تونسيون يروون قصص الهرب من أوكرانيا وسط أهوال الحرب

تونسيون يروون قصص الهرب من أوكرانيا وسط أهوال الحرب

01 مارس 2022
بدء رحلات إجلاء التونسيين من أوكرانيا (فيسبوك)
+ الخط -

وصلت أول طائرة إجلاء تونسية قادمة من العاصمة الرومانية بوخارست، فجر الثلاثاء، إلى مطار تونس قرطاج الدولي، لتنطلق رحلات الجسر الجوّي لإعادة التونسيين من دول جوار أوكرانيا.

ومثلت عودة التونسيين من أوكرانيا، وأغلبهم من الطلبة، الحدث الأبرز في البلاد بعد أيام من الضغط النفسي التي عاشتها عائلاتهم، في ظل مخاوف من فقدان أبنائها تحت القصف الروسي، في حين لا تزال عشرات العائلات تتابع وصول أبنائها إلى المعابر الحدودية، معوّلة على مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة آخر الأخبار على الأرض.

ومن بين نحو 1500 تونسي في أوكرانيا ضمت رحلة الإجلاء الأولى 100 شخص كانوا الأسرع في الوصول إلى نقاط الترحيل، وأغلبهم قادمون من أوديسا وخاركوف.

وتحاول عائلة الطالبة مروى الصغايري إيجاد طريقة لإخراجها من العاصمة كييف، ويقول والدها عزيز الصغايري، لـ"العربي الجديد"، إن التونسيين يواجهون صعوبات عدة للتجمع من أجل تأمين ترحيلهم بمساعدة المنظمات المدنية، بسبب تباعد المسافات، وصعوبة التنقل، موضحا أن "الأوضاع في كييف أصعب من بقية المدن، والبعض يتعرضون لممارسات عنصرية تحول دون اختبائهم في الملاجئ التي يمنع الأوكرانيون الأجانب من دخولها".

وروت لينا الزموري، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل 48 ساعة من المخاوف والتهديدات خلال رحلتها بين
مدينة أوديسا الأوكرانية وحدود ملدوفيا، مؤكدة أنها عاشت اللحظات الأولى للقصف الروسي لمطار أوديسا القريب من مسكنها، وأنها قررت مغادرة المدينة بصحبة طلبة تونسيين ومغاربة بعد الاتفاق مع سائق تاكسي على إيصالهم إلى أقرب بوابة حدودية مقابل 20 دولارا تقريبا.

لكن السائق لم يكمل الرحلة وقرر تركهم على بعد 13 كلم من البوابة الحدودية، ما اضطرهم إلى قطع تلك المسافة مشيا على الأقدام في طريق وعرة. وعند بوابة الحدود المولدوفية، استقبلهم متطوعون من منظمات إغاثية، وتم إيواؤهم لمدة 24 ساعة داخل مبيت، قبل أن تتولى السفارة التونسية ترحيلهم إلى رومانيا، حيث استقلوا طائرة عسكرية من مطار بوخارست إلى تونس.


وتصف والدتها سكينة الزموري الفترة التي قضتها في انتظار عودة ابنتها طالبة الطب بأنها "كانت الأيام الأسوأ في حياتي. كل السيناريوهات خطرت ببالي، غير أن تبادل المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي خفف من وطأة انتظار الحلول التي لم تتأخر كثيرا. ابنتي تعد من المحظوظين الذين تمكنوا من العودة في أول طائرة إجلاء رغم كل الصعوبات التي رافقت رحلتها".

بدورها، قالت شادية خمايلية، وهي والدة طالب طب في أوكرانيا، إن ابنها كان من بين الواصلين في رحلة الإجلاء الأولى بعدما نجح في الوصول إلى حدود مولدوفيا، ثم إلى رومانيا.

وأوضحت خمايلية، متحدثة لـ"العربي الجديد"، أن "الطلبة الواصلين في رحلة الإجلاء الأولى تنفّسوا الصعداء بمجرّد أن لامست عجلات الطائرة أرض تونس بعد رحلة شاقة تكبّدوا خلالها مصاعب عدة، وعاشوا خلالها فترات رعب، فيما كانت العائلات في تونس تخشى من انقطاع الاتصال مع أبنائها".

وانطلقت من تونس، الثلاثاء، طائرة إجلاء ثانية لنقل أكثر من 170 تونسيا، فيما ينتظر آخرون على حدود الدول المجاورة لأوكرانيا بانتظار أن يشملهم جسر الإجلاء الجوي.

المساهمون