مئات الفلسطينيين على طرق غزة يحاولون الفرار لكن يسألون "إلى أين؟"

مئات الفلسطينيين على طرق غزة يحاولون الفرار لكن يسألون "إلى أين؟"

13 أكتوبر 2023
معظمهم لا يعرفون إلى أين يلجأون (محمد عابد/فرانس برس)
+ الخط -

خرج مئات الفلسطينيين، صباح الجمعة، إلى شوارع مدينة غزة حاملين بعض الأغراض، في سيارات أو سيراً على الأقدام، يحاولون الفرار في اتجاه جنوب القطاع، بينما قال معظمهم إنهم لا يعرفون إلى أين يلجأون.

وسادت حالة من الارتباك والرعب لدى سكان القطاع بعدما أمرت إسرائيل سكان مدينة غزة بإخلائها والنزوح جنوباً، في إجراء رفضته حماس وأكدت الأمم المتحدة أنه يطاول 1.1 مليون شخص وستكون له تبعات "مدمّرة"، مع دخول الحرب بين الطرفين يومها السابع وتزايد احتمالات الاجتياح البري للقطاع المحاصر.

وقال عدد من سكان القطاع لوكالة "فرانس برس" إنهم سيبقون حيث هم لأن لا مكان يذهبون إليه.

بذعر واضح، أفادت سيدة عرفت عن نفسها باسم أم حسام (29 عاما)، والدموع تغطي وجهها، بينما يرافقها أربعة أطفال: "إلى متى يبقى القصف والموت؟ لم تبق لنا بيوت، كل منطقة في قطاع غزة مُهدّدة. نطالب العرب بحمايتنا. أين العرب؟ يكفي. يكفي".

وتشير إلى أنها كانت قد لجأت إلى منزل أقارب لها في شمال القطاع في منطقة النصر منذ ثلاثة أيام، بعد تعرض المنطقة التي كانت فيها للقصف في منطقة الفيروز، شمال غرب مدينة غزة، "قالوا لي إن المنزل دُمّر كليا".

وألقت طائرات إسرائيلية آلاف المنشورات على مدينة غزة تحث فيها السكان باللغة العربية على الإخلاء جنوباً.

ورفضت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، الجمعة، إخلاء شمال القطاع، قائلة "ثابتون على أرضنا وفي بيوتنا ومدننا... ولا نزوح ولا ترحيل"

ورفضت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، الجمعة، إخلاء شمال القطاع، قائلة "ثابتون على أرضنا وفي بيوتنا ومدننا... ولا نزوح ولا ترحيل".

لكن عددا من السكان أخلوا منازلهم مع أطفالهم وحملوا بعض مقتنياتهم في أكياس بلاستيكية وبعض الأمتعة وخرجوا إلى الشوارع. وشوهد فتى يحمل وسادته ويسير إلى جانب بالغين.

وبحسب مراسلي "فرانس برس"، فضّل كثيرون البقاء في شمال القطاع، إذ لا توجد أي مركبات أو سيارات أجرة لتقل الناس إلى الجنوب أو ليس لديهم مكان يذهبون إليه.

ويقول رجل يدعى أبو عزام: "هذا عدو غاشم وما يريده هو تخويف الناس وتهجيرهم. ولكن بإذن الله سنبقى صامدين في حال حصول أي تهجير".

وأوضح محمد خالد (43 عاما)، أنه باق، وقال "ماذا يريد العالم منا؟ أنا لاجئ في غزة ويريدون تهجيري مرة أخرى؟ ماذا سنفعل في رفح (جنوب)؟ سننام في الشوارع مع أطفالنا، لن نفعل. لا أريد هذه الحياة المهينة".

"لا مكان" 

وتكررت الدعوات لفتح ممرات إنسانية قبل غزو بري محتمل من جانب إسرائيل، خصوصا في اتجاه مصر عبر معبر رفح.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، ضرورة أن يبقى سكان غزة "صامدين وموجودين على أرضهم"، مُحذّرا من أن نزوح سكان غزة قد يعني "تصفية... القضية" الفلسطينية.

في مخيم الشاطئ في غرب مدينة غزة، وقف محمد أبو علي (24 عاما)، أمام مقر تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وقال "اليوم، لا نعرف أين نذهب؟ لا يوجد مكان آمن. لجأنا إلى الأونروا، إلى الأمم المتحدة. اليوم إسرائيل ترتكب مجازر بحق المدنيين وأولادنا الآن تحت الركام".

وأضاف "لا نعرف أين أولادنا، لا نعرف ماذا نفعل؟ لا يوجد لدينا طعام ولا مياه. أنا أناشد الأمم المتحدة من أمام مقر الأمم المتحدة: أين نذهب؟".

وأطلقت حركة حماس يوم السبت الماضي، هجوماً أطلقت عليه اسم "طوفان الأقصى" نجح فيه مقاتلوها في الوصول إلى المستوطنات المحاذية للقطاع، وخاضوا اشتباكات في أكثر من نقطة في هذه المناطق، وتمكنوا من قتل وأسر عدد من الإسرائيليين، فيما وصف الهجوم بأنه أسوأ اختراق للدفاعات الإسرائيلية منذ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عام 1973.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون