شمال خان... لاجئ أفغاني خسر أحلامه

شمال خان... لاجئ أفغاني خسر أحلامه

12 يناير 2022
اللاجئ الأفغاني شمال خان (العربي الجديد)
+ الخط -

كان شمال خان، الذي وُلد في أفغانستان، صغيراً عندما قرر والده شير خان مغادرة قريتهم في شرق أفغانستان والانتقال إلى باكستان بحثاً عن لقمة العيش. ومنذ ذلك الوقت، تعيش العائلة في باكستان بعيداً عن الأهل والأقارب، علماً أنّه يحب العودة إلى بلاده والعيش فيها، إلا أن الواقع الأمني والمعيشي يحول دون ذلك. ويقول شمال خان لـ "العربي الجديد" إنّ "العيش في بلاد اللجوء صعب للغاية. كانت لدي أحلام كثيرة، منها دراسة الطب. لكن الوضع الأمني في بلادنا وحالتنا المعيشية حالا دون ذلك. الآن ليس لدي أي حلم غير العمل لتأمين ما تحتاجه أسرتي". كان عمره خمس سنوات عندما جاءت أسرته إلى باكستان، وسكنت في مخيم شمشتو في شمال غرب باكستان، على مقربة من حدود بلاده. ولطالما حلم الوالد شير خان بتعليم أبنائه الثلاثة وهم: شمال خان، وزاهد خان، وعثمان خان. لكن بسبب الفقر، لم يتمكن من إرسالهم إلى المدارس، باستثناء تعليمهم القرآن في المسجد. 
في الوقت الحالي، يعمل شمال خان في مقابل أجر يومي، ويكسب ما بين 500 (6 دولارات) وألف روبية (نحو 13 دولاراً). أما والده شير خان، فيجمع الكراتين وعلب العصير وغيرها ثم يبيعها. من جهته، يعمل زاهد خان في محل لبيع الأحذية في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة إسلام أباد، ويتقاضى عشرة آلاف روبية شهرياً (نحو 130 دولاراً).

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

ويدفع شمال خان ثمانية آلاف روبية بدل إيجار المنزل الذي يقطنه. لكنه يلفت إلى أن منزله طيني، ولا يقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء. ويقول: "مهما حاولنا العمل لتحسين أوضاعنا الاقتصادية واستئجار منزل جديد، نجد أنفسنا عاجزين عن تحقيق أي تقدم".
يشتاق شمال خان للتوجه إلى قريته وزيارة أقاربه. إلا أن الإجراءات المفروضة على الحدود الباكستانية الأفغانية تجعل الأمر صعباً. ويقول إن الناس كانوا يتوجهون إلى أفغانستان من دون جواز سفر أو تأشيرة، "وقد ذهبت مرات عدة مع والدي عندما كنت مراهقاً. أما الآن، فلا أستطيع ذلك". أما الأب، فيحلم الآن بتزويج ابنيه زاهد خان وعثمان خان. إلا أن العائلة غير قادرة على تأمين تكاليف الزواج في الوقت الحالي.

المساهمون