في الأردن... لا عيد وغزة تُباد

في الأردن... لا عيد وغزة تُباد

10 ابريل 2024
أمام السفارة الإسرائيلية في عمّان بعد صلاة العيد في المسجد الكالوتي (جهاد شيلباك/رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في الأردن، طغت أجواء الحزن على احتفالات عيد الفطر بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، مما أثر على مظاهر العيد التقليدية وأدى إلى شعور عام بالأسى والعجز.
- أطلق نشطاء أردنيون حملة رقمية بعنوان "لا عيد وغزة تُباد" للتعبير عن التضامن مع غزة، معكسين التفاعل الكبير على منصات التواصل الاجتماعي والشعور بالظلم العالمي.
- شارك الأردنيون في فعاليات لدعم غزة بعد صلاة العيد، معبرين عن التضامن والأمل في النصر والعودة، ومؤكدين على الروح الوطنية والتضامن العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية.

خيّمت أجواء العدوان وحرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 6 أشهر على أجواء عيد الفطر في الأردن. ورغم أن الناس مارسوا طقوس العيد، وبينها التواصل وزيارة الأرحام، ظلت قلوبهم مليئة بحزن وأسى.

وأطلق نشطاء في الأردن حملة رقمية بعنوان "لا عيد وغزة تُباد" التي شهدت تفاعلاً سريعاً على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وكان الالتزام بها كبيراً. وقالت ريم علي لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء: "هذا عيد حزين. كيف نفرح وصور العدوان على غزة والشهداء والجرحى لا تغيب عنا؟ كيف نفرح وأهل غزة لا يشعرون بالأمن وينقصهم كل شيء من طعام وملابس ودواء؟".

أضافت: "تبادلنا تهاني العيد مع الجيران والأقرباء لكننا لا نشعر بفرح حقيقي، ولا منفذ لنا للشعور بسعادة قدوم العيد في ظل شعورنا بالعجز عن تقديم أي شيء حقيقي يخفف معاناة الأهل في غزة. اكتفينا هذا العام بشراء ملابس للأطفال، أما أجواء العيد فغائبة في البيوت وكل الأماكن. العيد هذا العام هو فقط إعلان انتهاء الصيام".

وقال زيد العبادي لـ"العربي الجديد": "نقول اليوم عيد بأية حال عدت يا عيد. تمعن إسرائيل في القتل وتنفذ إبادة جماعية لم يشهد التاريخ البشري مثيلاً لها، ويتفرج العالم على إبادة غزة، ونحن لا نستطيع إلا الدعاء، فكيف نقول إن اليوم عيد؟ لا يوجد من العيد إلا الاسم، فإسرائيل تحرق غزة بدعم أميركي".

أضاف: "سلّمنا على الأهل والأقارب والأصدقاء وقلنا لهم كل عام وأنتم بخير، لكننا نعلم أن لا عيد ولا خير في ظل معاناة أهل غزة تحت نيران القصف والحصار. إنه ظلم العالم وتقصير جميع الأشقاء العرب والمسلمين. لم توزع عائلات كثيرة حلوى في هذا العيد، واكتفى كثيرون بتحضير القهوة العربية السادة والتمر، واستغنوا عن كثير من مظاهر العيد".

أما أسماء الزعبي فتقول لـ"العربي الجديد": "للعيد طقوس وعادات، ورغم ما نعانيه في قلوبنا يصعب عدم تحضير معمول في عيد الفطر بعد شهر من الصوم. صحيح أن القلوب حزينة لكننا لا نستطيع عدم تنفيذ واجبنا تجاه الضيوف عبر تقديم معمول العيد لهم". أضافت: "يعلم الله كم نتألم في هذه الأيام لكنني لا أرى أن محاولة زرع الفرحة في وجوه الأطفال والاحتفال بالضيوف يتناقضان مع إحساسنا مع معاناة أهل غزة الذين ندعو إلى أن ينفرج الكرب عنهم".  

وقال عبد السلام موسى لـ"العربي الجديد": "لا يحل هذا العيد بسعادة على أهل غزة، ولا على أي عربي ومسلم لديه أدنى شعور بمعاناة الأهل في غزة الذين يفتك الموت والجوع والمرض بهم. كيف نحتفل بالعيد والدموع لا تجف في غزة وعليها؟".

أضاف: "اكتفينا بتقديم القهوة العربية السادة، ولم نشتر أي نوع من الحلويات أو المعمول. الأفضل أن يستبدل من لديه مال الاحتفال بالتبرع لأهل غزة. عيد المسلمين هو الشعور المتبادل بينهم، وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى كله. نطلب من الله أن يفك كرب الأهل في غزة، وأن ينتقم ممن قصّروا في مساعدتهم خاصة الدول العربية والإسلامية".

الأردن.. صلاة عيد الفطر في ساحة المسجد الكالوتي قرب السفارة الإسرائيلية

وبعد صلاة العيد شارك أردنيون في فعّاليات لنصرة غزة ودعم المقاومة رغم الأمطار الغزيرة. ولبّى مئات الأردنيين دعوة الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن عبر أداء صلاة عيد الفطر في ساحة المسجد الكالوتي قرب السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية غربي العاصمة عمّان، للتنديد بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الغزيون على يد قوات الاحتلال.

وصدحت حناجر المشاركين بشعارات منها: "يا رافعين الرأس كل عام وأنتم بخير"، يا أسير ويا شهيد يوم العودة أحلى عيد، جانا العيد عن أقصانا لا نحيد، جانا العيد نحن وغزة ايد بايد".

المساهمون