عاصفة ترابية تضرب العراق: عشرات حالات الاختناق وشلل في عدة مدن

عاصفة ترابية تضرب العراق: عشرات حالات الاختناق وشلل في عدة مدن

04 مارس 2022
عاصفة رملية تسببت بانخفاض معدلات الرؤية (Getty)
+ الخط -

سجّلت عدة مدن، غربي ووسط وجنوبي العراق، العشرات من حالات الاختناق التي استدعت استنفار مستشفيات ومراكز صحية، جرّاء عاصفة رملية تسببت بانخفاض معدلات الرؤية، وإغلاق عدد من الأسواق والمراكز التجارية والأنشطة.

ووفقاً لمصادر طبية عراقية متطابقة في وزارة الصحة ببغداد، فإنّ مستشفيات محافظات الأنبار وبغداد والنجف وصلاح الدين وكربلاء والبصرة استقبلت العشرات من المصابين بحالات اختناق شديدة جراء العاصفة الرملية التي ضربت تلك المناطق.

وبحسب تقرير صدر عن دائرة الأحوال الجوية في أربيل، فإنّ العاصفة الترابية التي تأثر العراق بها مساء أمس الخميس، واستمرت حتى صباح اليوم الجمعة، نتيجة تأثير منخفضات جوية قادمة من شبه الجزيرة العربية، متوقعا أن تهطل الأمطار على العراق بعد انتهاء العاصفة.

وتسببت العاصفة التي بدأت، مساء الخميس، في صحراء العراق الغربية ضمن محافظة الأنبار، قبل أن تمتد إلى مدن الرمادي والفلوجة والخالدية والكرمة ثم تدخل العاصمة بغداد باتجاه مدن جنوبي وشمالي البلاد، بعشرات حالات الاختناق المتوسطة والشديدة، وبدا تأثير ذلك على مخيمات النازحين بشكل أكبر، إذ أدخل الكثير منهم إلى الطوارئ خاصة الأطفال نتيجة ضعف عام في التنفس، بينما أغلقت المحال التجارية والأسواق أبوابها، وشوهد انتشار كثيف وواسع لقوات الأمن والجيش في الشوارع ومداخل المدن بعد انخفاض الرؤية، تحسباً لأي عمليات إرهابية أو إجرامية تخلّ بالأمن.

وقال الطبيب أحمد مالك العباسي من دائرة صحة بغداد الكرخ، لـ"العربي الجديد"، إنّ غالبية الحالات تمت مساعدتها على استعادة التنفس الطبيعي وغادرت المستشفيات، بينما تبقت حالات قليلة تحت العناية بسبب عدم استقرار حالتهم وانخفاض نسبة الأوكسجين في الدم"، مبينا أن العاصفة هي الأكثر شدة منذ نحو عامين التي تشهدها البلاد".

فيما أعلنت دائرة صحة النجف، جنوبي العراق، في بيان مقتضب، عن تسجيل عشرات حالات الاختناق جراء عاصفة ترابية، مؤكدة استنفار أجهزتها الطبية جراء ذلك، كما حذرت من الحوادث المرورية نتيجة انخفاض معدلات الرؤية.

ووفقا للراصد الجوي في هيئة الأحوال الجوية العراقية أحمد الياسري، فإنّ العاصفة الترابية بدأت بالتلاشي صباح الجمعة مع اتجاهها نحو المناطق الشمالية الجبلية في أربيل وكركوك والسليمانية.

وأضاف الياسري، لـ"العربي الجديد"، أن العراق بات أكثر هشاشة أمام العواصف الترابية من قبل، بسبب ضعف الغطاء النباتي واختفاء جدران الصد الطبيعية التي كانت حول المدن من أشجار وبساتين ومزارع، بعد عمليات التصحر والتجريف والإهمال التي طاولت المساحات الخضراء في العراق بشكل عام منذ الاحتلال الأميركي عام 2003".

أوضح أن تكرار ظاهرة العواصف الترابية الخانقة تستدعي من السلطات وبشكل جدي التفكير في مشاريع تنمية خضراء، عبر تشجير ضواحي المدن ووقف التصحر، والاهتمام بالتحديات المتعلقة بالتغيير المناخي، وهناك دول عربية قريبة من العراق بدأت التفكير في زراعة أشجار معمرة ولا تحتاج للسقي الدائم ولها أطوال مرتفعة، وهنا تأتي أهمية وزارة البيئة والزراعة في التضافر من أجل ذلك".

المساهمون