المحاضرون المجانيون يصعّدون احتجاجاتهم في العراق: التوظيف أو الإضراب

المحاضرون المجانيون يصعّدون احتجاجاتهم في العراق: التوظيف أو الإضراب عن العمل

15 ديسمبر 2022
المحاضرون المجانيون يطالبون الحكومة بتنفيذ وعودها (فيسبوك)
+ الخط -

تتسع في عدد من المحافظات العراقية، ومنها العاصمة بغداد وديالى وبابل وميسان وذي قار وغيرها، احتجاجات شبه يومية للمحاضرين المجانيين، الذين يطالبون بتنفيذ الوعود الحكومية بتثبيتهم كموظفين على الملاك الدائم، فيما بدأ الآلاف منهم الاعتصام والإضراب عن العمل، في خطوة للضغط على الحكومة لأجل تحريك ملفهم.

ويعمل نحو 260 ألف محاضر مجاني في المدارس العراقية بعموم المحافظات مقابل مبالغ رمزية، في ظل وعود حكومية بتثبيتهم كموظفين، من خلال تخصيص أموال في الموازنة المالية للبلاد، إلا أن عدم تنفيذ الوعود أجّج حدة الغضب لديهم، مع عدم وجود ثقة بالوعود الحكومية.

وخلال الأيام الأخيرة، بدأ المحاضرون في عدد من المحافظات بالخروج بتظاهرات واحتجاجات للمطالبة بتوظيفهم، فيما تتسع موجة التظاهرات بشكل يومي في أغلب المحافظات.

وأمس الأربعاء، تعرض عدد من المحاضرين خلال تظاهراتهم في محافظة ديالى  للضرب من قبل عناصر الأمن الذين حاولوا منعهم من التظاهر، ما تسبب بجرح 4 منهم نقلوا إلى المستشفى للعلاج.  

وزارة التربية، من جهتها وعدت بأنها ستبذل جهدها لحسم ملف المحاضرين، وقال المتحدث باسم الوزارة كريم السيد، في إيجاز صحافي: "التقيت وزير التربية وبحثنا مجموعة ملفات مهمة، منها دعم موضوع المحاضرين ووقوف الوزارة إلى جانبهم ومساندتهم في هذا الملف السيادي".

محاولات تهدئة المحاضرين عن طريق الوعود التي تطلق لهم بالتوظيف، ومحاولات منعهم من التظاهر بالقوة لم تنه موجة غضبهم، واليوم الخميس، خرج العشرات من المحاضرين في محافظة بابل بموجة احتجاجات غاضبة، وأغلقوا مبنى مديرية تربية قضاء المحاويل في المحافظة، على الرغم من الإجراءات المشددة في محيطها، ومحاولة عناصر الأمن منعهم من الاقتراب منها.

وأغلق المئات من محاضري ديالى، تقاطع البلدة وسط مدينة بعقوبة، مركز المحافظة، ما أدى إلى شلل الحركة المرورية فيها، وسط انتشار أمني مشدد. كما شهدت محافظات بغداد وميسان وذي قار وغيرها تظاهرات مماثلة، ويلوّح المحاضرون بتوسيع مساحة التظاهرات لتشمل عموم المحافظات، والإضراب الشامل عن العمل.

من جهته، أكد أحد منظمي احتجاجات المحاضرين في ديالى، والذي يدعى عامر العزاوي، أن "تظاهراتنا وإضرابنا عن العمل سيستمر حتى تحقيق مطالبنا، مبينا لـ"العربي الجديد"، أنه "من غير المعقول أن نستمر بانتظار وعود الحكومات المتعاقبة، نريد من هذه الحكومة حسم ملفنا بشكل نهائي".

وأكد: "سنواصل اعتصاماتنا وإضرابنا، حتى تنفيذ المطالب"، مؤكدا أن "التظاهرات متجهة نحو التصعيد في أغلب المحافظات الأخرى".

ووسط مخاوف من تأثير إضراب المحاضرين، على سير العملية التعليمية في المدارس، وجّهت وزارة التربية كتاباً رسمياً إلى مديرياتها بعموم المحافظات، طالبتهم بسد الشواغر التي تسبب بها الإضراب.

لجنة التربية البرلمانية، دعت من جهتها، وزيري التربية والمالية لحل ملف المحاضرين، فيما أشارت إلى أن الكلف المالية للمحاضرين، متوفرة في وزارة المالية، وقال عضو لجنة التربية البرلمانية النائب محمود حسين القيسي، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية اليوم الخميس، إن "اللجنة تتابع باهتمام بالغ منذ أيام تظاهرات وإضراب الآلاف من المحاضرين والإداريين، ممّن يطالبون بحقوقهم المشروعة".

وأضاف، أن "لجنة التربية تدعم مطالبهم، وتؤكّد على ضرورة إنصافهم"، داعيا وزيري التربية والمالية إلى حل ملف المحاضرين في استحصال مستحقّاتهم كاملة وتثبيتهم؛ لقاء ما قدّموه من جهود وخبرات".

وأكد أن لجنته "تتابع موضوع المحاضرين مع وزارة المالية؛ وننقل باستمرار مطالب هذه الشريحة المهمّة والحيوية، ممن كانوا العمود الفقري للعملية التربوية في البلاد، ونثق بأن الوزارة ستنصفهم وتمنحهم حقوقهم كاملة؛ تكريما لهم وتقديرا لجهودهم".

يشار إلى أن الفساد المستشري في العراق، تسبب بتراكم في الملفات، ومنها ملف التعيينات الحكومية، وارتفاع نسبة البطالة، وتعطل ملف الخدمات وغير ذلك، وسط أزمات أثرت على حياة ومعيشة المواطنين.

المساهمون