اليرقان.. مصدر قلق بإدلب في ظل تدهور الوضعين الصحي والمعيشي

اليرقان.. مصدر قل بإدلب في ظل تدهور الوضعين الصحي والمعيشي

15 أكتوبر 2020
يصيب غالباً الأطفال حديثي الولادة (Getty)
+ الخط -

بدأ مرض اليرقان، الذي يصيب غالباً الأطفال حديثي الولادة، يتسبب بالقلق لكثير من العائلات المقيمة في مخيمات إدلب، التي تحوي مئات آلاف النازحين من مختلف المناطق السورية في ظل أوضاع معيشية مأساوية، تحرمهم في كثير من الأحيان من تأمين قوت يومهم.

الطفل ربيع محيي الدين، الذي لم يكمل يومه الأربعين بعد، والذي وُلد في خيمة مهترئة تؤوي عائلته النازحة منذ نحو خمس سنوات، يبدو مصفرّ اللون بلا حيوية، وأحد الممرضين القريبين من المخيم قال لوالدته إنه مصاب باليرقان، بحسب ما قالت لـ "العربي الجديد"، مضيفة "كثير من الأطفال يصابون باليرقان في المنطقة، ولكن لا أعلم السبب".

وبينت أنهم "يعالجون الأطفال بوضع ضوء لد أصفر، ويحاولون إطعامه السكر"، هذا العلاج الشعبي المتناقل، تعتمده الكثير من النساء في المنطقة، في ظل تدهور الوضع الصحي، وعدم وجود منشآت وكوادر طبية كافية، الأمر الذي يحرم شريحة واسعة من السوريين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، من الرعاية الصحية".

ولم يقتصر مرض اليرقان على الأطفال الخدج في مخيمات الشمال، فمن بين الحالات المصابة بهذا المرض، أطفال في سنواتهم الأولى، كحالة مريم عبد الكريم، ابنة الـ4 أعوام، والتي قال والدها (46 عاما)، النازح في أحد المخيمات العشوائية في ريف إدلب الشمالي، في حديث مع "العربي الجديد"، "بدأ لون بشرتها وعينيها يتغير قبل أيام، وقد راجعنا الطبيب في النقطة الصحية، ووصف لنا بعض الأدوية والمقويات، إلا أنني لم أستطع شراء المقويات، بسبب ارتفاع أسعارها الكبير".

وتابع "أخبرني الطبيب أن مريم غالبا لديها فقر دم، وهي بحاجة للاهتمام بغذائها، ولكن من أين؟ نحن بالكاد نستطيع سد جوعنا بالخبز، فمريم منذ ولاتها حتى اليوم تذوقت طعم اللحم مرة واحدة، وذلك قبل نحو العام تقريبا، حينها حصلتُ على نصف كيلو لحم من أحد المتبرعين، طبخنا على مرقه أرز، لأقول إنها تعرف طعم اللحم، كما أنه ليس بمقدورنا لا شراء اللحم ولا حتى الحليب والبيض"، يستدرك قائلا "يقولون العدس جيد قد يكون باستطاعتي تأمين القليل من العدس لها".           

وقال مسؤول الرعاية الصحية الأولية في مديرية صحة إدلب الدكتور أنس دغيم، لـ "العربي الجديد"، لا يوجد انتشار واسع للإصابة باليرقان"، مبينا أن "معدل الإصابات المسجلة يوميا لدى المديرية، يتراوح ما بين 25-35 إصابة يوميا".

ولفت إلى أن "الأسباب طبيعية كما كانت سابقا، وهو ناتج عن التهاب كبد أ، وعلاجه الحمية وتناول الفيتامينات ومقويات فقط".

يشار إلى أن اليرقان، ينتج جراء وجود مشكلة في الكبد، تحول دون التخلص من كريات الدم الحمراء الميتة، وبالرغم من أنه من المشاكل الشائعة لدى الرُضّع حديثي الولادة، إلا أنه في حالات عدم التحسن والعلاج قد يتسبب في إصابة الطفل بالصمم أو الشلل الدماغي، في حين أن لليرقان عند الأطفال أسبابا عديدة منها الولادة المبكرة، عدم إرضاع الطفل بشكلٍ كاف، إصابة الرضيع بالعدوى وغيرها، كما من المحتمل أن يصاب به أي شخص جراء مشكلة في الكبد أو الغدد الصفراوية. 

المساهمون