السلطات الإيرانية تعد بالتحقيق في وفاة مهسا أميني.. تواصل ردود الفعل

السلطات الإيرانية تعد بالتحقيق في وفاة مهسا أميني.. تواصل ردود الفعل

18 سبتمبر 2022
مطالب بإلغاء قانون "الحجاب الإجباري" (Getty)
+ الخط -

تتواصل ردود الفعل المحلية والدولية على وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني، بعد اعتقالها على يد الشرطة الإيرانية في طهران، الأسبوع الماضي.

وأفاد التلفزيون الإيراني بأن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أجرى، ظهر اليوم الأحد، اتصالاً مع أسرة الفتاة مهسا أميني، مقدماً التعازي لها وواعداً بإجراء تحقيقات حتى تتضح أبعاد الحادث.

كما أعلن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي أن الداخلية لم تتلقَ بعد أي تقارير حول تعرّض الفتاة مهسا أميني للضرب، قائلاً إن شرطة الآداب "لا تمتلك أي وسيلة للضرب"، على حد تعبيره. كما أعلن المدير العام للطب العدلي بالعاصمة طهران مهدي فرزوش أن نتائج فحوص الطب العدلي حول سبب وفاة الشابة أميني ستعلن في غضون ثلاثة أسابيع.

ونفى والد الفتاة، اليوم الأحد، في حديث مع صحيفة "هم ميهن"، صحة تصريحات رسمية، وما أوردته وكالة "فارس"، أمس السبت، نقلاً عن "مصدر مطلع"، أن ابنته كانت تعاني من أمراض، مؤكداً أنه "لم يكن لديها أي مرض، ومن يتحدث عن أنها كانت تعاني من الصرع أو مرض آخر يكذبون".

ورداً على ما تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي من أنباء غير مؤكدة بشأن إطلاق قوات الأمن النار وقنابل الغاز المسيلة للدموع على المحتجين الغاضبين وإصابتها عدداً منهم، عقب تشييع جثمان أميني في مسقط رأسها أمس السبت؛ قال النائب عن مدينة سقز في البرلمان الإيراني بهرام رحيمي، اليوم الأحد، لوكالة "إيسنا" الإيرانية، إن أوضاع المدينة "تحت السيطرة وعادية وهادئة الآن"، مضيفاً أن "الإنترنت الجوال مقطوع وسيتم تشغيله خلال ساعات".

واتهم رحيمي البعض بالسعي لـ"استغلال" القضية، نافياً صحة الأنباء عن إضراب عام في مدينة سقز، ومشيراً إلى أنه "غير إصابة جزئية فلا أحد في المستشفى"، وذلك تعليقاً على الأنباء عن إصابة عدد من المحتجين خلال تجمّع السبت.

وتقدم مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الشخصيات الأميركية التي علقت على وفاة أميني، إذ عبر في تغريدة عن "قلق عميق إزاء وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً، والتي ورد أنها تعرضت للضرب خلال الاعتقال من قبل شرطة الآداب الإيرانية".

وأضاف سوليفان أن "موتها لن يغتفر وسنواصل تحميل المسؤولين الإيرانيين المسؤولية عن مثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان".

كما علق كبير المفاوضين الأميركيين روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران، على الحادث قائلاً في تغريدة إن "وفاة مهسا أميني بعد جروح أصيبت بها في الحجز بسبب حجابها (غير اللائق) أمر مروع"، معلناً التضامن مع عائلتها، وأضاف: "يجب على إيران إنهاء عنفها ضد المرأة لممارستها حقوقها الأساسية. تجب محاسبة المسؤولين عن موتها".

من جهته، عبّر المقرر الخاص الأممي في شؤون حقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمن، عن "أسفه وحزنه العميقين بشأن سلوك النظام مع مهسا أميني"، مضيفاً في تغريدة أن "الحادث مؤشر على انتشار انتهاكات حقوق الإنسان في إيران".

إلى ذلك، أدانت منظمة العفو الدولية، في تغريدتين، الحادث الذي أدى إلى وفاة الشابة الإيرانية، متهمة شرطة الآداب الإيرانية باعتقالها "تعسفياً"، مع وصفها قوانين الحجاب في البلاد بأنها "مسيئة ومهينة وتمييزية".

وعلّق مستشار الوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي على الردود الدولية والأميركية في تغريدة قائلاً إن "أولئك الذين وجهوا اتهامات بالضرب/التعذيب لم يقدموا بعد أدلة حقيقية على مزاعمهم. توجيه اتهامات خطيرة من دون إعطاء دليل حقيقي ظلم فادح"، مضيفاً: "يجب التحقيق في هذا بشكل كامل. إذا ثبتت الاتهامات، يجب أن يواجه المذنب العدالة".

وكانت شرطة الأخلاق في العاصمة قد اعتقلت، الثلاثاء الماضي، الفتاة مهسا أميني (22 عاماً) التي كانت في زيارة إلى طهران للسياحة برفقة أسرتها، قادمة من محافظة كردستان، وذلك بسبب حجابها "غير المناسب" (غطاء الرأس)، لكنها بعد ساعتين من اقتيادها إلى مركز للشرطة، نقلت إلى مستشفى في حالة غيبوبة، قبل أن تُتوفى مساء الجمعة.

وأعلنت الشرطة الإيرانية أن الغيبوبة نتجت عن إصابتها بـ"نوبة قلبية مفاجئة" خلال جلسة "إرشاد"، ونشرت مقطعاً مصوراً قالت إنه يصوّر لحظة دخول أميني إلى قاعة مركز الشرطة حتى وقوعها على الأرض بعد الإصابة بالنوبة القلبية، لكن أسرتها ونشطاء ومغردين يشككون في الرواية الرسمية، وسط اتهامات للشرطة بتعذيبها وتعنيفها. كما تعالت الأصوات المطالبة بضرورة إنهاء نشاط دوريات شرطة الأخلاق في الشوارع وإلغاء قانون "الحجاب الإجباري".

المساهمون