تونس: مسيرة في المحرس رفضاً للنفايات
انطلقت، اليوم الإثنين، مسيرة بمدينة المحرس التابعة لمحافظة صفاقس بالوسط الشرقي، تنديداً بتواتر التصريحات حول عزم وزارة البيئة التوجّه نحو إحداث وحدة لمعالجة وتثمين النفايات، وتحديداً بضيعة مرزوق بالمعتمدية.
ويأتي هذا التحرك بمبادرة من التنسيقية المحلية "المحرس مش مصب" (المحرس ليس مصباً)، والتي أكدت أن رفض هذا المشروع يعود لأسباب طبيعية وعمرانية وجغرافية.
وشدد أعضاء التنسيقية، على الرفض الشعبي الواسع لهذا المشروع، مُحمّلين المسؤولية كاملة لممثلي وزارة البيئة والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات عما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في حالة المرور إلى تنفيذ هذا المشروع.
وقال الناشط بالمجتمع المدني من المحرس، جوهر البدوي، لـ"العربي الجديد"، إن "المسيرة اليوم سلمية والتحرك كان عفوياً، حيث شارك أهالي المنطقة ومنظمات بالجهة ومكونات من المجتمع المدني، للتعبير عن رفضهم إنشاء مركز تثمين للنفايات أو مصب بالجهة، فمهما كانت تسميات المشروع فهو مرفوض ومن حق الناس العيش في بيئة سليمة ونظيفة"، مبينا أن "الأهالي أخذوا العبرة من تجربة عقارب ويدركون المخاطر الناجمة عن التلوث والتداعيات الخطيرة للنفايات على الصحة، وبالتالي فقد عبروا عن استنكارهم لوضع مثل هذه المشاريع بالجهة".
وأوضح البدوي أن "هذه المسيرة جاءت بعد تواتر تصريحات المسؤولين بالجهة، وحتى بوزارة البيئة حول اختيار ضيعة زروق لوضع مشروع تثمين النفايات وقد تنطلق الدراسات قريبا، وهذه الضيعة تبعد 5 كيلومترات عن المحرس، لكن التداعيات الصحية للنفايات والحشرات ستصل إلى المواطنين والشعب قال كلمته اليوم فهو لا يريد مصبا، ويأمل أن يصل صوته ولا داعي لانطلاق الدراسات والتفكير في المشروع على أمل أن تحافظ المحرس على طبيعتها الخلابة".
وقال عضو حراك "مانيش مصب" من عقارب، مأمون العجمي، لـ" العربي الجديد" إنهم "يساندون الأهالي في أي منطقة من مناطق تونس في دفاعهم عن البيئة ومن أجل حياة كريمة بعيدا عن التلوث"، موضحا أن "الدولة من حقها اختيار أراضي دولة لإقامة مشاريع لتثمين النفايات، وهناك أراض بعيدة 50 و60 كلم عن المناطق السكنية لإنشاء مصبات وقتية، في حين أن هذه الضيعة قريبة من المحرس ومن عقارب وبالتالي سيظل المشكل قائما".
وأوضح أنهم "ليسوا وراء هذا الحراك الذي انطلق اليوم رغم حضور بعض الأعضاء منهم للمساندة والاستماع لطلبات المشاركين في المسيرة"، مؤكدا أنه "لا بد من حلول جذرية لمشكل النفايات، فأي مدينة في العالم مستقبلا مطالبة بتثمين نفاياتها في إطار التنمية المستدامة".
