عائلات المغاربة المعتقلين في سورية والعراق تشكو وضع أبنائها

عائلات المغاربة المعتقلين في سورية والعراق تشكو وضع أبنائها

22 فبراير 2023
وقفة احتجاجية لعائلات المغاربة المعتقلين أو العالقين بسورية والعراق (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -

تستعد عائلات المغاربة العالقين والمعتقلين في سورية والعراق، للاحتجاج يوم غد الخميس، أمام مقر وزارة الخارجية بالرباط، من أجل التنبيه إلى أوضاعهم الصعبة والمطالبة بإعادتهم إلى بلادهم.

وقالت "تنسيقية عائلات العالقين والمعتقلين في سورية والعراق"، إن الوقفة الاحتجاجية التي تعتزم تنظيمها يوم غد أمام مقر الخارجية المغربية تحت شعار "إلى متى الانتظار.. أبناؤنا في خطر"، تأتي للمطالبة بـ"طيّ هذا الملف وهذه المعاناة بشكل نهائي وإيجاد حل لهذه القضية الإنسانية".

وطالبت التنسيقية، في بيان لها، أمس بإرجاع المغاربة المعتقلين والعالقين في سورية والعراق، الذين تقول إنهم يعيشون في "ظروف مأساوية وقاسية وأوضاع جد خطيرة".

ولفتت العائلات إلى أن انتظار تسوية هذا الملف ساهم في مضاعفة الآلام والجراح، آخرها الزلزال القوي الذي ضرب المنطقة وغياب أي أخبار عن أبنائنا"، بالإضافة إلى "عملية انتزاع الأطفال من أمهاتهم داخل المخيمات وإرسالهم إلى مراكز احتجاز، وبعدها إلى السجون مختلطين مع بالغين من شتى الجنسيات والمعتقدات".

وقالت التنسيقية إنها توصلت بشكايات عن إقدام المليشيات الكردية بالشمال السوري على انتزاع العشرات من الأطفال المغاربة من أمهاتهم وحجزهم في مخيمات تشبه مراكز اعتقال مخصصة للأطفال، وبعد ذلك الزج بهم في السجون بعد بلوغ سنّ الثامنة عشرة، إلى جانب المئات من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي".

وبحسب رئيس التنسيقية، عبد العزيز البقالي، فإن خطوة الاحتجاج "رسالة إلى من يهمه الأمر من أجل تسريع حلحلة الملف الذي عمّر طويلاً، وإنهاء معاناة مستمرة لنساء ومعتقلين، منهم من قضى نحو 18 سنة في السجون، ولمئات الأطفال الذين يعيشون ظروفاً مؤلمة وصعبة خطيرة جداً في المخيمات والسجون، ومن دون توافر أي حق من حقوقهم المكفولة بالمواثيق الدولية، ويتهددهم خطر كبير يتمثل في التشبع بالفكر الداعشي، وهو الخطر الذي نبّه إليه خبراء الأمم المتحدة ودعوا الدول إلى استعادتهم".

وسجل البقالي، في حديث لـ"العربي الجديد "، حدوث "تأخر كبير" في إيجاد حل لملف المغاربة العالقين والمعتقلين في سورية والعراق، وقال شارحاً: "العائلات توسمت خيراً بعد إصدار تقرير اللجنة البرلمانية الاستطلاعية لتقصي أوضاع مغاربة سورية والعراق، بأن تنتهي المعاناة ويتم إيجاد حل لهذه القضية الإنسانية، بإرجاعهم إلى أرض الوطن، لكن طال انتظارنا دون جديد".

ومع تصاعد المطالبة الحقوقية بإعادة المغاربة المعتقلين في سورية والعراق، على الرغم من تعقيدات ملفاتهم واختلاف المعلومات المتوافرة حولها، لجأ مجلس النواب المغربي، في ديسمبر/ كانون الأول 2020، إلى تشكيل لجنة نيابية استطلاعية للوقوف على أوضاعهم، وقد أُسندت رئاستها إلى الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة" وزير العدل الحالي عبد اللطيف وهبي. وضمّت اللجنة النيابية 16 برلمانياً يمثّلون كتل الأغلبية والمعارضة.

وفي إطار مساعيها الهادفة إلى وضع خريطة طريق للحدّ من معاناة هؤلاء المعتقلين، استمعت اللجنة النيابية إلى وزير الخارجية ناصر بوريطة حول أوضاع هؤلاء وتحديات إعادتهم إلى البلاد. واستمعت أيضاً إلى أفراد من عائلات العالقين في سورية والعراق، فيما التقت عدداً من المنظمات الدولية التي تتابع هذا الملف.

وجاء في تقرير المهمة الاستطلاعية التي شكّلها مجلس النواب، في 13 يوليو/ تموز 2021، أنّ ثمة 400 قاصر مغربي في مخيمات سورية، من بينهم 153 فقط تأكد أنّهم مولودون في المغرب، فيما أبصر الباقون النور في مناطق التوتّر.

وحسب الأرقام التي تتوافر عليها التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سورية والعراق، فإن عدد المغاربة في سورية يصل إلى 530 شخصاً، بينهم 97 امرأة، و264 من الأطفال المرافقين لأمهاتهم، و31 طفلاً يتيماً.

المساهمون