"ما تخليش الوحش يعيش".. حملة في تونس تكافح العنف الرقميّ ضد النساء

"ما تخليش الوحش يعيش".. حملة في تونس تكافح العنف الرقميّ ضد النساء

09 مارس 2024
تتعرض الفتيات والنساء التونسيات لمخاطر كبيرة في الفضاء الرقمي (سيمونا غراناتي/ Getty)
+ الخط -

"ما تخليش الوحش يعيش" (لا تتركي الوحش يعيش)، شعار حملة أُطلقت في تونس لمكافحة العنف الرقميّ بعدما اتخذت الظاهرة أشكالاً عدة وغير متوقعة عبر استهداف نساء ينشطن على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتهدف الحملة التي أطلقتها وزارة المرأة، بمشاركة مركز البحوث والدراسات والتوثيق حول المرأة "كريديف"، إلى الحدّ من مخاطر العنف الرقميّ على الفتيات والنساء اللواتي يقعن ضحايا الابتزاز الذي وصفته الحملة بأنه "وحش"، نتيجة سوء استخدامهنّ الوسائط الرقمية.

وقدمت الحملة التي أُطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي، مجموعة توصيات للفتيات والنساء اللواتي يستخدمن الفضاء الرقمي من أجل رفع نسب حماية حساباتهن، والحدّ من اختراقات الحياة الشخصية للواتي يقعن ضحايا الابتزاز بسبب كشف معطيات أو معلومات شخصية يمكن أن تستخدم خارج الأطر القانونية.

وصنّف مركز الدراسات والبحوث والتوثيق حول المرأة، في المنشورات التي أطلقها، الفضاء الرقميّ بأنه "وحش يعيش ويكبر كلما توافرت له فرصة اختراق الحياة الخاصة والسيطرة عليها، في حين يضعف ويندثر كلما اتبعت مجموعة خطوات حماية".

وتشارك فتيات على موقع مركز الدراسات والبحوث والتوثيق حول المرأة قصصاً في شأن تعرضهنّ لابتزاز وعنف نتيجة مشاركة معطيات وصور خاصة بهنّ على شبكات التواصل الاجتماعي، ما يسبّب لهنّ مشاكل نفسية وعائلية نتيجة الضغوط التي يتعرضن لها.

وقالت الباحثة في علم الاجتماع، صابرين الجلاصي، لـ"العربي الجديد": "أكبر عدد من ضحايا العنف السيبراني فتيات مراهقات لا يملكن القدرة والدراية الكافية لحماية أنفسهنّ من مختلف أشكال الانتهاكات التي يمكن أن يتعرضن لها في الفضاء الرقمي".

وأكدت أن "القانون يوفر الحماية اللازمة للنساء اللواتي يتعرضن لعنف في الفضاءات الرقمية، لكن غياب الدراية اللازمة بوسائل الحماية القانونية يحوّل المراهقات غالباً إلى هدف سهل للمبتزين ومخترقي الحسابات".

ونبهت إلى "أهمية تعميم الوعي من خطورة المسألة، خصوصاً أن ابتزاز المراهقات يمكن أن يؤدي إلى انتحارهنّ هرباً من العقاب الاجتماعي".

وأشارت إلى أن "العنف الرقمي قد يتجاوز الشتم والشيطنة، واستهداف الأعراض المنتشر على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، ويتحوّل في بعض الأحيان إلى جرائم مثل الاغتصاب والقتل".

وعام 2021 كشفت دراسة استطلاعية أعدّها مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة في شأن العنف الرقمي على "فيسبوك" أنّ 51 في المائة من النساء اللواتي شملهنّ الاستطلاع تعرّضن لعنف لفظي، و24 في المائة لعنف جنسي. كذلك أظهرت أنّ 71 في المائة من مرتكبي العنف هم رجال، وأنّ 60 في المائة من النساء اللواتي يستخدمن "فيسبوك" لا يشعرن بأمان في الفضاء الرقمي.

وأوصى المركز بطلب الحماية والتعهد عبر التبليغ على الحالات التي يكشفها، فضلاً عن تجنب مشاركة المعطيات الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي.
 

المساهمون