عام دامٍ للعتالين على الحدود بين العراق وإيران: 258 قتيلاً وجريحاً

عام دامٍ للعتالين على الحدود بين العراق وإيران: 258 قتيلاً وجريحاً خلال 2022

02 يناير 2023
يسقط معظم العتّالين الضحايا بنيران القوات الإيرانية (الأناضول)
+ الخط -

كشفت إحصائية جديدة نشرتها وسائل إعلام عراقية كردية في إقليم كردستان العراق شمالي البلاد، اليوم الإثنين، عن مقتل وإصابة 258 عتّالاً أو كاسباً كردياً على الحدود بين العراق وإيران في عام 2022 المنصرم، وقد قضوا بمعظمهم بنيران القوات الإيرانية.

ويمتهن مئات من سكان القرى والبلدات العراقية والإيرانية المتجاورة نقل السلع الغذائية والأقمشة والسجائر والوقود ومواد أخرى بين البلدَين، عبر طرقات جبلية وعرة للاستفادة من فارق الأسعار بالدرجة الأولى. ويُعَدّ ذلك واحدة من أكثر عمليات التهريب نشاطاً التي تشهدها المناطق الحدودية بين إقليم كردستان العراق وإيران. وتُطلَق على هؤلاء الذين يمتهنون هذه العمليات تسمية عتّالين أو كسبة أو حمّالين، في وقت تتصدّى قوات الحرس الثوري في إيران التي تتولّى ملف الحدود البرية مع العراق لهؤلاء.

وبحسب الإحصائية التي نشرتها وكالة "شفق نيوز" العراقية، بلغ عدد القتلى من الكسبة 43 قتيلاً في عام 2022، من بينهم 29 شخصاً قُتلوا بنيران مباشرة من قوات حرس الحدود الإيراني، فيما لقي الآخرون مصرعهم من جرّاء السقوط من المرتفعات والتعرّض للبرد بالإضافة إلى سكتات قلبية وحوادث سير. كذلك أُصيب 215 كاسباً بجروح مختلفة في عام 2022، من بينهم 160 استُهدفوا من قبل القوات الإيرانية، فيما أُصيب آخرون من جرّاء سقوطهم من المرتفعات أو نتيجة انفجار ألغام أرضية.

وأضافت وكالة "شفق نيوز" أنّ 201 وفاة وإصابة للكسبة سُجّلت في عام 2021 على حدود إقليم كردستان العراق، و230 حالة في عام 2020، في حين لم يُفتَح أيّ تحقيق مرتبط بهذه الأرقام الكبيرة من الوفيات والإصابات.

وفي هذا الإطار، يقول الناشط السياسي علي آغا عمران من مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق، لـ"العربي الجديد"، إنّ ممتهني هذا النوع من التجارة الممنوعة يرفضون تصنيفهم "مهرّبين" بين الحدود الدولية للبلدَين، العراق وإيران، ويرون أنّ ما يمارسونه هو "حقّ" بين مناطق كردية شطرتها حدود اتفاقية سايكس بيكو (1916)، مبيّناً أنّ "حرس الحدود الإيراني يتعمّد قتل العتّالين وقنصهم وليس اعتقالهم".

ويضيف عمران أنّ "لا أحد يكون مرتاحاً عند اجتياز 20 أو 30 كيلومتراً من الجبال الوعرة والأنفاق لإيصال قطع قماش أو بعض علب السجائر أو كميات من الجوز، مثلما يحصل اليوم"، مشدّداً على أنّ هؤلاء الكسبة "يبحثون عن إطعام أطفالهم في منطقة تتعرّض للإفقار المتعمّد وللقهر، لكنّ العديدين منهم يعودون جثثاً هامدة بعد استهدافهم بنيران الحرس الثوري".

ويوضح عمران أنّ "الضحايا بمعظمهم هم من أكراد غربي إيران الحدودية مع العراق"، متحدّثاً عن "تعاطف شعبي في إقليم كردستان العراق، خصوصاً في الأسواق حيث يشتري الناس منهم ما يحتاجون إليه من دون أن يجادلوهم حول الأسعار، إذ إنّهم يعرفون ظروفهم وكيف وصلوا إلى هنا".

ومن حين إلى آخر، تعلن منظمات حقوقية تنشط في إقليم كردستان العراق مقتل وإصابة عتّالين بنيران قوات الأمن الإيرانية. وقد ذكرت منظمة "هنكاو" الحقوقية الكردية في تقرير سابق لها أنّ 28 عتّالاً قضوا في الأشهر الثمانية الأخيرة من العام الجاري، آخرهم ريبوار رشيد البالغ من العمر 30 عاماً، وهو أب لطفلَين فيما زوجته حامل.

المساهمون