تصعيد القصف يثير مخاوف المدنيين شمال غربي سورية

تصعيد القصف يثير مخاوف المدنيين شمال غربي سورية

07 يناير 2024
النظام السوري يواصل قصف مناطق شمال غربي سورية (فيسبوك/ الدفاع المدني السوري)
+ الخط -

تتضاعف مخاوف سكان مناطق شمال غربي سورية في كل من إدلب وأرياف حلب، مع كل عملية قصف تتعرض لها مناطقهم من جهة قوات النظام السوري وروسيا والمليشيات الإيرانية. 

وأمس السبت، وفي أقل من ساعتين، استهدفت قوات النظام أكثر من 20 بلدة وقرية ضمن المنطقة، ما جدد مخاوف الأهالي، في ظل التصعيد المستمر في منطقة يطلق عليها أساساً "منطقة خفض التصعيد"، أي إدلب ومحيطها. 

أحمد القاسم نازح من ريف إدلب الجنوبي، ويقيم في مدينة إدلب، أوضح لـ"العربي الجديد" أن منطقة إدلب وأرياف حلب تم استهدافها، أمس السبت، بشكل كثيف، قائلاً: "قُتلت طفلة في مدينة إدلب وأصيبت أمها". 

وأشار القاسم إلى أنه "رغم المعاناة كلها من تهجير وظلم، فما يشغل بال المدنيين اليوم هو تأمين لقمة العيش والتدفئة، وما زلنا نسمع عن أناس يموتون من البرد، والإجرام ما زال مستمراً بحق المدنيين على مرأى ومسمع جميع الدول والناس، لكننا شعب يتيم ليس لنا أحد سوى الله". 

النظام يستهدف مرافق حيوية شمالي سورية

ويرى عبد الرزاق الشام، وهو ناشط إعلامي يقيم في مدينة إدلب أيضاً، أن المدينة تشهد "تصعيداً خطيراً من قبل النظام المجرم، من خلال استهداف الأسواق والمرافق الحيوية بالصواريخ والقذائف". 

وأضاف لـ "العربي الجديد": "أمس تم استهداف منطقة وادي النسيم داخل المدينة بقذائف المدفعية التي تسببت باستشهاد طفلة صغيرة،" مشيراً إلى استهداف النظام السوري أيضاً "منطقة الصناعة بقذائف الفوسفور، ما تسبب بإغلاق المنطقة التي تعد مصدر رزق للأهالي، وتشهد المدينة بشكل شبه يومي استهدافاً وتصعيداً مستمراً وخطيراً". 

على أطراف مدينة إدلب، مركز المحافظة التي تحوي حوالي مليونين ونصف مليون مقيم ونازح، يقطن عامر الخطاب (34 عاماً)، يقول لـ"العربي الجديد": "أنا أب لثلاثة أطفال، أكبرهم في الصف الأول الابتدائي، عملي يبعد حوالي الساعة عن البيت الذي أقيم فيه، أخرج في الصباح وأعود مساء، تشغل بالي دائماً سلامة أولادي خلال أوقات حدوث القصف على مدينة إدلب".

يضيف الخطاب: "لا يمكن أن أترك العمل وأعود للاطمئنان على عائلتي، وكذلك عند ذهاب ابني للمدرسة أكون منشغلا ًبالتفكير في ما قد يحدث له على الطريق، خلال الذهاب والعودة". 

إيمان الشيح، طالبة جامعية، تتقاسم مع غيرها من السكان والنازحين مخاوف القصف الذي يتكرر بشكل شبه يومي على المنطقة، موضحة لـ"العربي الجديد" أنها قلقة من توقف التعليم الجامعي، وفي ذات الوقت يتضاعف خوفها في طريقها إلى الجامعة من القصف الذي يضاف إلى معاناة النزوح التي تعايشها، مؤكدة انعدام الاستقرار في حياتها كطالبة. 

من جانبها، قالت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) يوم أمس إنّ طفلة قُتلت أمس السبت، وأُصيبت امرأة بجروح، في حصيلة غير نهائية للقصف المدفعي من قوات النظام على الأحياء السكنية في مدينة إدلب.  

وبخصوص التصعيد أكد فريق منسقو استجابة سورية أن 20 بلدة وقرية تعرضت للقصف خلال أقل من ساعتين، وذلك في بيان صدر عنه مساء أمس السبت، وقال الفريق إن قصفاً أيضاً تسبب بسقوط ضحايا في مدينة إدلب، وحذر الفريق من خطورة ما وصفه بالتقاعس والتباطؤ في دعم ومساندة السكان المدنيين في المنطقة (إدلب والأرياف المجاورة لها)، مشيراً إلى ما سيحدث من تبعات كارثية على مستوى العمليات الإنسانية في المنطقة. 

المساهمون