تركيا تستمر في دمج وتأهيل السوريين

تركيا تستمر في دمج وتأهيل السوريين

11 أكتوبر 2020
مشروع مشترك بين سوريين وأتراك (آدم أتلان/ فرانس برس)
+ الخط -

تنظر تركيا إلى السوريين اللاجئين المقيمين على أراضيها كشركاء ومساهمين في تحقيق أهدافها التنموية والاجتماعية، كما تقول الباحثة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول، عائشة نور لـ "العربي الجديد". فتركيا لم تتعامل مع أكثر من 3.5 ملايين سوري كلاجئين، بل بحسب قانون الحماية المؤقتة. وحين طالت الأزمة السورية وتبدلت الظروف الدولية حيال السوريين، اعتمدت تركيا وسائل كثيرة، منها الاندماج ثم التأهيل، لتصل إلى تجنيس الكثير من السوريين، بحسب ما توضح نور.
وتشير نور إلى أن "تركيا مرت خلال العام الجاري بظروف اقتصادية واجتماعية ضاغطة نتيجة وباء كورونا، ما أثر حتى على عمل السوريين وخطط تأهيلهم ودمجهم في المجتمع. لكن رأينا خلال الفترة الأخيرة عودة دورات الدمج الاجتماعي والتأهيل، ليكسر السوريون حاجزي اللغة والغربة ويتعلموا مهناً يحتاجها السوق التركي".
وتستمر دائرة الهجرة في إسطنبول، في التعاون مع وزارة التربية التركية، بتنفيذ دورات للدمج الاجتماعي للمواطنين السوريين المقيمين في الولاية. وتقول مصادر لـ "العربي الجديد" إن الدورات ستمتد إلى الولايات الأخرى، خصوصاً تلك التي تضم أعداداً كبيرة من السوريين، مثل أورفا ومرسين وغازي عنتاب.
وتوضح مصادر خاصة أن الدورات المستمرة في مراكز التعليم الشعبي تتناول مواضيع تعرّف بالثقافة واللغة والقانون التركي، وتركز على حقوق وواجبات المهاجرين وكيفية التعامل مع مؤسسات الدولة الرسمية.

ولا تقتصر عمليات التأهيل في تركيا، بحسب المصادر، على الدمج، بل تستمر في تقديم دورات دعم وتأهيل الشباب السوريين للحصول على فرص عمل ضمن شروط واحتياجات السوق، تتضمن تدريب المشاركين على تعلم واكتساب المهن والمهارات، إضافة إلى دورات "تتكفل بتشغيل المميزين". وتختم قائلة: "معظم تلك المشاريع ممولة من الاتحاد الأوروبي، لكن التنفيذ والإشراف يقعان على عاتق اتحاد المهنيين ووزارة التعليم الوطني".
في هذا الإطار، أعلنت مبادرة "EMBARK"، قبل أيام، عن منحة مجانية مقدمة للاجئين السوريين في مجال ريادة الأعمال، وتحديد الأهداف ضمن برامج تربط فئة الشباب بقادة الأعمال في شركات تركية، بهدف تبادل الأفكار وتطوير وزيادة فرص توظيفهم وبناء علاقات هادفة. وتُعدّ المنحة استمراراً لتشبيك الشباب والخريجين السوريين برجال الأعمال، وتبادل الأفكار حول الاتجاهات الجديدة، والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.

خلال الفترة الأخيرة، عادت دورات الدمج والتأهيل ليكسر السوريون حاجزي اللغة والغربة


وتقول مسؤولة التقييم والتطوير في المبادرة، رابعة بيري، إن المبادرة بدأت في عام 2018 بالتعاون مع شركة واحدة، لكنها توسعت، وتُدعم هذا العام من قبل البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية. تضيف أن المبادرة لهذا الموسم تعتمد على مفهوم "الإرشاد العكسي"، أي إرشاد الشباب الذين يملكون أفكاراً جديدةـ لتطوير قطاع ريادة الأعمال. ويوفر هذا الإرشاد فرصة لدعم المهارات وضمان استمرار التعليم. ويمكن للطالب الأصغر سنًا أو الخريج حديثاً نقل مهاراتهم وأفكارهم الجديدة إلى المؤسسات.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

والمبادرة عبارة عن ثلاث إلى أربع جلسات عبر الإنترنت، تستمرّ ثمانية إلى عشرة أسابيع، وتنتهي في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وهي متاحة باللغتين الإنكليزية والتركية، وتتلقى طلبات المشاركة من جميع المدن التركية. ويقول الباحث التركي أوزجان أوزون لـ "العربي الجديد": "هذه المبادرات تحقق أهدافاً مشتركة للأتراك والسوريين. فسوق العمل في حاجة إلى المهارات والكفاءات التي أكد السوريون امتلاكها من خلال انخراطهم في السوق، خصوصاً في قطاع الغذاء والتكنولوجيا. كما أن السوريين، خصوصاً الشباب، يحتاجون إلى فرص عمل، لأن تركيا لا تقدم كما الدول الأوروبية، معونة شهرية إلا للمسجلين في الهلال الأحمر، والذين لديهم ظروف خاصة".
ويشير أوزون إلى أن لهذه الدورات والمنح أهمية إضافية، إذ تدحض مقولات بعض الأحزاب والتيارات التركية، بأن السوريين عبء على تركيا واقتصادها، وتزيد من التقارب والاندماج، وتكسر حواجز اللغة والعادات الاجتماعية المختلفة.

المساهمون