سكان الرقة في الشوارع خشية انهيار منازلهم بعد الزلزال

سكان الرقة في الشوارع خشية انهيار منازلهم بعد الزلزال

06 فبراير 2023
غادر الأهالي منازلهم المتصدعة (العربي الجديد)
+ الخط -

فر معظم سكان مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في شمالي سورية، إلى الشوارع والساحات العامة خوفا من سقوط منازلهم فوق رؤوسهم بعد تصدعها من جراء الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غربي البلاد، والذي وصل تأثيره إلى مدينتهم التي تعاني أبنيتها من التصدع منذ الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي.

وشهد شمال شرقي سورية هزتين أرضيتين بعد ساعات من الزلزال الأول، ما زاد من خوف السكان. وقال محمد عبد العزيز، المقيم في الرقة، لـ"العربي الجديد"، إن "الأهالي عاشوا حالة ذعر فجراً، وبعدها التزم غالبيتهم الشوارع والساحات العامة والحدائق خوفاً من انهيار المباني المتصدعة فوق رؤوسهم. هناك الكثير من الأبنية المتضررة نتيجة القصف السابق من النظام وروسيا والتحالف الدولي خلال الحرب على تنظيم داعش، والكثير من المباني بات آيلا للسقوط، خاصة في حي الكهرباء ومنطقة الثكنة وبناء النوري وجمعية الرشيد وشارع النور في مدينة الرقة، والسلطات المحلية رفعت حالة الجاهزية في المشافي تحسبا لأي هزات أو زلازل جديدة".

ويؤكد وائل جمعة، وهو من أبناء مدينة الرقة، لـ"العربي الجديد"، أن الأضرار في الرقة مادية فقط، بينما هناك إصابات في مناطق أخرى تخضع لسيطرة "قسد" في شمال شرقي سورية، من بينها انهيار أجزاء من السور الخارجي للقلعة، وتصدع جدار الحمام القديم، وبعض الأبنية في سوق مدينة منبج.

وحسب تقارير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، فإن أكثر من 70 في المائة من مباني الرقة دمرت أو تضررت بشكل جزئي خلال الحرب على تنظيم "داعش"، وشمل الدمار مدارس ومشافي وحدائق ومنازل، فضلاً عن البنية التحتية.

ولا توجد في المدينة ملاجئ يمكن أن تقي السكان من البرد والمطر أو الثلوج في ظل المنخفض الجوي الحالي، وبقي كثيرون منذ الفجر في العراء خشية انهيار الأبنية، لكن هناك تجهيزات يوفرها فريق الاستجابة الأولية وقوى الأمن الداخلي للحالات الإسعافية والإنقاذ.

وتضم الرقة قرابة 130 منظمة أهلية، لكن ليست لدى أي منها خطة عمل جاهزة للتعامل مع الطوارئ أو مواجهة مثل هذه الكارثة، وهو أمر يزيد من معاناة السكان، خاصة النساء والأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وأكد مصدر محلي في المدينة أنه بعد اجتماع طويل، فعّلت "هيئة الإدارة المحلية للبلديات والبيئة" التابعة لقوات "قسد" خطّ اتصال ساخن للتواصل مع فرق الإنقاذ والتعامل مع الكوارث الطبيعية.

يذكر أن معظم السكان في مناطق سيطرة "قسد" والمجالس المحلية التابعة لها يعانون من تدني مستوى الخدمات في كافة القطاعات، وخاصة القطاع الصحي، فضلاً عن تغييب فعالية المجالس والمنظمات في مواجهة الكوارث.

المساهمون