لبنان: سقوط مبنى في الشويفات هو الثاني خلال أسبوع

لبنان: سقوط مبنى في الشويفات هو الثاني خلال أسبوع

19 فبراير 2024
عمليات إنقاذ جراء سقوط مبنى في الشويفات (لقطة شاشة/إكس)
+ الخط -

سقط مبنى سكني مأهول في منطقة الشويفات بمحافظة جبل لبنان، مساء يوم الاثنين، وسط أنباء عن وجود عائلات عالقة تحت الأنقاض في ظل عمليات إنقاذ تجريها فرق الإسعاف والدفاع المدني.

وبحسب المعلومات الأولية، أخرجت عناصر الدفاع المدني جثة طفل من تحت الأنقاض، فيما أُنقذت سيدة حتى الساعة، وهناك حوالي 6 أشخاص لا يزالون تحت الركام.

وأفاد عددٌ من السكان بأن البلدية طلبت إخلاء المبنى منذ 5 سنوات لعدم صلاحيته للسكن، ومن ثم أعيد التنبيه قبل سنتين، ولكن لم يُخلَ لعدم وجود مكان آخر يقصدوه سكانه، حيث تقطنه عائلات معظمها من اللاجئين السوريين.

كذلك، تردّد أن هناك جبلاً خلف المبنى سقطت أجزاء منه قبل حوالي 5 سنوات، ما دفع البلدية إلى طلب إخلاء المبنى، قبل أن يتدهور وضعه أكثر مع مرور الوقت.

وأُخلي مبنى ملاصق مهدّد بالسقوط وذلك بعد سماع أصوات تفكك في أساساته، ما أحدث حالة من الهلع والبلبلة في صفوف السكان الذين يتحدثون عن أن هناك 8 عائلات تقريباً يتوزعون على المبنيَيْن، الأول الذي سقط والثاني الذي جرى إخلاؤه.

وقبل نحو أسبوع، انهار مبنى مؤلف من خمس طوابق في صحراء الشويفات بعد إخلائه بدقائق، بعدما ظنّ قاطنوه بداية أن هزة أرضية حدثت، قبل أن يعمدوا إلى تركه سريعاً. وجرى في الوقت نفسه إخلاء مبنيَيْن سكنيَيْن ملاصقَيْن وصف وضعهما بالدقيق تجنّباً لأي كارثة.

وقال "استديو أشغال عامة" إنّ ما حدث الأسبوع الماضي يتطلب إجراء تحقيق هندسي من قبل الجهات الرسمية المختصة ونقابة المهندسين لفهم أسباب انهيار المبنى، "ولكن ما يمكن جزمه هو أنّ فشل أساسات المبنى مرتبط حتماً بأسباب تاريخية وقانونية، وبعمليات بناء في ظل غياب أطر للسلامة العامة، وأن هذه الأسباب البنيوية هي ما يجب التطرّق إليه بشكل عاجل وطارئ لتفادي المزيد من الكوارث".

من جهته، قال رئيس "شبكة سلامة المباني" المهندس يوسف عزام، في بيان، إن "انهيار المباني أخيراً في العاصمة بيروت يفتح ملف الأحياء العشوائية المنتشرة على أطراف المدينة والتي كنا أطلقنا عليها سابقاً المدن المنسية".

وأضاف: "أطلقنا هذا المسمى (المدن المنسية) كون الدولة، المتمثلة بخدماتها، غائبة عن هذه الأحياء التي يقطنها حوالي 700 ألف شخص بكثافة سكانية تصل إلى 39,000 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد، يغطون مساحة 18 كيلومتراً مربعاً من العاصمة ضمن 6 أحياء سكنية ومجموع أبنية يبلغ حوالى 21,000 مبنى، وذلك وفق استبيان قمنا به ضمن برنامج GIS لتخطيط المدن".

ولفت عزام إلى أنّ "معظم هذه الأبنية شُيّدت منذ ما يزيد عن 50 عاماً من دون تراخيص والدراسات الهندسية المتوجبة، ما يجعلها تفتقر إلى مواصفات السلامة سواء من الناحية الإنشائية أو من الناحية الصحية، كأشعة الشمس وحركة التهوية ضمن هذه الأحياء".

واعتبر أنه "بدلاً من أن تلتفت الدولة إلى هذه الأحياء عبر تحسين وضعها، سواء لناحية البنى التحتية والخدمات أو قوننة واقعها وملكيتها لكي يتمكن أصحابها من تدعيم أبنيتهم، قامت الدولة بإدارة ظهرها لهم وتركتهم منسيين".

وأوضح أن "إهمال هذه الأحياء على مدى عقود بدأ يترجم حالياً بانهيار تلك الأبنية الذي ازدادت وتيرته أخيراً، بالإضافة إلى عوامل أخرى كالتغير المناخي، ما يضع الحكومة أمام واجباتها تجاه مواطنيها والشروع في وضع مخطط توجيهي شامل للمناطق العشوائية يحفظ حق السكن لهؤلاء، ضمن أبنية متينة تحفظ حياتهم ولا تنهار فوق رؤوسهم".

المساهمون