مصر تهيب بمواطنيها الابتعاد عن المناطق المنكوبة في ليبيا

أهابت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، مساء الجمعة، بمواطنيها الابتعاد عن المناطق المنكوبة في الشرق الليبي، نظراً لاحتمالات تفشي الأوبئة، وقيام الجيش الليبي بمنع الدخول إلى تلك المناطق غير الآمنة، مشددة على استمرار عمل خلايا الأزمة في القاهرة وبنغازي لتلقي بلاغات وتساؤلات المواطنين المصريين، والتنسيق مع الجهات في المناطق المنكوبة لسرعة حصر الضحايا، وتقديم الدعم للناجين والمصابين.

وأفادت وزارة الخارجية بأنها تتابع أحوال المصريين الموجودين في المناطق المتضررة بشرق ليبيا، من جراء الإعصار المتوسطي "دانيال"، من طريق الاتصالات والتحركات التي تجريها القنصلية المصرية في بنغازي، بغرض التواصل والاطمئنان على المصريين في المناطق المنكوبة، سواء بالتواصل مع المستشفيات في مدن ومناطق بنغازي والبيضاء وطبرق وأم الرزم ومرتوبة وشيحا، أو مع مراكز الإيواء القريبة منها.

وأضافت أن القنصلية المصرية تنسق مع السلطات الليبية المعنية، وفرق الدعم المصرية، لتقديم المساعدة للناجين الموجود بعضهم في تلك المراكز، فضلاً عن تحركها للاطمئنان على المصابين الذين وصلوا إلى المستشفيات في بنغازي، والتنسيق مع فرق الإسعاف لإنقاذ الناجين المصريين، والعمل على إعادتهم إلى البلاد، وإصدار وثائق سفر فورية لمن تقدموا منهم لتسهيل عودتهم إلى الوطن، وفق البيان.

باتيلي: لا يمكن لليبيا أن تواجه أزمة الفيضانات بمفردها

قال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي إن ليبيا غير قادرة على مواجهة تداعيات العاصفة دانيال بمفردها.

وأوضح باتيلي أنّ "حجم خسائر وأضرار العاصفة يفوق ما يمكننا تخيّله"، وأنّه "لا يمكن لليبيا أن تواجهها (الأزمة) بمفردها".

أضاف في بيان للبعثة الأممية أنّ "الشعب الليبي يضرب أعظم الأمثلة في الوحدة والتعاطف والصمود في مواجهة هذه المأساة المدمرة".

هذه الأزمة لا يمكن لليبيا أن تواجهها بمفردها، وهي مناسبة لأعرب عن امتناني لجميع البلدان التي أرسلت فرق إنقاذ ومعدات ومعونات منقذة للحياة لمساندة ليبيا في هذا الوقت العصيب.

— SRSG Abdoulaye Bathily (@Bathily_UNSMIL) September 14, 2023

وأشاد باتيلي بالجهود الأممية في "تقديم الإغاثة للمتضرّرين، وتنفيذ الإجراءات الوقائية لتجنّب تفشي الأمراض وانتقال العدوى".

وشكر المسؤول الأممي "كلّ البلدان التي أرسلت فرق إنقاذ ومعدّات ومعونات، لمساندة ليبيا في هذا الوقت العصيب".

وكانت الأمم المتحدة قد أشارت، يوم الثلاثاء الماضي، إلى أنّها تعمل مع الشركاء المحليين والدوليين لحشد الموارد وتوفير المساعدة الضرورية لمتضرّري فيضانات ليبيا التي أودت بحياة الآلاف، بحسب بيان للمتحدّث الأممي ستيفان دوجاريك.

مارتن غريفيث: المناخ والإمكانيات وراء مأساة ليبيا

رأى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، اليوم الجمعة، أنّ الفيضانات في ليبيا، التي أودت بحياة آلاف الأشخاص في أسوأ كارثة طبيعية تحلّ بها في التاريخ الحديث، كانت بسبب تصادم "المناخ بالإمكانيات".

