ضغوط مرتقبة على الدول الغنية في محادثات كينشاسا للمناخ قبيل "كوب 27"

ضغوط مرتقبة على الدول الغنية في محادثات كينشاسا للمناخ قبيل "كوب 27"

30 سبتمبر 2022
الدول الفقيرة في حاجة إلى دعم تلك الغنية وسط التغيّر المناخي (غيرشوم نديبو/ فرانس برس)
+ الخط -

 

يجتمع وزراء البيئة من نحو 50 دولة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يوم الإثنين في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، لعقد محادثات بشأن المناخ قبيل عقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 27)، ومن المتوقّع أن تتعرّض الدول الغنية في خلال تلك المحادثات لضغوط من أجل المساهمة أكثر في مكافحة التغيّر المناخي.

وتأتي المحادثات غير الرسمية في كينشاسا، عاصمة الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، قبل عقة مؤتمر "كوب 27" المقرر في مصر ما بين السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل و18 منه. ويُتوقّع أن يناقش الوزراء وباقي أعضاء الوفود قضايا قد تؤدّي إلى عوائق في القمّة الرئيسية، في حين لا يُتوقّع صدور أيّ إعلان رسمية في خلال اجتماع كينشاسا، بحسب ما أفاد مفاوض جمهورية الكونغو الديمقراطية في مجال المناخ توسي مبانو مبانو وكالة فرانس برس.

ورأى دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح لوكالة فرانس برس، أنّه بما أنّ مؤتمر "كوب 27" واجتماع الإثنين المقبل يُعقدان في أفريقيا، فإنّ "التشديد سوف يكون بالتأكيد على دعم البلدان الصناعية لتلك الواقعة في جنوب" الكرة الأرضية. وكان هذا الموضوع حاضراً كذلك في مؤتمر "كوب 26" التي نُظّم في غلاسكو باسكتلندا في عام 2021 وانتهى بتعهّد بإبقاء الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وقد طالبت الدول الأفقر حينها بآلية للتعويض عن الأضرار الناجمة عن التغيّر المناخي. لكنّ الدول الأغنى التي تُعَدّ الأكثر تسبّباً للتلوّث، رفضت الدعوة فيما وافق المشاركون بدلاً من ذلك على إطلاق "حوار" في هذا المجال. وأكّدت مصر التي تتولى رئاسة الدورة 27 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ بأنّها ترغب في تكريس هذه القمّة لمسألة التطبيق. يُذكر أنّه من المقرّر أن تنتهي القمّة التحضيرية لـ"كوب 27" في كينشاسا يوم الأربعاء في الخامس من أكتوبر المقبل.

ومن المتوقّع أن تركّز جمهورية الكونغو الديمقراطية في خلال المحادثات على رسالة مفادها بأنّها بلد قادر على تقديم حلول لتغيّر المناخ. وتغطّي الدولة الأفريقية التي تعادل في مساحتها مساحة أوروبا الغربية بأكملها تقريباً، غابات مطيرة تمتصّ انبعاثات الكربون تمتدّ على 160 مليون هكتار. كذلك فإنّها تملك احتياطات ضخمة من معادن مثل الكوبلت والليثيوم الأساسيَّين من أجل الانتقال إلى الطاقة المتجدّدة نظراً إلى استخدامهما في إنتاج البطاريات.

وتطالب كينشاسا بتمويل إضافي لتتمكّن من حماية غاباتها المطيرة المهدّدة حالياً بالزراعة القائمة على القطع والحرق بالإضافة إلى قطع الأشجار من أجل إنتاج الفحم. وقال منابو منابو إنّه "كلما ازدادت الموارد المتوفرة لدينا، كلما كان في إمكاننا التحرّك من أجل المناخ".

وقبيل القمّة التي تسبق "كوب 27"، نظّمت الحكومة الكونغولية مؤتمراً علمياً في "محمية يانغامبي للمجال الحيوي" في شمال شرق البلاد حيث الغابات. وحضّ العلماء المشاركون في ختامه المجتمع الدولي على "دعم كلّ المبادرات" الرامية إلى حماية الغابات المطيرة. لكنّ الدعوة تأتي بعدما عرضت الحكومة 30 حقلاً للنفط والغاز للبيع في مزاد علني في يوليو/ تموز الماضي، متجاهلة تحذيرات من ناشطين مدافعين عن البيئة مفادها أنّ أعمال الحفر قد تضرّ بالغابات المطيرة وتطلق كميات كبيرة من الغاز المسبّب للاحترار.

وتشير تقديرات لباحثين سبق أن نُشرت في إطار دراسة في عام 2016،  بأنّ حوض الكونغو يحتوي على نحو 30 مليار طنّ من الكربون. من جهتها، تصرّ جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تُعَدّ من بين أفقر بلدان العالم، على أنّ عمليات الحفر لاستخراج النفط والغاز قد تساعدها على تنويع اقتصادها وتصبّ في مصلحة الشعب الكونغولي.

(فرانس برس)

المساهمون