العراق يبدأ منح الأطفال العائدين من سورية أوراقاً ثبوتية

العراق يبدأ منح الأطفال العائدين من سورية أوراقاً ثبوتية

20 يونيو 2021
إصدار هويات للأطفال ممن هم من أبوين عراقيين (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت السلطات العراقية في بغداد، اليوم الأحد، عن تزويد عشرات الأطفال العراقيين العائدين من مخيم الهول السوري بهويات رسمية وأوراق ثبوتية، تمهيداً لإدراجهم في برامج تأهيل وتعليم واسعة تستعد الحكومة لإطلاقها بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وتحدث وكيل وزارة الهجرة العراقية كريم النوري، في تصريح أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع)، عن تشكيل لجنة مشتركة من وزارتي الهجرة والداخلية، لإصدار هويات للأطفال ممن هم من أبوين عراقيين وعادوا إلى العراق واستقروا بمخيمات النزوح"، لافتاً إلى "إصدار 97 هوية أحوال مدنية لأطفال عائدين إلى البلاد ويجرى إصدار أخرى للبقية".

وشدّد النوري أنه "من لم يكن عراقياً لن تصدر له هوية، ولن يدخل العراق أصلاً "، موضحاً أنّ "بعض الأطفال العائدين الذين فقدوا هوياتهم، أو لم تصدر لهم هويات بعد وهم من آباء عراقيين، ستصدر اللجنة لهم وثيقة تكون هوية لهم وجواز سفر مستقبلاً".

ونبّه إلى أنّ "وجود الأطفال خارج الوطن وخارج السيطرة سيعرّضهم لاستغلال المخابرات الدولية والجماعات الإرهابية، وسيكونون قنابل موقوتة".

وأردف بالقول: "عكس ما كان ينقله الإعلام، هؤلاء الأطفال ليسوا خطرين، بل هم أبرياء، وربما لديهم حنين للوطن، إضافة إلى أنهم متفاعلون للعودة إلى الوطن"، وشدّد على "ضرورة أن يتم الحراك بعقل الدولة وليس بعقل الانتقام والثأر".
وفي وقت سابق، أكّد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أنّ "مخيم الجدعة استقبل 94 عائلة عائدة من مخيم الهول، وهذه العوائل هي عوائل عراقية بحتة، ولا توجد فيها أي عائلة غير عراقية، وجميعها مدققة أمنياً". وأوضح أنّ "هذه العوائل نزحت لخارج العراق نتيجة لجرائم الإرهاب والظروف والعمليات العسكرية، وهي من أبدت رغبتها في العودة".

من جهته، أكّد مسؤول في ديوان محافظة نينوى، شمالي العراق، لـ"العربي الجديد"، عن قرب إطلاق برنامج تأهيل واسع في مخيم الجدعة، جنوبي الموصل، الذي جرى نقل عشرات العوائل العراقية من مخيم الهول السوري بالفترة الأخيرة إليه.

وأوضح أنّ البرنامج برعاية الأمم المتحدة، وهناك "مراحل تأهيل تصل إلى عام ونصف العام، تتعلق بالأطفال والنساء واليافعين أيضاً ممن هم بأعمار 12 ولغاية 17 عاماً، تشمل تعليماً مدرسياً وفكرياً وثقافياً وتصحيح مفاهيم كثيرة تكوّنت لديهم خلال وجودهم بالمخيم السوري أو تحت حكم تنظيم داعش". وكشف عن وجود دفعات أخرى لعائلات عراقية ستصل من سورية إلى مخيم الجدعة قريباً، من دون أن يحدد موعداً ذلك.

في السياق ذاته، قال عضو منظمة الموصل الإغاثية عبد الرحمن أكرم، لـ"العربي الجديد"، إنّ الحكومة باشرت خطوات ملموسة في إصلاح أوضاع مخيم الجدعة، الذي تقرر أن يكون محطة استقبال لنازحي مخيم الهول السوري.

وأضاف أكرم، في اتصال هاتفي من مدينة أربيل، أنّ "عمليات تأهيل وتحصين وتزويد بالخدمات تجرى بالمخيم، وهذه نقطة إيجابية تسجّل للحكومة ووزارة الهجرة"، ولفت إلى أنّ "جهات سياسية ومليشيات تقود حملات تضليل للتحريض على أطفال ونساء عائدين من سورية، بحجة عوائل داعش، لكن الحقيقة أنّ السلطات الأمنية تجد أنّ هذه المعلومات والحملات سياسية مدفوعة ضد الحكومة، وتصريح وزارة الهجرة الأخير بشأن سلامة أوضاع من عاد منهم دليل على ذلك".

المساهمون