الثقافة المرورية في اليابان ليست بخير

تحفل مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار عن اليابان وتطورها العلمي والتقني والمجتمعي، في مجالات عدة، ويذهب البعض إلى تقديم كلّ خبر من اليابان يظهر المدى الذي وصل إليه مثل هذا التطور، بعبارة "كوكب اليابان". لكنّ الأوضاع في اليابان ليست وردية بالكامل، كما يشاع، بل إنّ هناك مشاكل عدة على مستويات اقتصادية واجتماعية وثقافية، وبطبيعة الحال فإنّ الأمور نسبية وليست المقارنة هنا بين اليابان وبلد آخر، بل على المستوى الداخلي لـ"بلاد الشمس المشرقة".
وفي هذا الإطار، يكشف تقرير من موقع "جابان توداي" أنّ الثقافة المرورية في البلاد ليست بخير. فقد نقل الموقع الإخباري الياباني، عن رصد إحصائي واسع أجراه اتحاد النقل الياباني لمعرفة مدى توقف السائقين على الطرقات التي ليست فيها إشارات ضوئية للمشاة الذين يقصدون عبور الطريق على ممرات المشاة، وذلك من خلال ملاحظة أكثر من 9400 مركبة في 94 منطقة. والخبر المؤلم، بحسب وصف الموقع، هو أنّ الرصد كشف أنّ 23 في المائة فقط من المركبات سمحت للمشاة بالعبور أمامها، أي ما يعادل أقل من الربع. مع ذلك، فإنّ النسبة هذه ارتفعت عن عام 2019، عندما سجل الرصد نفسه 19 في المائة فقط من السائقين الذين يحترمون حق المشاة في العبور.
الأرقام هذه، بكليتها، لا يجب أن تخفي حقيقة أنّ بعض المحافظات اليابانية تمثل ما يشبه الجنة، وإن نسبياً، للمشاة، إذ إنّ ناغانو مثلاً، سجلت النسبة الأكبر من توقف السائقين من أجل عبور المشاة، بواقع 72.4 في المائة. ومن هنا ينصح الموقع: "إذا كنت تخاف على حياتك، فعليك أن تدرس خيار زيارة ناغانو في رحلتك المقبلة".
من جهتهم، تفاعل اليابانيون مع هذه الإحصاءات بمزيج من الرضوخ للأمر الواقع والدعوة إلى التغيير. فقال أحدهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "لا سيارة تتوقف، إذا لم تتوقف السيارة التي أمامها. أتفهم هذه النسبة الضئيلة في الإحصاءات". وقال آخر: "النتيجة الإحصائية منطقية، إذ غالباً ما أعبر من ممرات المشاة التي لا إشارات ضوئية عليها، فلا تتوقف لي في معظم الأحيان غير سيارات الشرطة والإطفاء، وأحياناً الشاحنات الكبيرة. أما السيارات العادية فلا تتوقف مطلقاً، حتى لو لوحت لها بيديك".

قضايا وناس

التحديثات الحية

معظم اليابانيين مستعدون للعمل بعد سنّ التقاعد

في المقابل، يقول السائقون إنّهم، ببساطة، لا يتوقفون، لأنّ ذلك خطير جداً: "لكن، إذا فُرضت قواعد خاصة بتلك الممرات لثلاث سنوات، سيتعلم السائقون التوقف. فمثلاً، تعلم الجميع قواعد احترام وضع حزام الأمان، وعدم القيادة تحت تأثير الكحول، حين فُرضت عليهم"، بحسب أحد السائقين.