سائقو الجرافات بالمغرب.. جنود مجهولون يشاركون في إنقاذ الطفل ريان

سائقو الجرافات في المغرب.. جنود مجهولون يسابقون الزمن لإنقاذ الطفل ريان

03 فبراير 2022
يواصل سائقو الجرافات عملهم دون توقف منذ 35 ساعة بمساع لإنقاذ ريان (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

مع دخول عملية إنقاذ الطفل ريان (خمس سنوات)، العالق منذ أكثر من 53 ساعة على عمق 32 متراً في بئر عميقة في إحدى القرى، بضواحي مدينة شفشاون بشمال المغرب، مراحلها الحساسة، يظهر أبطال لم يتركوا مواقعهم في الميدان في سعيهم المتواصل للوصول إلى ريان وانتشاله، إنهم سائقو الجرافات.

على امتداد أكثر من 35 ساعة، يشارك سائقو الجرافات في عملية إنقاذ استثنائية بكل المقاييس، حيث يحفرون الأرض بحذر ليرى الطفل ريان نور الحياة، ووجدوا أنفسهم مضطرين للعمل، لبلوغ عمق 32 متراً، بصبر وهدوء كبيرين نظراً لحساسية الوضع وبسبب خطر انجراف التربة.

وعمل سائقو الجرافات، وهم يسابقون الزمن لإنقاذ ريان، بشكل دقيق لتفادي أي انهيار محتمل يزيد الوضع سوءاً، ومتحلين بالصبر والهدوء تابعوا عملية الحفر التي تتطلب ساعة أو ساعة ونصف من الزمن لحفر متر واحد.

واستعانت فرق السلطات المغربية، منذ صباح أول أمس الأربعاء، بـ6 آليات ثقيلة والعشرات من عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية والقوات المساعدة ورجال الدرك، في عملية الإنقاذ.

ووفق ما كشفه عضو في خلية اليقظة لتنسيق جهود الإنقاذ لـ"العربي الجديد "، فإن عملية الإنقاذ والإخراج تطلبت وقتاً طويلاً بالنظر إلى هشاشة التربة بالمنطقة، وأن عمليات الحفر والجرف كانت صعبة ومختلفة من عمق إلى آخر بسبب اختلاف مكونات التربة أو وجود أحجار، مشيراً إلى أن المنقذين يعملون على  حفر نفق طوله ثلاثة أمتار واستعمال أنبوب لإخراج الطفل.

وفي وقت سابق، قال الناطق باسم الحكومة مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف العلاقات مع البرلمان، إنه تم وضع عدة سيناريوهات من أجل إنقاذ الطفل ريان، من ضمنها، توسيع قطر الثقب المائي، أو الحفر بشكل موازٍ، أو الاستعانة ببعض المتطوعين من أجل الوصول إليه، غير أن كل هذه المحاولات باءت مع الأسف بالفشل، نظراً لوجود مشاكل تتعلق أساساً باحتمال انهيار التربة مما يهدد حياة الطفل.

ورفض الوزير، خلال مؤتمر صحافي عقده بعد انعقاد المجلس الحكومي، اليوم الخميس، اتهام الحكومة بالافتقاد للخبرة والآليات من أجل إنقاد الطفل ريان، لافتاً إلى أن مجموعة من الصعوبات والإكراهات عطلت جهود الوصول إلى إنقاذ الطفل ريان.

وقال بايتاس: "لجان الإنقاذ المحلية وضعت 3 سيناريوهات تحت إشراف رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ووزيري الداخلية عبد الوافي لفتيت، والصحة خالد أيت الطالب، من أجل إنقاذ الطفل".

وأوضح أن "السيناريو الأول يتمثل في توسيع البئر، مع الأخذ في الاعتبار لاحتمال سقوط الأحجار والأتربة، والثاني إنزال رجال الإنقاذ والذي جرى بالفعل ولكن دون جدوى بسبب اصطدامهم بعوائق"، وأضاف: "أما السيناريو الثالث فيتمثل في الحفر الموازي للبئر للوصول إلى الطفل عبر منفذ".

وطيلة أكثر من 55 ساعة حبس المغاربة أنفاسهم ترقباً لنجاح جهود إنقاذ الطفل، في حين قضت فرق الدفاع المدني ومتطوعون وقوات الأمن ليلة بيضاء في سباق ضد الزمن لإنقاذ الطفل ريان الذي سقط في بئر مهملة لا ماء فيها بمنطقة تمروت التابعة لمحافظة شفشاون ظهر الثلاثاء الماضي.

وفي وقت سابق، تمكنت فرق الإنقاذ من إدخال كاميرا إلى البئر لتتبع حالة الطفل، الذي أبدى تفاعلا بتحريك إحدى يديه في أولى العلامات على أنه ما زال على قيد الحياة بعد ساعات طويلة من سقوطه في البئر. كذلك يتم إنزال الأكسيجين ومياه وأكل إلى الطفل لكن لا تأكيدات على تناوله أي شيء منذ سقوطه في البئر.

وخلال الليلة الماضية، تطوع متخصصون في الاستغوار لإنقاذ الطفل ريان، لكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب ضيق قطر البئر، والذي لا يتجاوز 30 سنتمراً، علما بأنه يزداد ضيقا عند النزول، وتمكن أحد المتطوعين بالفعل من الوصول إلى عمق 28 متراً حتى صار بإمكانه سماع أنين الطفل وبكائه لكنه لم يستطع مواصلة عملية الإنقاذ، وقبل ذلك، نزل متطوع آخر إلى عمق 30 متراً.

المساهمون