ذكريات كأس العالم حاضرة في ذهن السوري جورج خزوم
ما زال الشغف بكرة القدم متقداً لدى جورج خزوم، على الرغم من بلوغه 72 سنة. يترقب مباريات مونديال 2022 الذي يقام في قطر بفارغ الصبر. يشجع منتخبه المفضل البرازيل، مشيراً إلى أن لعبة كرة القدم متعة والحب فيها يكون من دون تعصب، ويجب أن تبقى متعة للصغار والكبار.
ما زالت ذكريات المونديال حاضرة لدى خزوم. يقول لـ "العربي الجديد": "كأس العالم يجمع عائلتنا التي تشجع البرازيل بامتياز. زوجتي وأولادي يتابعون الرياضة أيضاً. هي ثقافة وحياة وجزء من حضارات المجتمع والشعوب". يتابع: "أحاديث المونديال كانت على كل شفة ولسان، البعض يشجع فرنسا والبعض الآخر يشجع الأرجنتين. كل شخص يشجع الفريق الذي يحب وكثيراً ما تحدث مشاحنات ومراهنات". كان خزوم حاضراً في ملاعب مونديال 2006، ويقول: "شاهدت كأس العالم في ألمانيا عام 2006، وعشت أجواءه. كان شهر متعة".
يضيف خزوم: "تعرفت على كأس العالم عام 1966. في ذلك الوقت، لم يكن لدينا تلفزيون، كنت أتابع المونديال الذي جرى في بريطانيا عبر الراديو. وكانت هناك برنامج عبر إذاعة "بي بي سي" البريطانية حول كأس العالم. أذكر المذيعين العربيين أكرم صالح وموسى الشوتي اللذين كانا يقدمان ملخصاً عن النتائج والمباريات لمدة نصف ساعة". يتابع: "استمعت إلى المباراة النهائية بين انكلترا وألمانيا عبر الراديو، وكانت النتيجة حتى الدقيقة 89 تقدماً لإنكلترا بهدفين في مقابل هدف. أذكر أن المذيع كان يقول إنه ما هي إلا ثوانٍ حتى تحمل انكلترا كأس العالم، والتي لها فضل بانتشار كرة القدم، وسن الأنظمة. وبعد ثوان، كان يفترض أن تقف الملكة الراحلة أليزابيث لتسلم كأس العالم إلى كابتن المنتخب بوبي مور لأول مرة، إلا أن فيبر قلب هجوم منتخب ألمانيا سجل هدف التعادل في مرمى انكلترا، وانتهت اللعبة بالتعادل. ومن خلال صوت المذيع، خيم على الملعب نوع من الحزن والهدوء، ومددت المباراة لمدة نصف ساعة، وفازت انكلترا حينها".
ويقول خزوم: "لاحقاً، بدأت أتابع المونديال عبر التلفزيون. في سبعينيات القرن الماضي، كنت أدرس التربية الرياضية وتابعت مونديال المكسيك. وفازت حينها البرازيل. وكان المونديال جميلاً وكان بيليه فيه. ونقل الكأس إلى البرازيل، وبعدها استحدثت نسخة جديدة من الكأس. وأول كأس في العالم حمل اسم كأس جول ريمي، تكريما لرئيس الاتحاد الدولي، واستمرت البطولات".
يستذكر مونديال عامي 1934 و1938. بعدها، توقف كأس العالم بسبب الحرب العالمية الثانية، وأعيدت البطولة عام 1958 إلى البرازيل التي كانت قد بنت أكبر ملعب في العالم، وهو ملعب ماراكانا حينها، ووصلت إلى المباراة النهائية بمواجهة الأورغواي، وكانت متقدمة في الشوط الأول بنتيجة واحد صفر، لكن في الدقيقة 79 سجلت الأوروغواي هدفاً. وبعد دقائق سجلت هدفا آخر لتخطف كأس العالم من البرازيل على أرضها وبين جمهورها، وعنونت الصحف حينها أن ملعب ماراكانا تحول إلى مأتم. ومنذ ذلك الوقت، تحول لون لباس منتخب البرازيل من الأبيض إلى الأصفر.
ويعتبر خزوم أن "كرة القدم هي أجمل لعبة في العالم والمونديال حديث الكبير والصغير. نتمنى أن تنظم بطولة جميلة في قطر تليق بالعرب كشعب حضاري قادر على تنظيم بطولات كبيرة. نتمنى لها التوفيق".
يحمل خزوم دبلوماً في التربية الرياضية، كما أنه حاصل على مجموعة من شهادات التدريب والتحكيم في مختلف الألعاب، وكان عضواً في فرع الاتحاد الرياضي بالحسكة عام 1982.
وينتمي خزوم إلى عائلة رياضية سجلت اسمها في تاريخ الرياضة بالقامشلي وعموم منطقة الجزيرة السورية. فوالده ديكران خزوم كان من مؤسسي نادي الرافدين (بيت نهرين) السرياني الذي افتتح عام 1934 إلى جانب شخصيات رياضية أخرى من أبناء المدينة أمثال عبد النور شماس، وشكري جرموكلي، ويعقوب أصفر نجار، ورزوق بقال، وأفرام نعوم، وداوود أسعد وأندراوس شابو.
وأول مباراة لفريق نادي الرافدين بكرة القدم كانت عام 1934 ضد نادي"هومنتمن القامشلي". وشغف خزوم وتعلّقه بالرياضة دفعاه إلى التخصص في هذا المجال، وتوجه بعد المرحلة الثانوية إلى دمشق ليتسجل في كلية التربية الرياضية، وحصل على شهادة دبلوم عام 1971، ليعود بعدها إلى مدينته القامشلي ويكرس خبرته في خدمة سكان المدينة.
وفور عودته من دمشق، عاد للّعب ضمن صفوف نادي الجهاد، لتبقى له بصمة مع باقي رفاقه بصعود نادي الجهاد إلى مصاف الدوري السوري الممتاز عام 1979. ويقول: "لم يبق عمل في النادي إلا ومارسته سواء كان صغيراً أو كبيراً، وكان لي شرف رئاسة نادي الجهاد لثلاث دورات متتالية بدءاً من عام 1984 وحتى دورة 1992 وكان نجاحي من خلال منبر الانتخابات. قبل ذلك، وتحديداً عام 1978، كنت عضواً في مجلس الإدارة".
