شركة "موديرنا" تطلق تجارب بشرية للقاحات ضد فيروس نقص المناعة

شركة "موديرنا" تطلق تجارب بشرية للقاحات ضد فيروس نقص المناعة

21 اغسطس 2021
36.3 مليون شخص توفوا بسبب فيروس نقص المناعة البشرية (Getty)
+ الخط -

في إطار المساعي الحثيثة لتطوير لقاحات ضد فيروس نقص المناعة البشرية، أعلنت شركة "موديرنا" الأميركية أنها بصدد تطوير لقاحين جديدين ضد الفيروس، وهي خطوة أولى من شأنها أن تؤدي إلى تأمين حماية البشرية من هذا الفيروس.

وكانت الشركة، من بين أوائل الشركات التي طورت لقاحاً ضد فيروس كورونا العام الماضي، وتأمل أن يتم استخدام تقنية RNA (mRNA) الرائدة مرة أخرى للتغلب على أحد أكثر التحديات العلمية تعقيداً.

وبحسب ما نقلته صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، الخميس، ستقوم "موديرنا" بتجنيد 56 شخصاً، يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاماً في المرحلة الأولى من تجربتها، والتي ستقيم سلامة اللقاحات وقدرتها على إنتاج مجموعة واسعة من الأجسام المضادة ضد فيروس نقص المناعة البشرية. ومن المتوقع أن تستمر الدراسة حتى مايو/أيار 2023.

ويُعتقد أنّ هناك حاجة إلى لقاحات متعددة في النهاية لتوليد الاستجابة المناعية الكافية المطلوبة لتوفير الحماية ضد الفيروس.

وبحسب ما نقلته الشركة يتم عادة تغليف البروتين الشبيه بالسنبلة وهو الذي يسمح لفيروس نقص المناعة البشرية بالدخول إلى الخلايا البشرية في بقايا السكر، وإخفائه بعيداً عن أنظار الأجسام المضادة في الجسم، مما يجعل من الصعب تحييد الفيروس.

ويمكن لفيروس نقص المناعة البشرية أيضاً أن يبقى في الجسم لسنوات قبل أن يتطور إلى "الإيدز"، وخلال هذا الوقت، يقوم الفيروس بشكل متكرر بتحوير أجزاء من البروتين الشوكي الخاص به، لدرجة أنه يصبح من الصعب التعرف عليه تقريباً بالنسبة للأجسام المضادة.

ومن هنا، يهدف لقاحا "موديرنا"، واللذان أطلق عليهما اسم "mRNA-1644" و"mRNA-1574"، إلى مواجهة هذه التحديات من خلال تحفيز الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع إلى مستويات عالية جداً، ويمكن أن تستهدف هذه الأجسام المضادة أنواعاً متعددة من فيروس نقص المناعة البشرية، وهي قادرة على تحييد الأجزاء المستقرة من الفيروس التي لا تتغير سريعاً.

كما سيقوم الباحثون أيضاً بتقييم الاستجابة المناعية الخلوية للمتطوعين، وخاصة الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة والحفاظ عليها.

صحة
التحديثات الحية

تقنيات جديدة
وتم استخدام تقنية "الحمض النووي الريبي" في تطوير لقاح كوفيد 19 من شركة "موديرنا" لتوليد مستويات عالية بشكل استثنائي من الأجسام المضادة، ولكن نظراً لتعقيدات فيروس نقص المناعة البشرية، لا يعتقد العلماء أن النتائج ستكون سريعة جداً.

ووصف البروفيسور روبن شاتوك، اختصاصي المناعة في جامعة إمبريال كوليدج لندن، ما تقوم به شركة "موديرنا" بأنه "أسلوب أو مفهوم جديد ومعقد، لأنه يخلق استجابة مناعية ضد فيروس نقص المناعة البشرية"، واعتبر أنّ هذه الخطوة تأتي في إطار سلسلة من الخطوات للحث على الاستجابة المناعية، لتحييد فيروس نقص المناعة البشرية.

وقال شاتوك عن التقدم في الاختبارات البشرية إنه "خطوة أولى محتملة إلى الأمام في رحلة طويلة جداً"، وأقرّ بأنه من "المثير" أن يتم استخدام تقنية mRNA من شركة "موديرنا" في لقاح لفيروس نقص المناعة البشرية.

وبحسب الخبراء، لا تزال إحدى أكبر التحديات التي يجب التغلب عليها في مجال التطعيم، هي معرفة كيفية تحفيز الأجسام المضادة المعادلة. وتأتي جهود "موديرنا" لتطوير لقاح ضد فيروس نقص المناعة البشرية، كجزء من تعاون أوسع مع المبادرة الدولية للقاح "الإيدز" ومؤسسة "بيل وميليندا غيتس".

هذا ويعيش حوالى 38 مليون شخص في جميع أنحاء العالم حالياً مع فيروس نقص المناعة البشرية، في حين يتم اكتساب مليوني إصابة جديدة كل عام، منذ ظهوره في أوائل الثمانينيات، ويُعتقد أنّ 36.3 مليون شخص توفوا بسبب الفيروس.

المساهمون