الحرائق تلتهم أكثر من 1200 هكتار من غابات المغرب خلال 6 أشهر

الحرائق تلتهم أكثر من 1200 هكتار من غابات المغرب خلال 6 أشهر

11 يوليو 2023
يشهد المغرب سنويا حرائق في غاباته التي تغطي نحو 12 في المائة من مساحته(أرشيف/الأناضول)
+ الخط -

تسببت حرائق الغابات بالمغرب في القضاء على 1251 هكتارا، منذ بداية العام وحتى العاشر من يوليو/ تموز الحالي، وسط تصاعد تحذير السلطات من إمكانية تعرض غابات عدة لخطر الحرائق بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها البلاد حاليا.

وأعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات ( مؤسسة حكومية)، اليوم الثلاثاء، أن المغرب سجل، منذ بداية السنة الحالية، 182 حريقا في الغابات أتت على 1251 هكتارا، مشيرا إلى أن 54 في المائة من المساحة المحترقة عبارة عن أعشاب ثانوية.

وأفادت الوكالة، في بيان لها يسلط الضوء على أبرز معطيات مراقبة حرائق الغابات التي شهدها المغرب منذ بداية العام وحتى أمس الاثنين، بأن منطقة طنجة، وتطوان، والحسيمة، تأتي في مقدمة المناطق المتضررة بمساحة تقدر بـ881 هكتارا (68 حريقا) أي بنسبة 70 بالمائة، مقارنة بإجمالي المساحة المحروقة على المستوى الوطني.
وجاءت جهة سوس ماسة في المرتبة الثانية بمساحة تقدر بـ190 هكتارا، أي بنسبة تقدر بـ15 بالمائة من إجمالي المساحة التي التهمتها النيران على المستوى الوطني.

مخاوف من تصاعد حرائق الغابات

ويأتي ذلك، في وقت تسود فيه مخاوف من اندلاع حرائق غابات شبيهة بتلك التي اجتاحت خمسة أقاليم شمالي البلاد في العام الماضي، وأتت على آلاف الهكتارات، وأدت كذلك إلى خسائر في الأرواح، جراء موجة حر جديدة تضرب البلاد منذ أمس الاثنين ويرتقب استمرارها حتى يوم الجمعة المقبل.

ويشهد المغرب سنويا حرائق في غاباته التي تغطي نحو 12 في المائة من مساحته الإجمالية، وكذلك في واحات النخيل بجنوبه الشرقي.

وكانت الوكالة الوطنية للمياه والغابات قد كشفت، في مايو/ أيار الماضي، أن المغرب سجل نحو 500 حريق في الغابات في عام 2022، أتت على 22.762 هكتارا من مساحة الغابات، وحلت جهة طنجة - تطوان - الحسيمة في مقدمة المناطق المتضررة من الحرائق مع 188 حريقا، إذ أتت النيران على 18,704 هكتارات، تلتها جهة فاس - مكناس مع 99 حريقا اجتاحت 1775 هكتارا من مساحة الغابات.

وتعد الغابات في المغرب، بحسب الوكالة، فضاء طبيعيا مفتوحا ويتعرض لضغوطات عدة تؤثر سلبا على أدواره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، إذ ينتج عن هذا الضغط زيادة خطر اندلاع الحرائق، خصوصا أن الغابات المغربية مثل سواها في منطقة البحر الأبيض المتوسط تتميّز بقابلية اشتعال مرتفعة في فصل الصيف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض رطوبة الهواء، وشدّة الرياح الجافة والساخنة من نوع "شرقي".

وأعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، اليوم الثلاثاء، أن جهاز المراقبة والتدخل عند مستواه الأقصى، على اعتبار أن الأيام المقبلة هي فترات الخطر الأكبر من اندلاع الحرائق.
وبالتوازي، أطلقت الوكالة تحذيرات إلى جميع مستخدمي ومرتادي الغابات مثل المخيمين ومربي النحل والرعاة من أجل "توخي اليقظة والحد من استخدام النار قدر الإمكان خلال فترة الصيف".

وقالت إن الهدف من ذلك هو "تجنب أي عمل غير مقصود يمكن أن يسبب الحرائق، وإبلاغ السلطات المختصة على الفور بأي بداية حريق أو سلوك مشبوه لمحاولة الحفاظ على إرثنا الغابوي لما له من أدوار اجتماعية واقتصادية وبيئية".

وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت في يونيو/ حزيران الماضي، عن رصد 200 مليون درهم ( نحو 20 مليون دولار) لمواجهة حرائق الغابات المحتملة خلال السنة الحالية، تهم توفير التجهيزات والوسائل الكفيلة بذلك.

وفي خطوة استباقية لمواجهة الحرائق هذا العام وتفادي خسائر الأعوام الأخيرة، أعلنت السلطات المغربية، في مايو/ أيار الماضي، عن اعتماد الذكاء الاصطناعي لمواجهة حرائق الغابات، من خلال تطوير نظام معلوماتي جديد يعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لإنجاز خريطة لمخاطر حرائق الغابات وإطلاق تنبيهات التدخلات المناسبة وفقا لذلك.

المساهمون