وأوضح غريفيث من جنيف: "في ليبيا، حيث الوصول إلى درنة ما زال أمراً صعباً جداً... هذه مأساة تصادم فيها المناخ مع الإمكانيات".

وقال إنّ مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أرسل فريق تنسيق لمواجهة الكوارث يضمّ 15 شخصاً نُقلوا من المغرب الذي تعرّض لزلزال في الأسبوع الماضي.

الصليب الأحمر: ثمّة أمل بالعثور على أحياء في ليبيا

صرّح المسؤول عن عمليات المساعدة المخصصة لليبيا في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تامر رمضان بأنّ "ثمّة أملاً بالعثور على أحياء" بعد الفيضانات الكارثية التي ضربت هذا البلد وأسفرت عن سقوط آلاف القتلى وفقدان آلاف آخرين.

وامتنع تامر عن التحدّث عن أيّ حصيلة لعدد القتلى، مشيراً إلى أنّها "لن تكون نهائية ولا دقيقة".

يُذكر أنّ ثمّة حصائل مختلفة ومؤقتة جداً تشير إلى سقوط ما لا يقلّ عن 3800 قتيل.

منظمات تدعو ليبيا إلى التوقّف عن دفن الجثث في مقابر جماعية

دعت منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة، اليوم الجمعة، السلطات في ليبيا إلى التوقّف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية بعد أن أظهر تقرير للأمم المتحدة أنّ أكثر من ألف شخص دُفنوا بهذه الطريقة حتى الآن، منذ وقوع الكارثة.

وكانت الفيضانات التي خلّفتها العاصفة دانيال قد جرفت أحياء بأكملها في مدينة درنة، شمال شرقي ليبيا، مساء الأحد الأماضي، بعد انهيار سدَّين، وقد لقي الآلاف حتفهم فيما بات آلاف آخرون في عداد المفقودين.

وقال المسؤول الطبي عن السلامة الحيوية والأمن الحيوي في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية كازونوبو كوجيما، في بيان مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، "نحثّ السلطات في المناطق المنكوبة بالمأساة على عدم التسرّع في عمليات الدفن الجماعي أو حرق الجثث بطريقة جماعية".

ودعا البيان إلى تحسين إدارة عمليات الدفن لتكون في مقابر فردية محدّدة وموثّقة بطريقة جيّدة، محذّراً من أنّ عمليات الدفن المتسرّعة قد تؤدّي إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد لذوي الضحايا بالإضافة إلى مشكلات اجتماعية وقانونية.

وكان تقرير للأمم المتحدة، نُشر أمس الخميس، قد بيّن أنّ أكثر من ألف جثّة في درنة وأكثر من 100 أخرى في البيضاء دُفنت في مقابر جماعية بعد الفيضانات التي وقعت في 11 سبتمبر/ أيلول الجاري.

الأمم المتحدة: ما زال حجم الكارثة في ليبيا مجهولاً

أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، اليوم الجمعة، أنّ حجم الكارثة في ليبيا الناتجة من انهيار سدَّين وجسور على خلفية العاصفة دانيال والأمطار الغزيرة، ما زال مجهولاً.

وقال غريفيث متحدّثاً عن حجم الكارثة، في مؤتمر صحافي في جنيف، "أعتقد أنّ المشكلة بالنسبة إلينا هي في تنسيق جهودنا مع الحكومة ومع السلطات الأخرى في شرق البلاد، ثمّ اكتشاف حجم" الكارثة.

وأكد المسؤول الأممي: "لم نتوصل إلى ذلك بعد. لا نعرف ذلك". وتابع أنّ "مستوى الحاجات وعدد القتلى ما زال مجهولاً".

وأوضح غريفيث أنّ الاحتياجات الملحة في ليبيا هي المأوى والغذاء والرعاية الطبية الأولية، من جرّاء القلق بشأن المياه النظيفة.

