دراسة تبشر بإمكانية علاج السرطان بالأجسام المضادة

دراسة تبشر بإمكانية علاج السرطان بالأجسام المضادة

08 يونيو 2022
السرطانات النقيلية هي الأصعب في العلاج (Getty)
+ الخط -

كشفت دراسة أجراها أطباء أورام إمكانية إطالة أمد التعافي لبعض مرضى السرطان، بما في ذلك مرضى سرطان الثدي، بفضل عقار طورته شركتا "أسترازينيكا" و"دايشي سانكيو".

ووجد الأطباء طريقة جديدة لعلاج أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في المرحلة المتأخرة، بعد أن أظهرت البيانات أن الدواء ضاعف معدلات البقاء على قيد الحياة الخالية من تدهور صحة المرضى مقارنة مع تأثيرات العلاج الكيميائي.

وأظهرت الأبحاث التي نشرتها مجلة "New England Journal medicine"، أن عقار "إنهيرتو" Enhertu، وهو علاج بالأجسام المضادة يستهدف السرطانات النقيلية المرتبطة ببروتين يسمى HER2، ساعد بشكل كبير في زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى انتشر السرطان في أجسامهم.

وبينت الدراسة أن المرضى الذين تناولوا العقار الجديد توقف نمو الأورام لديهم لمدة 10 أشهر تقريباً، مقارنة بـ5 أشهر لمن يخضعون للعلاج الكيميائي.

ويعرف مركز السرطان الأميركي "السرطانات النقيلية" بأنها الخلايا القادرة على الانتشار والنمو في مواقع بعيدة عن موقع النشأة الأساسي، إذ ينتشر المرض عن طريق السائل اللمفاوي، أو عن طريق الدم، وعادة يتواجد بروتين  HER2 في أنواع مختلفة من السرطانات، بما في ذلك سرطان الثدي.

ونوه مدير مركز السرطان في جامعة ييل، إريك وينر، بنتائج الدراسة، وقال لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن "هذا النموذج الجديد للعقاقير مثير للاهتمام، ويقدم آلية جديدة في مجال الرعاية الصحية".

ووصفت خبيرة السرطان في الجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري، جين لو ميسيل، النتائج التي قدمت في الاجتماع السنوي للمنظمة، بأنها "ستعيد تعريف كيفية تصنيف الأطباء لسرطان الثدي، وزيادة عدد المرضى الذين يمكنهم الاستفادة من الأدوية التي تستهدف بروتين HER2"، حسب ما نقلت صحيفة "فاينشال تايمز" البريطانية.

ووجدت التجربة السريرية التي أجريت على أكثر من 550 مريضاً أن المرضى الذين استخدموا الدواء تراجع خطر تطور السرطان لديهم بنسبة 49 في المائة، كما تقلص خطر الوفاة بنسبة 36 في المائة مقارنة بأولئك الذين تلقوا الشكل القياسي من العلاج الكيميائي.

وقال أخصائي أمراض السرطان، هاني شاهين، إن نتائج الدراسة مهمة، موضحا لـ"العربي الجديد"، أنه من المرجح أن يكون لهذا الدواء قدرة على تغيير طريقة عمل البروتين، وأن يكون له "تأثير إيجابي على صحة المرضى"، خاصة مرضى السرطانات النقيلية التي تعد أحد أنواع السرطانات التي تشكل تحديا للمجتمع الطبي، كونها سريعة الانتشار خارج المكان المصاب بالفعل، ما يجعل الشفاء منها صعبا.

وتقول مديرة طب أورام الثدي في كليفلاند كلينك الأميركي، هالي مور، إن "التجارب السريرية أثبتت إمكانية إضافة بضعة أسابيع من الحياة، لكن الفائدة الكبرى هي تحسين نوعية حياة المرضى، ولذا فإن النتائج مثيرة للإعجاب ومهمة".

وتمت الموافقة بالفعل على استخدام العقار الذي أطلق عليه الاسم التجاري Trastuzumab deruxtecan مع المرضى الذين يعانون من سرطان الثدي الإيجابي HER2، لكن توقعات نجاحه كانت محدودة، لأن الأدوية الأخرى له فشلت مع المرضى الذين يعانون من انخفاض هذا النوع من البروتين.

ويرى نائب الرئيس التنفيذي لعلم الأورام في أسترازينيكا، ديفيد فريدريكسون، أن هذا الدواء لديه القدرة على أن يصبح تحولاً في علاج أنواع مختلفة من سرطان الثدي، بالإضافة إلى سرطانات المعدة والقولون والرئة، وهو ما يعني أن إمكانية علاج السرطانات المتقدمة قد تكون واعدة في المستقبل، حسب ما أوردت عنه صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

المساهمون