دعوات لاعتبار منطقة عراقية منكوبة بسبب قطع إيران لروافد مياه مهمة

دعوات لاعتبار منطقة عراقية منكوبة بسبب قطع إيران لروافد مياه مهمة

15 يونيو 2021
مدن ديالى وأطرافها الزراعية تضررت بشكل كبير (Getty)
+ الخط -

تسبّب قطع إيران عددا من روافد الأنهار الحدودية مع العراق، بأزمة جفاف بمناطق مختلفة من محافظة ديالى شرقي العراق، التي يؤكد مسؤولون أن القطاع الزراعي فيها تضرر بشكل كبير، ما دفع إلى المطالبة باعتبار منطقة "ريف كنعان" التابعة لمدينة بعقوبة (مركز محافظة ديالى) منكوبة. 

وأكدت عضو البرلمان العراقي عن محافظة ديالى، إقبال اللهيبي، اليوم الثلاثاء، وجود شحّ بالمياه في المحافظة، مبينة خلال تصريح صحافي أن 70% من مدن ديالى وأطرافها الزراعية تضررت بشكل كبير، بسبب قيام الجانب الإيراني بقطع روافد نهر ديالى منذ أشهر، بعد أن أنشأت سدود على أراضيها". 

ولفتت إلى أنّ "إيرادات نهر ديالى دخلت مرحلة الخطر منذ أسابيع بعد أن سجلت أدنى المعدلات بعد 2003 (الاحتلال الأميركي للعراق)"، موضحا أن قرى ريف كنعان الواقعة شرقي مدينة بعقوبة هي الأكثر تضررا من أزمة الجفاف الحادة التي ضربت أقدم ريف في المحافظة، والذي يتميز بأرضه الخصبة التي تمتد لعشرات الآلاف من الدونمات. 

وأشارت إلى أن ديالى بدأت تعاني من نضوب مياه الآبار، والملوحة العالية في بعضها بشكل أثار الاستغراب على الرغم من أن بعضها قد حفر مؤخرا، داعية إلى "اعتبار ريف كنعان منطقة منكوبة، والسعي لخطة إنقاذ من خلال حفر آبار بأعماق أكبر لتفادي نضوبها، وبيان أسباب الملوحة الكبيرة التي طرأت مؤخرا في بعض مناطقها". 

وأكدت أن الأوضاع في محافظة ديالى لاتزال صعبة، لأن الأزمة ليس لها موعد زمني، خاصة وأن المحافظة فقدت الجزء الأكبر من إيرادات نهر ديالى الذي تقع منابعه في إيران.

ويسكن منطقة كنعان نحو 45 ألف شخص، وتتميز بكونها أراضي زراعية تكثر فيها زراعة القمح والنخيل والأشجار المثمرة، وسكانها عبارة عن خليط متنوع من مكونات ديالى. 

وقال مسؤول محلي، إنّ خطر الجفاف لا يهدّد منطقة كنعان وحدها، موضحا لـ"العربي الجديد" أنّ قلة المياه تهدّد الزراعة في جميع أنحاء المحافظة. 

وأشار إلى قيام الجهات المعنية في المحافظة بإجراء مراسلات مع وزارتي الموارد المائية والزراعة في بغداد من أجل التدخل لوضع حد لندرة المياه، مؤكدا أن الموسم الزراعي الحالي سيكون الأسوأ في ديالى بسبب قيام إيران بقطع المياه عن المحافظة. 

وأكّد وكيل وزارة الصحة والبيئة العراقية، جاسم الفلاحي، أن بلاده تتعرض لضغوط كبيرة بسبب اختلال الأمن المائي، موضحا في مقابلة متلفزة أن قيام إيران وتركيا ببناء سدود على مياه المنبع يؤثر على العراق. 

وأشار إلى قيام بغداد بتكليف وفد برئاسة وزير الخارجية للتفاوض بشأن هذا الملف، لافتا إلى أن العمل يجب أن يكون وفقا للمظلة القانونية الدولية الخاصة بالتعامل مع قضية المياه. 

ونهاية الشهر الماضي، أكّد وزير الموارد المائية العراقي، مهدي رشيد الحمداني، أنّ وفداً عراقياً رسمياً سيتوجه إلى طهران لبحث قطع السلطات الإيرانية المياه عن العراق، وذلك في تعليق عراقي حكومي على تراجع المياه من الروافد القادمة من إيران، التي تصب في نهر دجلة، وأثّرت في الأسابيع الأخيرة بشكل واضح على محافظة ديالى شرقي البلاد.  

وأشار الحمداني إلى موافقة الجانب الإيراني على هذه الزيارة التي ستتم بناءً على طلب من العراق، وأوضح أنّ بلاده تهدف إلى إطلاق إيرادات الماء من إيران، وأضاف: "نحن نعلم جيداً أنّ هذه السنة شحيحة انحسرت فيها الأمطار، ولم يتكوّن فيها غطاء ثلجي بنسبة كبيرة، والضرر أصاب الجميع، فانخفضت المياه في كلّ الخزانات، سواء في إيران أو تركيا، أو في العراق، لكن يجب علينا أن نتقاسم الضرر".

المساهمون