تغير المناخ زاد من فترات موجات الحر وأضر بمزيد من البشر

دراسة: تغير المناخ زاد من فترات موجات الحر وأضر بمزيد من البشر

31 مارس 2024
صارت الموجات الحارة أكثر شمولاً مع تغير المناخ (ميغيل شينكاريول/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دراسة في "ساينس أدفانسز" تكشف أن تغير المناخ يزيد شدة ومدة موجات الحر عالميًا، مع تحركها ببطء أكبر بنسبة 20% وزيادة وتيرتها بنسبة 67% مقارنة بالأربعين عامًا الماضية.
- موجات الحر أصبحت تستمر لفترات أطول، من ثمانية أيام في الفترة بين 1979 و1983 إلى 12 يومًا بين 2016 و2020، مع تأثير أكبر على منطقة أوراسيا وارتفاعات قياسية في درجات الحرارة بأمريكا الشمالية وأستراليا.
- الانبعاثات من حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي مسؤولة عن تفاقم موجات الحر، حيث أظهرت محاكاة حاسوبية دور تغير المناخ في تأثيرها المتزايد وتباطؤ حركتها عبر القارات بسبب ضعف التيارات الجوية.

كشفت دراسة حديثة أنّ تغير المناخ يخلق موجات حر هائلة تزحف ببطء في أنحاء العالم وتؤثّر على عدد أكبر من الأشخاص لفترات أطول، وذلك من خلال درجات حرارة أعلى على مساحات أكبر.

منذ عام 1979، جاء تحرّك الموجات الحارة العالمية أبطأ بنسبة 20 في المائة، ما يعني بقاء مزيد من الناس في الحر لفترة أطول، وصارت تحدث بوتيرة أكبر بنسبة 67 في المائة، وفقاً للدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس أدفانسز" العلمية أخيراً. ووجدت الدراسة أنّ أعلى درجات حرارة في موجات الحر صارت أعلى درجة ممّا كانت عليه قبل 40 عاماً، كذلك صارت المساحات التي تتعرّض للحرارة أكبر.

وتزداد الموجات الحارة سوءاً منذ زمن، لكنّها صارت أكثر شمولاً وتتركّز بكثافة، ليس في ما يخص  درجات الحرارة والمناطق فحسب، إنّما كذلك فيما يخص مدّة استمرارها وتحرّكها في أنحاء القارات، بحسب ما أفاد عالما المناخ وي تشانغ من جامعة "يوتا" الأميركية وغابرييل لاو من جامعة "بريستون" الأميركية اللذان شاركا في إعداد الدراسة.

وبيّنت الدراسة أنّ من عام 1979 إلى عام 1983، كانت الموجات الحارة عالمياً تستمرّ في المتوسط نحو ثمانية أيام، لكن بحلول عام 2016 حتى عام 2020، بلغ امتدادها 12 يوماً.

وكانت منطقة أوراسيا، التي تضمّ قارتَي أوروبا وآسيا، الأكثر تضرراً والأطول تعرّضاً لموجات الحر المستمرة. وتباطأت موجات الحر لأطول فترة في أفريقيا، في حين شهد شمال أمريكا وأستراليا أكبر ارتفاعات في درجات الحرارة وأكبر امتداد لمساحات تضربها موجات الحر، وفقاً للدراسة نفسها.

في سياق متصل، قال عالم المناخ في مختبر "لورانس بيركلي" الوطني الأميركي مايكل وينر إنّ "هذه الدراسة (لم يشارك فيها) ترسل تحذيراً واضحاً بأنّ تغير المناخ يزيد من خطورة الموجات الحارة بأكثر من طريقة".

ويشرح العلماء أنّه مثلما يحدث في الفرن، عندما تمتد موجات الحر إلى فترة أطول، يزداد طهو ما في داخله، وفي هذه الحالة يصير البشر هم من في الداخل.

وأفاد وي من جامعة "يوتا" بأنّ "موجات الحرارة هذه تتحرك بطريقة أبطأ فأبطأ كثيراً، وهذا يعني في الأساس أنّ ثمّة موجة حارة ومن الممكن أن تستمر موجات الحرارة هذه فترة أطول في المنطقة. وسوف تكون التأثيرات السلبية على مجتمعنا البشري هائلة ومتزايدة على مر السنين".

وقد أجرى فريق الدراسة عمليات محاكاة حاسوبية أظهرت أنّ هذا التغيير أتى نتيجة الانبعاثات المسبّبة للاحتباس الحراري التي تنجم عن حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي. ووجدت الدراسة بصمة تغير المناخ من خلال محاكاة عالمٍ خالٍ من انبعاثات غازات الدفيئة، وخلصت إلى أنّ من غير الممكن أن يؤدّي إلى موجات الحر المتفاقمة التي لوحظت في السنوات الـ 45 الماضية.

وتناولت الدراسة تغير أنماط الطقس التي تنشر موجات الحرارة. وقال وي إنّ الموجات الجوية التي تحرّك أنظمة الطقس، مثل التيارات النفاثة، تزداد ضعفاً، لذا هي لا تحرّك موجات الحرارة بالسرعة نفسها، من الغرب إلى الشرق في معظم القارات وليس كلها.

من جهتها، قالت عالمة المناخ في جامعة "أريزونا" الأميركية كاثي جاكوبس التي لم تشارك في الدراسة، إنّ هذا يوضح "كيفية تطوّر موجات الحرارة في ثلاثة أبعاد وكيفية تحرّكها إقليمياً وعبر القارات، بدلاً من النظر إلى درجات الحرارة في مواقع فردية".

أمّا العالمة في مركز "وودويل" لأبحاث المناخ جنيفر فرانسيس، التي لم تشارك بدورها في الدراسة، فرأت أنّ "إحدى العواقب المباشرة للاحتباس الحراري هي زيادة موجات الحرارة"، وأضافت أنّ "النتائج تضع علامة تعجّب كبيرة على هذه الحقيقة".

(أسوشييتد برس)

المساهمون