أول قافلة مساعدات فلسطينية لمتضرري فيضانات ليبيا

جهزت الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي، الخميس، أول قافلة مساعدات إغاثية لمتضرري الفيضانات في ليبيا.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان صحافي، إنّ الوكالة "جهزت القافلة الأولى الإغاثية باسم دولة فلسطين، وتحتوي على مساعدات طبية وغذائية، كما تضم أغطية وفرشات لصالح المتضررين من الفيضانات في ليبيا"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. 

تحذيرات من مخاطر تحلل الجثث على البيئة

حذر مسؤول بوزارة الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي من كارثة بيئية شرقي البلاد جراء تحلل الجثث تحت الأنقاض وما ينجم عنها من مخاطر كبيرة على البيئة بعد انحسار مياه الفيضانات.

وقال مدير مركز البيضاء الطبي عبد الرحيم مازق، في بيان مصور، إنّ "المنطقة مقبلة على كارثة بيئية نتيجة انتشار الأمراض والأوبئة بسبب تحلل الجثث في المياه والمناطق التي لم تستطع فرق الإنقاذ الوصول إليها".

وطالب بـ"ضرورة البدء في حملة تطعيمات عاجلة لكل فرق الإنقاذ والسكان بالمنطقة المنكوبة في شرق ليبيا خاصة الأطفال والنساء"، وحذر من "كارثة بيئية أشد وطأة مما حدث في المناطق الشرقية جراء الإعصار الذي ضربها".

وتتمثل تلك المخاطر، وفق مازق، "بالأمراض المنقولة عند تحلل الجثث، والأمراض المنقولة نتيجة تلوث المياه الراكدة".

وطالب "الحكومات والمنظمات الدولية المتخصصة بتوفير التطعيمات المطلوبة وتنفيذ هذه التوصيات وأخذها على محمل الجد"، معتبراً أن الوضع "أصبح خطيراً ولا يحتمل التأجيل".

الصليب الأحمر يحذر من خطر الذخائر غير المنفجرة في درنة

حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، من خطر الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في مدينة درنة الليبية، بعد الفيضانات التي اجتاحتها الأحد الماضي، مشيرة إلى "صدمة عاطفية هائلة" يواجهها الأهالي.

جاء ذلك وفق بيان نشره الصليب الأحمر على موقعه الإلكتروني، نقل تصريحات أدلى بها يان فريديز، رئيس بعثة اللجنة الدولية إلى ليبيا، والتي كان لديها فريق في درنة لدعم الأسر في الأنشطة الاقتصادية الصغيرة عندما اجتاحت مياه الفيضانات المدينة.

والأحد الماضي، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفا أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين، وفق ما أعلنه وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، الأربعاء.

وقال فريديز: "كانت هذه الكارثة عنيفة ووحشية، حيث دمرت موجة بارتفاع 7 أمتار المباني وجرفت البنية التحتية إلى البحر، والآن فُقدت أسر بحالها، ولفظت الأمواج الجثث نحو الشاطئ، الآن، تواجه المدينة صدمة عاطفية هائلة".

وأضاف: "يتمثل التحدي الرئيسي الذي يواجه العمل الإنساني في الوصول إلى المناطق المتضررة من الفيضانات، حيث تضررت الطرق بشكل خطير أو دمّرت".

ولفت إلى أن "اللجنة الدولية تقيّم المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في درنة، ما يشكل تحديا إضافيا للسكان".

وأفاد فريديز بأنّ "فرق الطوارئ والسلطات تعمل الآن على تخفيف الصعوبات".

وتابع: "من المشجع رؤية السكان والسلطات يتحدون لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة، لكن الطريق طويل الآن، سيستغرق الأمر عدة أشهر، وربما سنوات، حتى يتعافى السكان من هذه الأضرار الهائلة".

Today, we at ICRC donated 9 cars to @LibyaRC as part of our urgent response to the crisis. #LibyaFlood pic.twitter.com/lueUquYuow

— Yann Fridez (@YFridezICRC) September 14, 2023