بلدان عدة تعود إلى الإغلاق ومنظمة الصحة تحذر من الجمع بين اللقاحات

بلدان عدة تعود إلى الإغلاق ومنظمة الصحة العالمية تحذر من الجمع بين اللقاحات

12 يوليو 2021
انضمت بانكوك إلى قائمة المدن التي فرضت إغلاقاً (غيلوم باين/الأناضول)
+ الخط -

حذرت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية سوميا سواميناثان، الاثنين، من الجمع بين لقاحات "كوفيد-19" التي تنتجها شركات مختلفة، ووصفت هذا التوجه بأنه "خطير"، لأنه لا تتوفر بيانات كثيرة عن أثر ذلك على الصحة. 

وقالت سواميناثان خلال إفادة عبر الإنترنت: "سيكون الوضع فوضويا في البلدان إذا بدأ المواطنون يقررون متى تؤخذ جرعة ثانية وثالثة ورابعة، ومن يتلقاها".

وفي مؤتمر صحافي، قال مدير عام المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن التفاوت الهائل في الحصول على اللقاحات بين الدول الغنية والفقيرة يعني "أننا نقوم بخيارات واعية الآن بعدم حماية المحتاجين. الأولوية الآن يجب أن تكون لتطعيم من لم يحصلوا على أي جرعات"، ودعا شركتي فايزر وموديرنا "للقيام بكل ما في وسعهما لتقديم إمدادات لكوفاكس، وفرق عمل الحصول على اللقاحات في افريقيا، والدول منخفضة ومتوسطة الدخل التي لا تتمتع سوى بتغطية ضئيلة للغاية".
كانت فايزر وموديرنا قد وافقتا على منح كميات صغيرة من لقاحيهما لمبادرة "كوفاكس" المدعومة من الأمم المتحدة لتوزيع اللقاحات عالميا، لكن الأغلبية العظمى من جرعاتهما مخصصة للدول الغنية.

وأعطت صفقة لشراء أكثر من مائة مليون لقاح صيني، الاثنين، دفعا لمبادرة لتوزيع لقاحات مضادة لفيروس كورونا في دول فقيرة، وأكدت الحكومة البريطانية أنها سترفع معظم التدابير المتعلقة بالفيروس الأسبوع المقبل، فيما يُنتظر أن يعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إجراءات لوقف انتشار الإصابات بمتحورات جديدة.

وأودى الفيروس بأكثر من أربعة ملايين شخص منذ ظهوره للمرة الأولى في أواخر 2019، فيما اصطدمت مساعي وقف انتشاره بقدرته على التحور، بينما بات المتحور "دلتا" سريع العدوى يهيمن في أنحاء عدة من العالم.

ولا تزال اللقاحات تعد أفضل وسيلة لإعادة فتح الاقتصادات مع الحفاظ في نفس الوقت على سلامة المواطن، لكن العديد من الدول الفقيرة لا تزال بعيدة جدا في حملاتها عن الدول الغنية، وعشرات ملايين الأشخاص في مدن آسيوية يعيشون مرة أخرى تحت تدابير إغلاق.

ورحب رئيس ائتلاف "غافي" للقاحات سيث بيركلي، أحد الشركاء في مبادرة "كوفاكس" لإيصال اللقاحات إلى دول فقيرة، بالاتفاقية مع "سينوفاك" و"سينوفارم" الصينيتين بشأن 110 ملايين جرعة، وقال في بيان: "بفضل الاتفاقية، ولأن هذه اللقاحات حصلت على موافقة منظمة الصحة العالمية للاستخدام الطارئ، يمكننا الانتقال إلى المباشرة بإيصال الجرعات إلى دول فورا".

وسلمت منصة "كوفاكس" أكثر من 100 مليون جرعة لقاح حتى الآن، أي أقل بكثير من أهدافها، بعدما أوقفت الهند صادرات لقاح أسترازينيكا الذي ينتجه معهد الأمصال الهندي لتلبية الاحتياجات المحلية.

من جانبها، تبذل تايوان جهودا مضنية للحصول على لقاحات، في وقت تتهم حكومة الجزيرة الصين بالتعاطي مع الصحة العامة بـ"نهج سياسي".

ودخلت شركتا تكنولوجيا، هما "فوكسكون" وشركة تايوان لتصنيع شبه الموصلات، على الخط لكسر المأزق، وأعلنت كل منهما عن التبرع بخمسة ملايين جرعة. وقال مؤسس فوكسكون تيري غو: "نشعر أنا وفريقي بقلق الناس وتوقعاتهم بشأن اللقاحات، ونشعر بالارتياح لإبلاغهم بأن العقود ذات الصلة تم توقيعها".

وفي أنحاء آسيا، تواجه حكومات صعوبة في وقف انتشار الفيروس، وانضمت بانكوك إلى قائمة متزايدة من المدن الرئيسية التي تخضع لتدابير إغلاق، ما يثير استياء أصحاب الشركات والأعمال.

وحتى في أستراليا، التي بقيت إلى حد كبير بمنأى عن الفيروس في معظم فترة الوباء، تبذل السلطات في سيدني جهودا حثيثة لوقف انتشاره. وسجلت أكثر من 100 إصابة في الساعات الـ24 الماضية.

وألقت رئيسة حكومة ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس بيريجكليان باللائمة على المواطنين في خرق قواعد الحجر، وحذرت قائلة: "إذا وضعتم أنفسكم في خطر، تضعون عائلتكم بأسرها في خطر، وهذا يعني عائلاتكم الأوسع نطاقا، وكذلك أصدقاءكم المقربين".

وأعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا أن قادة منطقة آسيا المحيط الهادئ سوف يعقدون اجتماعا طارئا الجمعة حول تحسين الاستجابة لكوفيد، بمشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقالت إنه أول اجتماع من نوعه في تاريخ رابطة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك)، ويظهر مدى القلق من التراجع الاقتصادي الذي أودى بـ81 مليون وظيفة في المنطقة.

وأكدت الحكومة البريطانية، الاثنين، أنها ستلغي معظم التدابير المرتبطة بالفيروس الأسبوع المقبل بعد حملة تلقيح واسعة، لكنها أكدت أن الوباء لم يُهزم بعد. وقال وزير الصحة ساجد جاويد أمام البرلمان: "نعتقد بقوة أن الوقت حان لتقريب الأمة من الحياة الطبيعية، لذا سننتقل إلى الخطوة التالية من خريطة الطريق في 19 يوليو/تموز".

(رويترز، فرانس برس)