توصيات من "الخوذ البيضاء" لمؤتمر مانحي سورية: مساعدات وعدالة ومساءلة

توصيات من "الخوذ البيضاء" لمؤتمر مانحي سورية: مساعدات وعدالة ومساءلة

15 يونيو 2023
تستند توصيات "الخوذ البيضاء" إلى تجربتها الحيّة في سورية (عارف وتاد/ فرانس برس)
+ الخط -

بدأت أمس الأربعاء أعمال المؤتمر السابع لمانحي سورية بعنوان "دعم مستقبل سورية والمنطقة"، وذلك بمشاركة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وشركائها. وسيوفر المؤتمر فرصة إضافية لتجديد المجتمع الدولي دعوته إلى إيجاد حل سياسي في سورية، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يدعو إلى بدء محادثات سلام. وتستمر اجتماعات بروكسل حتى ليل غد الخميس، حين ستعلن التعهدات الخاصة بالعام الحالي.

وأكدت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، على موقعها الرسمي، أن "الاتحاد الأوروبي ناقش مع شركائه التنفيذيين في برنامج الاستجابة لسورية تعزيز الدعم الدولي للفاعلين المهمين في المجتمع المدني داخل سورية والمنطقة والشتات والبلدان المضيفة. واليوم الخميس سيجتمع المؤتمر الوزاري للدول الفاعلة في الاتحاد الأوروبي وجوار سورية ودول أخرى، إضافة إلى ممثلي الأمم المتحدة ومنظمات دولية، من أجل بحث كيفية تعزيز الدعم الإنساني والمالي والسياسي لشعب سورية، قبل أن يختتم المؤتمر بإعلان تعهدات".

وفي اليوم الأول للمؤتمر أمس الأربعاء، قدمت "الخوذ البيضاء" توصيات إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمانحين، ضمن مذكرة إحاطة للدول المشاركة، بناءً على التجربة الحيّة المحلية لمتطوعيها. وشملت التوصيات المساعدات الإنسانية والعدالة والمساءلة والطريق نحو تسوية سياسية.

وأوردت الإحاطة: "يأتي مؤتمر العام الحالي في وقت حرج بعدما وصلت الاحتياجات الإنسانية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بعد زلازل سورية وتركيا في 6 فبراير/ شباط الماضي، ومرور أكثر من عقد على الحرب في سورية. هناك أكثر من 15.3 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في أنحاء سورية، في حين تضرر 8.8 ملايين شخص بالزلزال في أنحاء البلاد، خاصة في محافظتي حلب وإدلب، وبدرجة أقل اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة. وفي شمال غرب سورية، تأثرت نسبة 85 في المائة من سكان المجتمعات بالزلزال، وذلك في شكل مباشر أو بتأثير تدفق النازحين من المناطق المتضررة، علماً أنه جرى تهجير 55000 أسرة تحتاج إلى مأوى ومياه ومنشآت صرف صحي وأموال لجلب أغراض وتامين خدمات. وقد ألحق الزالزل أيضاً أضراراً واسعة في 10.600 مبنى بينها مدارس ومستشفيات وبنى تحتية أساسية".

وأشارت "الخوذ البيضاء" إلى أن "النظام السوري واصل رغم كارثة الزلزال هجماته على شمال غرب سورية بدعم من القوات الروسية وحلفاء له وأطراف أخرى، وبلغ عدد الهجمات 107 استهدفت 49 بلدة في شمال غرب سورية، ما قوّض بشدة الاستجابة الإنسانية للآثار المدمرة للزلزال، علماً أن الافتقار إلى العدالة والمساءلة عن جرائم الحرب واستمرار الإفلات من العقاب يعزز مواصلة النظام الفظائع بلا هوادة ضد الشعب السوري".

وأوصت "الخوذ البيضاء" بتحسين قدرة السكان المتضررين بالنزاعات والزلزال على المساءلة، والعمل لرفع درجة الإحساس بالنزاع وروابط المساعدات الإنسانية، وضمان الوصول المستدام وغير المقيد وغير الخاضع لعوائق للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، من خلال تسهيل عبورها كل نقاط الدخول الممكنة، والدعوة إلى إيجاد حل طويل الأجل ومستدام لنقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود التي يجب أن تبقى مفتوحة.

وأوصت المنظمة أيضاً بتشجيع مناقشة الأسس القانونية للمساعدات عبر الحدود التي تقدمها الأمم المتحدة، وزيادة الدعم لتلبية الاحتياجات الإنسانية في سورية، والدعوة إلى توطين أكبر للمساعدات الإنسانية، وزيادة الدعم نحو بناء قدرات المنظمات المحلية، وتعزيز التعافي المبكر.

كذلك طالبت "الخوذ البيضاء" بإعطاء أولوية لتحقيق العدالة والمساءلة لضحايا الفظائع في سورية، والاستمرار في فرض العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية، من أجل متابعة المساءلة، ومعالجة فجوة الإفلات من العقاب.

وشددت على أنه لا يمكن تجاهل السياق السياسي الأكبر من خلال الضغط على النظام السوري وباقي أطراف الحرب الأخرى لإنهاء مهاجمة المدنيين وأعيان المدنية، وإعادة تأكيد أهمية قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وخلال مشاركته في نقاش حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، قال مدير منظمة "الخوذ البيضاء"، رائد الصالح، إن "غياب الإرادة الدولية في المحاسبة يعيق تحقيق العدالة والسلام في سورية، في حين يفتح الإفلات من العقاب الباب أمام ارتكاب مزيد من الجرائم".

أضاف: "لم يكن أحد ينتقد روسيا في الماضي على جرائمها في سورية، بل اعتبرها كثيرون شريكة في الحل، ثم طالب الجميع بمحاسبتها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا على غرار النظام الإيراني".

وعام 2018 جمع مؤتمر المانحين الخاص بسورية 3.36 مليارات، ثم 3.82 مليارات عام 2020، و4.22 مليارات عام 2021، و4.44 مليارات العام الماضي.

المساهمون