه لها، ولا يجب أن نغفل عنها". وأضاف: "المبادرات الخيرية تغطي عملا جبارا، ومنطقة الرقة تحتاج لمثل هذه الأعمال الممولة والمدعومة من أبناء البلد في الداخل والخارج، فضلا عن الحاجة إلى تضافر جهود عدة منظمات لتغطية النقص ومساعدة المحتاجين".

يذكر أن عدة مبادرات خيرية أطلقت منذ خروج الرقة عن سيطرة النظام السوري في مارس/آذار من عام 2013. وأُنشئت في هذا السياق مطابخ خيرية عدّة في المدينة، راحت تقدّم وجبات ساخنة للمحتاجين منذ عام 2014 وحتى عام 2016، وذلك في حين كان تنظيم "داعش" قد فرض هيمنته على المنطقة. لكنّ تلك المطابخ توقّفت نتيجة ظروف الحرب وعمليات النزوح ذات الصلة وعملية "غضب الفرات 2017"، قبل أن تعاود نشاطها إلى جانب أخرى جديدة بعد سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على الرقة التي ما زالت قائمة حتى الآن.

المساهمون