قافلة مساعدات إنسانية أولى تصل إلى إقليم تيغراي الإثيوبي

قافلة مساعدات إنسانية أولى تصل إلى إقليم تيغراي الإثيوبي

02 ابريل 2022
يأمل مراقبون أن تساهم مساعدات القافلة على توفير الدعم لمئات الآلاف في تيغراي (تويتر)
+ الخط -

 

بعد طول انتظار، وصلت مساء أمس الجمعة دفعة أولى من شاحنات قافلة أممية محمّلة بمساعدات غذائية إلى إقليم تيغراي، الواقع شمالي إثيوبيا والذي يشهد نزاعاً عسكرياً. وأفاد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في تغريدة على موقع "تويتر" بأنّ 13 شاحنة "وصلت بسلام" إلى ميكيلي عاصمة تيغراي، مضيفاً أنّ المزيد من الشاحنات والوقود سوف يصل صباح اليوم السبت. ويأتي ذلك بعد أسبوع على إعلان هدنة مشروطة بين القوات الحكومية الإثيوبية والمتمردين في الإقليم. ويؤمَل أن تكون تلك المساعدات، المخصّصة لمئات الآلاف في تيغراي الذين يواجهون خطر المجاعة، مساعدة في دعم وقف إطلاق النار بين حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد وجبهة تحرير شعب تيغراي.

وأوضح برنامج الأغذية العالمي أنّ قافلته، التي مرّت من منطقة عفار المجاورة إلى تيغراي، تحمل أكثر من 500 طن من المواد الغذائية موجّهة إلى "سكان على حافة المجاعة". وأضاف أنّ وصولها يُعَدّ "تقدّماً جيداً، وثمّة حاجة إلى قوافل أخرى كثيرة"، مشدداً "نحن في حاجة إلى قوافل يومية تتدفّق بأمان لتلبية احتياجات خمسة ملايين شخص".

وهذه القافلة الإنسانية هي الأولى من نوعها التي تصل إلى تيغراي منذ ديسمبر/ كانون الأول 2021، وتأتي في أعقاب إعلان حكومة أبي أحمد الأسبوع الماضي عن هدنة إنسانية مفتوحة، في حين وافقت جبهة تحرير شعب تيغراي على "وقف الأعمال العدائية" إذا وصلت المساعدات.

وكانت المنطقة تشهد ما وصفته الأمم المتحدة بأنّه حصار بحكم الأمر الواقع، وتعاني منذ أشهر من جرّاء غياب خدمات أساسية مثل الكهرباء والاتصالات والإنترنت والخدمات المصرفية. وقد دفعت الحرب مئات الآلاف إلى شفا المجاعة، وشرّدت أكثر من مليونَي شخص، وجعلت أكثر من تسعة ملايين بحاجة إلى مساعدات غذائية، وفق بيانات أممية.

خطوة واحدة جيّدة

وتعليقاً على ذلك، قال المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشيو رضا في تغريدة على "تويتر": "إنّها خطوة واحدة جيّدة في الاتّجاه الصحيح، لكنّ العبرة ليست في عدد الشاحنات التي يُسمح بدخولها، إنّما   في ما إذا كان ثمّة نظام لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين!".

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا التطوّر يأتي بعد أيام على تبادل سلطات أديس أبابا وجبهة تحرير شعب تيغراي، اللتَين تتواجهان في نزاع مسلّح منذ نحو 17 شهراً، الاتهامات بعرقلة وصول القوافل، على الرغم من إعلان "هدنة إنسانية" في 24 مارس/ آذار المنصرم للسماح بإيصال المساعدات.

وكانت الأمم المتحدة قد أفادت، في يناير/ كانون الثاني الماضي، بأنّ نحو 40 في المائة من سكان تيغراي يواجهون "نقصاً حاداً في المواد الغذائية"، إذ يجبر نقص الوقود عمّال الإغاثة على إيصال الأدوية وإمدادات حيوية أخرى في بعض الأحيان سيراً على الأقدام. ومنذ منتصف فبراير/ شباط الماضي، توقّف فعليا إيصال المساعدات الإنسانية إلى تيغراي، التي نزح منه أكثر من 400 ألف شخص بسبب الحرب ونقص الوقود والغذاء والمال، وفقاً للأمم المتحدة. وقد صرّحت سلطات أديس أبابا أخيراً بأنّ "حكومة إثيوبيا تؤكد مجدداً التزامها العمل عن كثب مع أصحاب المصلحة لضمان التسليم الكامل للمساعدات الإنسانية للمحتاجين".

مساعدة حيويّة

وفي سياق متصل، كشف مصدر إنساني أنّ القوات الإقليمية في عفر عطّلت الشاحنات مساء الخميس الماضي، لكنّها تمكنت من استئناف مسارها أمس الجمعة. وتصل القافلة بعد أن زارت القائمة بالأعمال الأميركية في إثيوبيا تريسي جاكوبسون عفر هذا الأسبوع والتقت رئيس الإقليم أوول أربا. وبينما اتّهمت الولايات المتحدة الأميركية حكومة أبي أحمد بمنع وصول المساعدات، ألقت الحكومة المسؤولية على المتمرّدين. ورأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ "هذه خطوة مهمة نحو وقف الأعمال العدائية"، حاضّاً كلّ الأطراف على "دعم إيصال المساعدة الحيوية".

وكان طرفا النزاع قد أصدرا مطالب تتعلق بالهدنة. فدعت الحكومة المتمرّدين إلى "وقف كلّ الأعمال العدائية والانسحاب من المناطق التي احتلوها في منطقتَي عفر وأمهرة". من جهتهم، حضّ المتمرّدون من جهتهم السلطات الإثيوبية على "تجاوز الوعود الفارغة واتّخاذ خطوات ملموسة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى تيغراي". يُذكر أنّ الحرب في إقليم تيغراي اندلعت في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2020، وقد لقي خلالها آلاف الأشخاص حتفهم مع استمرار القتال، وسط تقارير عن مجازر وجرائم اغتصاب جماعي دفعت إلى اتّهام الطرفَين بانتهاك حقوق الإنسان.

(فرانس برس)

المساهمون