بيان من أسرة علاء عبد الفتاح: هكذا فكّ الإضراب عن الطعام والماء

بيان من أسرة علاء عبد الفتاح: هكذا فكّ الإضراب عن الطعام والماء

17 نوفمبر 2022
لافتات أمام مبنى الخارجية البريطانية تطالب بالإفراج عن علاء عبد الفتاح (هولي آدامز/جيتي)
+ الخط -

أصدرت أسرة الناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح بياناً، مساء الخميس، بعد زيارتها له في السجن وتمكنها من الاجتماع معه للمرة الأولى منذ أسابيع. وجاء في البيان: "رأينا علاء اليوم للمرة الأولى منذ 24 أكتوبر. عندما رأيناه اليوم، كان منهكاً وضعيفاً وهزيلاً".

وقالت أسرة علاء في بيانها: "رأيناه في كابينة الزيارة في سجن وادي النطرون، يفصل بيننا حاجز زجاجي، مع سماعة رأس ضعيفة جداً تمكننا من التحدث إليه من خلالها واحداً تلو الآخر. وكما لم تكن لدينا أي فكرة عما كان يحدث داخل السجن، لم يكن لدى علاء أي تصور لما يجري خارجه".

وأفادت الأسرة في البيان بأنه في يوم الأحد 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، توقف علاء عن شرب الماء، وأنه في يوم الثلاثاء 8 نوفمبر "أُمِر جميع نزلاء الزنزانة بالذهاب إلى المركز الطبي لإجراء "فحص روتيني"، وهو أمر غير معتاد".

وتابع البيان: "كانوا يضغطون على علاء للخضوع لفحص طبي حتى يتمكنوا من عمل تقرير طبي. وقال إنه سيوافق على الفحص الطبي فقط إذا سُجل رسمياً أنه مضرب عن الطعام والماء، وإذا تم إيداعه بالمركز الطبي. وبدلاً من ذلك، أحضروا ضابطاً في ثياب مدنية لترهيبه، لكنه رفض مغادرة المركز الطبي، فتم استدعاء فرقة مكافحة الشغب لإخراجه عنوة".

وأضاف البيان: "بعد إخراجه من المركز الطبي وإعادته إلى الزنزانة قسراً، أصيب علاء بانهيار. وفي يوم الأربعاء 9 نوفمبر، أخذ علاء يضرب الحائط برأسه إلى أن سالت منه الدماء، وذلك لإجبار السلطات على تحرير تقرير رسمي عن حالته وإخطار النيابة العامة".

وتابع البيان: "وفعلاً في يوم الخميس 10 نوفمبر، حضر إلى السجن أحد السادة وكلاء النيابة، واستمع إلى أقوال علاء، وسجل مطالب الإضراب عن الطعام وكذلك الأسباب التي دفعت علاء إلى الإضراب. تحدث علاء للسيد وكيل النيابة عن تجربته السابقة في سجن طرة شديد الحراسة 2، وتحدث عن تأثير غياب الأمل في التخارج من الخصومة والخروج إلى الحياة، وتأثير  البقاء دون موسيقى أو كتب أو وقت خارج زنزانته لمدة ثلاث سنوات".

وأضاف: "في اليوم نفسه، لم يسمح للدكتورة ليلى سويف، والدة علاء، بالانتظار عند بوابة السجن، ورفضت سلطات السجن استلام رسالتها إلى علاء. كما مُنع محامي علاء، خالد علي، من دخول السجن رغم حصوله على تصريح من النيابة".

وقال البيان إنه "في يوم الجمعة 11 نوفمبر أصيب علاء بالإغماء وفقد الوعي. وعندما أفاق كان محاطاً بالناس وكان قد تم تعليق محاليل وغلوكوز له. وعندما أفاق أعطوه ملعقة من العسل وقطعة من المخلل ومشروب معالجة الجفاف. كان هناك الكثير من الناس حوله وكانوا كلهم يحاولون إنقاذ حياته. وهكذا تم إنهاء الإضراب عن الطعام".

وتابع البيان: "في ذلك الوقت كان ضغط دم علاء منخفضا جدا (110/50) وكان مستوى السكر لديه 41. فقرر أنه لن يعود مباشرة إلى الإضراب عن الطعام، لكنه سيعطي جسده استراحة صغيرة، ويعطي زملاءه في الزنزانة استراحة أيضاً"، وأضاف: "سمحوا بدخول مشغل الموسيقى وسمع علاء الموسيقى لأول مرة منذ 3 سنوات. شعر بأنه على قيد الحياة مرة أخرى".

وقالت الأسرة "اليوم رأيناه. كان نحيفاً جداً وضعيفاً جداً، لكنه كان سعيداً بالعودة إلى عائلته للحظة"، وأكدت أنه "لم تجر أي مفاوضات مع السلطات، ولم تقدم أي وعود". وأن علاء "كان يجهل تماماً كل ما يحدث في العالم الخارجي".

وتابع البيان: "حكينا لعلاء عن التضامن والأصوات التي ترتفع من أجله من داخل مصر، والتي ترى أن مصلحة البلاد في إطلاق سراحه وغيره ممن في السجون. ونقلنا له أخبار موجة التضامن العالمية التي نشهدها، وحكينا له عن العديد من رسائل التضامن التي تصل من مجموعات وأفراد عاديين من شتى بلدان العالم، يعبرون عن تعاطفهم الإنساني الشديد معه. وقال علاء إن (أي شكل من أشكال التنظيم السياسي الذي قد يحل أزماتنا العالمية، مثل أزمة المناخ، يجب أن ينبع من مثل هذا التضامن الشخصي والإنساني)".

وقالت أسرة علاء إنها "تأمل أن يؤدي الاهتمام المصري والعالمي المذهل بقضية علاء إلى إطلاق سراحه"، مضيفة: "اقترب علاء من الموت في السجن، لكنه قرر التمسك بالحياة. ولن يكون أمامه خيار سوى استئناف إضرابه عن الطعام قريباً إذا استمر عدم وجود تحرك حقيقي بشأن قضيته". وختمت الأسرة بيانها قائلة: "هذا هو كل ما حدث في الأيام العشرة الماضية. ستستمر الحملة من أجل إطلاق سراح علاء بنفس القوة. إنه بحاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى".

وأثار الرئيس الأميركي جو بايدن وزعماء أوروبيون قضية عبد الفتاح مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال محادثات في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر. وكان عبد الفتاح حصل في الآونة الأخيرة على الجنسية البريطانية، وهي خطوة كانت أسرته تأمل أن تساعد في إطلاق سراحه وتلفت الانتباه إلى محنة سجناء آخرين.

المساهمون