الشرطة الصينية تشنّ حملة اعتقالات ضد رافضين لهدم مسجد

الشرطة الصينية تشنّ حملة اعتقالات ضد رافضين لهدم مسجد

30 مايو 2023
فرّقت الشرطة الصينية حشداً من المسلمين تجمهر أمام المسجد (أرشيف/Getty)
+ الخط -

شنّت السلطات الصينية حملة اعتقالات، ونشرت مئات من رجال الشرطة في بلدة ذات غالبية مسلمة في جنوب غرب البلاد، بعد اندلاع اشتباكات بسبب مخطط لهدم مسجد جزئياً، بحسب ما قال شهود لـ"فرانس برس".

وقال أحد السكان، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه، الاثنين، إن بلدة ناغو في مقاطعة يونان مضت قدماً، مؤخراً، في خطط لهدم أربع مآذن وسقف قبة مسجد ناجياينغ.

ويقيم في المنطقة عدد كبير من أبناء قومية الهوي ذات الغالبية المسلمة والتي تتعرض لحملة قمع.

بدورها، فرقت قوات الشرطة المجهزة بالهراوات ودروع مكافحة الشغب، السبت، حشداً خارج المسجد كان يرشق القوات بالمقذوفات، بحسب ما أفاد الشاهد، وما أظهرته مقاطع فيديو انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكدت سيدة تقطن هناك، طلبت عدم الكشف عن هويتها: "أرادوا المضي قدماً في عمليات الهدم القسري والناس هنا ذهبوا لوقفهم"، مضيفة "المسجد موطن للمسلمين إن حاولوا هدمه، فنحن بالتأكيد لن نسمح لهم". موضحة "المباني مجرد مبان، لا تلحق الضرر بالناس ولا بالمجتمع. لماذا يريدون تدميرها؟".

واعتقلت الشرطة عدداً غير محدد من الأشخاص على خلفية هذه الحادثة، وبقي مئات الشرطيين في البلدة الاثنين، بحسب الشاهدين.

وأضافا أن الناس في المناطق المحيطة بالمسجد عانت بشكل متقطع من انقطاع شبكة الإنترنت ومشاكل اتصال أخرى منذ المواجهات.

من جانبها، أصدرت حكومة تونغهاي التي تدير ناغو إشعاراً أوضحت فيه أنها فتحت تحقيقاً في "قضية عطّلت الإدارة الاجتماعية والنظام".

وأمر الإشعار كل المتورطين "بالوقف الفوري لجميع الأعمال الإجرامية وغير القانونية"، متوعداً "بعقاب صارم" لكل شخص يرفض تسليم نفسه.

وبحسب الإشعار، فإن كل من يسلم نفسه طواعية قبل 6 يونيو/ حزيران سيلقى معاملة متساهلة.

ورداً على سؤال لـ"فرانس برس"، الثلاثاء، نفى مسؤول في قسم الدعاية في تونغهاي انقطاع الإنترنت، ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات.

وتُتّهم بكين باحتجاز أكثر من مليون شخص من الأويغور والهوي وأقليات مسلمة أخرى منذ 2017 في مقاطعة شينجيانغ، في حملة قمع وصفتها واشنطن وبعض المسؤولين في دول غربية أخرى بأنها ترقى إلى "إبادة جماعية".

وتنفي الصين تلك الاتهامات قائلة إن أفعالها تهدف إلى مكافحة الإرهاب.

ويرى ديفيد ستروب، وهو خبير إتنية الهوي العرقية في جامعة مانشستر البريطانية، أنه بينما كان التأثير أقل على الجماعات العرقية خارج شينجيانغ، فإن الكثير منهم شهد على هدم مساجدهم أو "تجديدها قسرياً" لتتناسب مع المفاهيم الرسمية الصينية.

(فرانس برس)

المساهمون