عيد الأم السورية... مهجرات ومعتقلات ومعيلات

عيد الأم السورية... مهجرات ومعتقلات ومعيلات

21 مارس 2021
تحملت السوريات أعباء رعاية عائلاتهن (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

يتطلع سوريون في عيد الأم إلى أيام أفضل تحمل فرحاً يزيح المآسي التي خيمت على القلوب، مذكرين بما لاقته أمهاتهم خلال العقد الأخير، إذ فقدت كثيرات منهن الابن والزوج والأخ، وهجرت، واعتقلت، وعملت لساعات طويلة، لكنها أيضاً واصلت دعم أبنائها.

يقول النازح موسى العلي، المقيم في ريف إدلب الشمالي، إن أمه موجودة معه روحا لكنها بعيدة عنه جسديا، ويوضح لـ"العربي الجديد": "نزحت من ريف حماة الجنوبي من دون أمي التي بقيت هناك مع شقيقي، أما شقيقاي الآخران فيقيم أحدهما معي، والآخر في ألمانيا. تعبت أمي كثيرا في حياتها حتى صنعت منا رجالاً، لا سيما بعد وفاة والدي، ودائما ما تذرف الدموع إذا تحدثنا معها. تفكر بنا حتى ونحن رجال قادرون على مواجهة الحياة، وتريد أن تكون بجانبنا".
ويضيف: "أمي، وكل الأمهات، لهن تقدير لا يوصف، لكن الأم السورية لها تقدير زائد لأنها عاشت الحزن والفراق، وصبرت وتعبت، وعانت، فهناك الأم المبعدة عن أبنائها المعتقلين أو المهجرين، والأم التي فقدت أحبابها. أمهات سورية عانين أكثر من كافة الأمهات في العالم خلال العقد الماضي".

تتمنى الصحافية السورية ديما السيد، في عيد الأم، أن يلتئم شمل الأمهات مع أولادهن، وتقول لـ"العربي الجديد": "هناك أمهات لم يرين أبناءهن منذ سنوات. أمنيتي أن أكون قريبة من أمي، إذ لم أبتعد عنها سابقا، ولم أكن أتخيل ذلك. لم أعد أحب عيد الأم لما يسببه لي من أوجاع، وهناك أمهات غيب أولادهنّ في المعتقلات، وأمهات استشهدن، ومعتقلات. عيد الأم في سورية بات مؤلما وحزينا. لم يعد عيدا للفرح".

وبرزت أمهات سوريات لم يكسرهن فقد أبنائهنّ، كأم الراحل عبد الباسط الساروت، وأم نذير خنساء بلدة التل في ريف دمشق، وأم قاسم العتر من مدينة القصير التي فقدت ثلاثة من أبنائها وبقيت صامدة. 
يقول محمد إسماعيل، لـ"العربي الجديد"، إن الشكر والتقدير للأم السورية على صبرها وجلدها وقدرتها على العطاء حقها، بل أقل من حقها، واصفا إياها بأنها "طيب الجنة" كما في قصيدة الشاعر كريم العراقي التي غناها الفنان سعدون جابر: "يا أمي يا أم الوفا. يا طيب من الجنة. يا خيمة من طيب ووفا. جمعتنا بالحب كلنا".

المساهمون