قتلى بحرائق غابات وسط تشيلي أطلقت شرارتها موجة حر شديدة

قتلى بحرائق غابات وسط تشيلي أطلقت شرارتها موجة حر شديدة

04 فبراير 2023
خلال إطفاء حرائق الغابات (خافيير توريس/ فرانس برس)
+ الخط -

لقي 22 شخصاً على الأقل مصرعهم، اليوم السبت، في أكثر من 200 حريق غابات بوسط تشيلي، حيث تستعر موجة حر شديدة، حسب ما أفادت السلطات في حصيلة جديدة.

وقال الجهاز الوطني للوقاية والاستجابة للكوارث، السبت، إنه من بين 251 حريقاً نشطاً، خرج 80 حريقاً عن السيطرة.

وتسبب اندلاع العشرات من حرائق الغابات في تشيلي في تمديد الحكومة لأمر طوارئ ليشمل منطقة أخرى، اليوم السبت، بعد أن أدت موجة حر شديدة إلى تعقيد جهود السيطرة على الحرائق التي أودت بحياة ما لا يقل عن 22 شخصا حتى الآن.

وبذلك يغطي أمر الطوارئ، الذي أعلنته وزارة الداخلية، الآن منطقة لا أروكانيا الواقعة جنوبي المنطقتين المعلنتين سابقا مباشرة، وهما بيوبيو ونوبليه المجاورة لها، بالقرب من وسط الساحل الطويل المطل على المحيط الهادئ في البلد الواقع بأميركا الجنوبية. والمناطق الثلاث موطن لكثير من المزارع والغابات.

وكانت حصيلة سابقة، اليوم السبت، أشارت إلى مقتل 16 شخصاً، وقال مسؤولون إن طائرة هليكوبتر لدعم الطوارئ في لا أروكانيا تحطمت أمس الجمعة، مما أدى لمقتل قائدها وميكانيكي.

وأفادت السلطات بأن 11 شخصا، أو نصف عدد الضحايا المبلغ عنهم حتى الآن، لقوا حتفهم في بلدة سانتا خوانا في بيوبيو الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوبي العاصمة سانتياغو.

ومنذ أواخر الأسبوع الماضي، تسقط طائرات الهليكوبتر مثبط حرائق للسيطرة على النيران المستعرة وسط سحب دخان متصاعدة أغلقت الطرق، في حين سعى رجال الإطفاء وسكان محليون على حد سواء لاحتواء النيران.

وتسمح أوامر الطوارئ بنشر جنود وتخصيص موارد إضافية للتعامل مع الكارثة الطبيعية.

وأعلن وزير الزراعة التشيلي إستيبان فالينزويلا، من جهته، أنه "حزين جداً لتحطم مروحية أسفر عن مقتل الطيار وميكانيكي كانا يعملان على مكافحة الحريق" في قطاع غالفارينو في منطقة لا أروكانيا، مشيراً إلى أنّ الطيار بوليفي والميكانيكي تشيلي.

الصورة
السلطات أعلنت اثنتين من المناطق المنكوبة في حالة كارثة (جافير توريس / فرانس برس)

وتشمل حصيلة القتلى أربعة مدنيين على الأقل، ورجل إطفاء أعلن مقتله من قبل. وقالت وزيرة الداخلية كارولينا توها إنّ المدنيين الأربعة قتلوا في منطقة بيوبيو.

وأضافت توها أنّ اثنين من القتلى سقطا عندما اندلعت النيران على طريق كانا يسيران فيه، بينما لقي الآخران حتفهما في حادث سيارة على الأرجح أثناء محاولتهما الهرب من الحرائق.

الصورة
جرت تعبئة أكثر من 2300 من رجال الإطفاء لمكافحة الحرائق (جافير توريس / فرانس برس)

من جهته، صرّح الرئيس التشيلي غابرييل بوريك، في تغريدة على "تويتر"، بأنه علّق إجازته للسفر إلى مدينة كونسبسيون في منطقة بيوبيو ثم إلى مدينة نوبل.

وذكر مكتب المدعي العام في تشيلي أنه جرى اعتقال شخصين مرتبطين بالحرائق في منطقة بيوبيو ولا أراوكانيا.

كارثة 

وأعلنت الحكومة التشيلية حالة الكارثة في منطقتي نوبلي وبيوبيو، لكن حرائق تستعر في لا أروكانيا ومولي أيضاً. ويسمح إعلان حالة الكارثة بتوفير موارد إضافية لمكافحة حالات الطوارئ.

وتحدثت السلطات في وقت سابق عن سقوط 22 جريحاً، ثمانية منهم في حالة خطيرة، مشيرة إلى أنّ أكثر من مائتي حريق دمّرت حتى الآن أكثر من أربعين ألف هكتار. كما دمّرت 97 منزلاً بشكل كامل.

ولم تتمكن فرق الإطفاء من السيطرة على 56 من بؤر الحرائق الـ204 المستعرة.

الصورة
مخاوف لدى السلطات من وقوع كارثة (جافير توريس/فرانس برس)

وجرت تعبئة أكثر من 2300 من رجال الإطفاء لمكافحة الحرائق، تساندهم 75 طائرة.

وتأتي هذه الحرائق وسط موجة حرّ شديدة مع درجات حرارة قريبة من 40 درجة مئوية، ما يثير مخاوف لدى السلطات من وقوع كارثة مثل تلك التي حدثت في عام 2017. وفي ذلك العام، تسبّب حريق غابات هائل في مقتل 11 شخصاً، ودمّر أكثر من 1500 منزل، وأتلف 467 ألف هكتار من الأراضي.

كما حصل خلال الكارثة السابقة، بدأت الحرائق في المناطق الزراعية والغابات قبل أن تمتد وتهدّد المناطق السكنية.

وكانت حركة المرور على أحد الطرق الرئيسية المؤدّية إلى مدينة كونسبسيون، الواقعة على بعد 510 كيلومترات جنوب العاصمة سانتياغو، محدودة منذ الخميس بسبب قرب الحريق.

وإحدى بؤر المأساة هي مدينة سانتا خوانا، الواقعة على بعد 52 كيلومتراً جنوب كونسبسيون.

وأشار أحد السكان لإذاعة "كووبيراتيفا" إلى أنّ الحريق بدأ يهدّد المنازل. وقال "أسأل الله الرحمة. هذا كلّ شيء. ما يحدث في يد الله".

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون